تقرير عن زيارة مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية إلى ألمانيا الاتحادية

تقرير عن زيارة مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية إلى ألمانيا الاتحادية

09.07.2012 ………………..14.07.2012 ــــ

نظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة من 09 أبريل 2012 إلى 14 منه زيارة علمية إلى ألمانيا تضمنت لقاءات واجتماعات علمية مع مدراء ورؤساء ومسؤولي العديد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية والدينية. وقد تضمن وفد المركز كلا من السادة الأساتذة :

  • سمير بودينار: رئيس المركز
  • عبد الرحيم بودلال: مدير المركز
  • فؤاد بوعلي: الكاتب العام للمركز
  • عز الدين مزروعي: مسؤول التعاون العلمي
  • عبد الحميد اسقال: منسق وحدة الترجمة والدراسات اللغوية
  • عبد القادر بيطار: منسق وحدة الاجتهاد ومستقبل الدين

زيارة المعهد الفدرالي للتكوين السياسي بكولون

افتتح اليوم الأول الثلاثاء 10 أبريل 2012 بزيارة إلى المعهد الفدرالي للتكوين السياسي بكولون صادفت احتفاله بالذكرى الستين لإنشائه. وقدم مدير المعهد في بداية اللقاء تصور المعهد ودوره ورسالته وهيكله ومجموعة من المعطيات الرقمية المؤثثة لبرنامجه العام، مبرزا رسالة المعهد المركز على تنمية الوعي الديمقراطي لدى المواطن الألماني وتكوين القدرة لديه على الاختيار بغية عدم تكرار تجربة الماضي النازي الأليم.

ومن الناحية الإدارية فالمعهد مؤسسة حكومية تابعة لوزارة الداخلية، وأخذت اسمها الحالي سنة 1963 ويترأسه حاليا أحد أبرز الأسماء الحقوقية التي كانت تنشط في ألمانيا الشرقية قبل الوحدة الألمانية. وتتجلى أهم أهدافه الأساسية كما يحيل عليها القانون الأساسي لسنة 1976في:

  1. فهم المواضيع السياسية ودعمها
  2. تدعيم الوعي الديمقراطي
  3. دعم المشاركة السياسية

ويرمي المعهد إلى الوصول إلى جميع فعاليات المجتمع المدني من خلال أنشطته المتنوعة وهيكلته التي تضم:

  • مجلس الحكماء: يضم 22 برلمانيا، حيث تراعى فيه التمثيلية السياسية داخل البرلمان الفدرالي.
  • مجلسا علميا: يضم أساتذة من الجامعة الألمانية وهو الذي يحدد السياسة العلمية للمعهد.
  • الرئيس
  • نائب الرئيس
  • قسم التواصل والعلاقات العامة

ويتشكل المعهد من مجموعة من اللجن الداخلية هي: لجنة تكوين الأساتذة ولجنة التكوين السياسي ولجنة الطباعة والنشر ولجنة الإعلاميات ولجنة الدعم ولجنة تنمية الوعي لدى الشباب. لكن اللافت في المعهد هو إنتاجه الرئيس الذي يتجلى في:

  • نشر مجموعة سلاسل وتقارير ومجلات متخصصة
  • النشر على الموقع الخاص شبكة الأنترنت حيث يمكن تحميل الكتب
  • عقد تظاهرات وندوات
  • دعم مجموعة من الجمعيات(400 جمعية حاليا)
  • إعادة طبع بعض الكتب المهمة لبيعها بثمن زهيد بغية نشر المعرفة السياسية
  • نشر كتب في التكوين السياسي
  • إنتاج أقراص مدمجة
  • برنامج آلة الانتخاب الذي يساعد في دعم المشاركة السياسية
  • برامج للتكوين موجهة نحو الأساتذة والصحافة والطلبة والآباء والأكاديميون وعموم المواطنين.
  • تنظيم لقاءات في عموم الدول الأوربية
  • رحلات للتواصل مع الشركاء

الاتحاد الإسلامي التركي بكولون

في مساء نفس اليوم استقبل الوفد في مقر الاتحاد الإسلامي التركي من قبل السيد بيتر ألبوان مدير المؤسسة الذي قدم تعريفا موجزا بالمركز الذي أسس منذ 1984 بمدينة كولون بعد اتحاد حوالي 300 جمعية، حيث يعد من أكبر الاتحاديات الإسلامية بألمانيا، إذ انخرط تحت لوائه حوالي900 مسجد. وقد أوضح السيد المدير بعض المشاكل المتعلقة بواقع المسلمين بألمانيا خاصة عدم اعتراف القانون الألماني بكونهم جماعة دينية مما يخلق جملة من المشاكل خاصة في التعليم والإعلام.

