تنظيم الوقت وإدارته في حياة الإنسان المسلم

عقد مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، حلقة علمية حول موضوع:

تنظيم الوقت وإدارته في حياة الإنسان المسلم

 أطرها الأستاذ حسن يشو أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول وجدة.

لقد انطلق الأستاذ المحاضر في مداخلة من بيان الأهمية التي يكتسيها الوقت في حياة الفرد المسلم، حتى أننا – كما يقول الأستاذ- نجد المولى جل وعلا يقسم بالزمن في غير ما آية:”الضحى، العصر، الفجر…” وغيرها من قطع الزمن، ويذكر علماء اللغة أن المقسم به يكون به القسم لأهميته، وقد كان للسالف الصالح اهتمام بأقسام القرآن فألف ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى كتابا سماه:”التبيان في أقسام القرآن”.

وجدير بالذكر أن المحاضر فصل معان كلمة العصر وأراء العلماء حولها والتي يمكن اختصارها في محورين أساسيين، الأول نظر للكلمة بمعنى إطلاق وهي قولان ينسب أولهما لحبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه والذي يقول أنه بمعنى الزمن، والثاني فقد قيل أن المقصود به فترة النبي صلى الله عليه وسلم. بينما هناك من رأى لكلمة العصر بشكل مقيد فقال أن المقصود بها فترة المساء وهذا قول أول، أما الثاني فقيل أن المقصود بها صلاة العصر.

كما أشار أيضا لتنبيه النبي صلى الله عليه ودعوته لاستثمار هذه النعمة، وذلك في حديث مروي عن أبن عباس رضي الله عنه أنه عليه السلام قال:”نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ”. فصلب الحديث دال على الزمن نعمة من نعم الله تعالى على عباده، لكن أغلبهم مغبونون في استثماراه فقد يكون الإنسان فاعلا في الحيلة لكنه يؤتى من ناحية الوقت.

كما تحدث عن إسهامات الكتاب المعاصرين بكتابتهم في بيان أهمية الوقت وقد توقف عند نموذج واحد هو كتاب “فوضى الوقت” لمحمد نوح الذي حاول رصد أسباب هذه الفوضى وذكرها من جملتها بعض أسباب وهي:

   1 – البيئة المحيطة بالإنسان والتي تجعله عديم الاكتراث بالوقت.

   2- دور الأسرة وتأثير الإيجابي أو السلبي في ترسيخ أهمية الوقت أو عدمه في وجدان الفرد.

   3- تأثير الرفقة والصحبة أيضا إما إيجابا أو سلبا في استثمار الوقت أو عدم المبالاة به.

 وقد ختم الأستاذ الحاضر كلمته بنماذج من سير العلماء والسلف الصالح في حرص الشديد على استثمار الوقت واستغلال أقصر لحظات الفراغ فذكر قصة الفتح ابن خقان في زمن المتوكل، وكذا قصة حماد بن أبي سلمة التي كانت حياته كلها صلاة أو تسبيح أو قراءة وكتابة… وتوفي رحمه الله وهو في صلاة.

وقد ختم هذا اللقاء بمداخلات واستفسارات الباحثين في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء.

yecho1