ومن حيث تنظيم المركز فهو خاضع لقانون الجمعيات الألماني، يسير من طرف مكتب مسير يتكون من سبعة أعضاء، يترأسه رئيس يكون في العادة دبلوماسيا تركيا، ويضم المعهد ستين موظفا أكثرهم طلاب وليسوا رسميين، ويوجد في كل ولاية فرع للمركز. ومن حيث تمويل المركز فكل مسجد من المساجد التابعة يساهم بقسط شهري. أما أئمة المساجد فيأخذون رواتبهم من الحكومة التركية حيث يرسلون في بعثة لمدة 5 سنوات .

وفي الأخير زار الوفد موقع إنشاء أكبر مسجد في ألمانيا من قبل المركز الذي أنشئ على مساحة 5000 متر، يضم قاعة للمحاضرات تسع لحوالي 200 شخص، ومدرسة ومركز للخدمات الاجتماعية ومكتبة ومركز تجاري.

كما استقبل الوفد في ختام الزيارة من طرف رئيس المؤسسة الذي رحب به مشيرا إلى مساهمة المركز في معاهد العلوم الشرعية.

المركز الوقفي للدراسات التركية حول الاندماج

في صباح يوم الأربعاء 11 أبريل 2012 زار الوفد المركز الوقفي للدراسات التركية حول الاندماج. حيث استقبل الوفد من قبل مدير المؤسسة الدكتور يونس بولوصوف الذي أشار في البداية إلى أن البناية التي توجد بها المؤسسة كانت تابعة لشركة صناعة الأسلحة وغدت موقعا أثريا لا يمكن التصرف فيه. ومن الناحية الإدارية فالمؤسسة تسير من قبل مجلس الحكماء يترأسه وزير الاندماج في الحكومة الألمانية، وتهتم بالجالية التركية والعلاقة بين ألمانيا وتركيا في مجالات الهجرة والاندماج. فمن أصل 82 مليون ألماني يشكل المهاجرون 17 مليون منهم من تجنس (40 في المائة) ومنهم من بقي على جنسيته الأصلية(60 في المائة). وقد تأسست المؤسسة سنة 1985 تحت قانون الجمعيات الألماني، وتهتم بالأبحاث حول الاندماج في العمل والأسرة والإسلام خاصة بعد 11 سبتمبر. وتعتبر المؤسسة ألمانية انتماء وقانونا، حيث يعتبر الأعضاء أنفسهم ألمانا ولا علاقة لهم بتركيا إلا من حيث موضوع البحث. وقد غدا المركز بحكم اهتمامه مصدر المعلومة الأساس للإعلام والصحافة حول تركيا ومشاكلها حتى عد قنطرة بين المجتمع الألماني وتركيا. ويتم ذلك من خلال نشرات وقصاصات إخبارية واستشارات سياسية واقتصادية للأشخاص والولايات والإدارات حول الهجرة ووضع الأتراك. ومن حيث طبيعة الباحثين فهم متنوعون من حيث الانتماء( أتراك وألمان وبلغار…) ومن حيث الاختصاص (اقتصاد، علم اجتماع، سياسة…). وتمول من طرف ولاية الشمال، إضافة إلى المشاريع البحثية التي تدخل فيها المؤسسة وتمولها مؤسسات الدولة الألمانية المختلفة مثل مشروع في دورتمند لدراسة خاصة بحي من أحيائها. كما ينظم المركز استطلاعات للرأي تقدم كل سنة إلى الحكومة الألمانية حول الهوية والإسلام ومشاكل الاندماج حيث تتوفر المؤسسة على 60 ألف رقم نليفوني للعائلات التركية…كما أنهم مرجع أساسي في تفسير مواقف الحكومة التركية وتصريحات مسؤوليها. ومن حيث النشر فالمركز ينشر نتائج الاستطلاعات والمشاريع العلمية، كما يتوفر على أرشيف لكل ما ينشر عن تركيا في الصحافة الألمانية. كما يقوم بتحليل معطيات الصحافة من خلال استقبال كل الجرائد التركية.

زيارة جامعة إيسن

اطلع الوفد على مرافق الجامعة المختلفة وتنظيمها وزار على الخصوص المكتبة مستفيدا من تنظيمها وخريطتها. كما اطلع الوفد على برنامج أنشطة الطلبة المسلمين في الجامعة (إفطار جماعي، وعلى المسجد المحتضن من قبل مركز الدراسات التيولوجية التابع للبروتستانت)

زيارة مقر الأكاديمية البروتستانتية: دوسلدورف

وفي مساء الأربعاء 11 أبريل 2012 زار الوفد كذلك مقر الأكاديمية البروتستانتية التي تعتبر هيئة علمية لتنظيم الأنشطة المختلفة، حيث تنظم على سبيل المثال نشاطا نصف شهري للأساتذة، ولقاءات علمية مختلفة مثل الحوار مع الأئمة. وتسير من أربعة موظفين. كما تتمتع بسلطة الرقابة على الكتب الدينية الربوتستانية، حيث لا تصدر إلا بعد موافقتها.

زيارة الأرشيف الإسلامي:

وفي صباح يوم الخميس زار الوفد مؤسسة الأرشيف الإسلامي التي تحتوي على وثائق أرشيفية عن الجالية المسلمة بالدول الغربية. وهي مؤسسة وقفية لا يمكن التصرف في رأسمالها حسب القانون الألماني، حيث تضم ما يفوق 600 ألف وثيقة جمعت من عمل امتد لأكثر من 100 سنة من الجرائد الألمانية والأجنبية والمراسلات اليومية (تتوصل المؤسسة بأزيد من 300 وثيقة في الأسبوع). وقد نظم الأرشيف حسب المجالات: جناح خاص بالإسلام في ألمانيا، وجناح بالحوار الإسلامي المسيحي، وجناح بما كتبته الكنائس عن الإسلام، وجناح خاص بالتبشير المسيحي، وجناح خاص بالمسيحية في الدول الإسلامية….. كما يتوفر المبنى على الترجمات المختلفة للقرآن إلى الألمانية من أول ترجمة ألمانية لميجالان سنة 1616، إلى اليوم. ومن حيث التصنيف فكل عام له حروف خاصة وكلمات مفتاحية وشهر… كما تشرف المؤسسة على تقديم جائزة شلبي للحوار بين المسلمين وغيرهم وكان آخر شخص نالها راهب مسيحي.

ويرجع إنشاء المؤسسة إلى مشروع محمد شلبي السوري الأصل منذ 1927 قبل أن تكلف منظمة المؤتمر الإسلامي الأستاذ عبد الله سليم، المدير الحالي للمؤسسة والذي استقبل الوفد، بإتمام المشروع سنة 1962 والإشراف عليه، حيث كان دبلوماسيا بالأمم المتحدة وممثلا للمؤتمر الإسلامي في كراتشي. والآن غدا مرجعا أساسيا لدى الساسة والقضاء في قضايا الإسلام والمسلمين بألمانيا.

زيارة المركز الثقافي اليهودي بإيسن

مساء يوم الخميس زار الوفد المركز الثقافي اليهودي وكان في استقباله السيد إيريك هوفمان مدير المركز، الذي قدم لمحة تاريخية عن المركز الذي كان معبدا يهوديا حتى سنة 1938 حيث أحرق من قبل القوات النازية، وتم إعادة بنائه في الثمانينات من قبل السلطات المحلية. وتتمحور اهتمامات المركز حول الثقافة والتاريخ اليهوديين، حيث يضم صورا للمعابد اليهودية، وأشكالا فنية للألبسة والتقاليد اليهودية عبر التاريخ ومن كل بقاع العالم. ونسخ للتوراة من العديد من الدول (من بينها نسخة مغربية من التوراة) كما تقام فيه محاضرات وندوات ومهرجانات فنية للموسيقى اليهودية، ودورس لتعليم الأطفال مبادئ اليهودية. لكن المركز ثقافي بالأساس وليس معبدا لإقامة الصلوات والشعائر الدينية. حيث استغلت التقنيات الحديثة لتصوير الفنون والتقاليد والعادات اليهودية مثل خريطة للوجود اليهودي عبر العالم والرقصات الإسرائيلية .

الأرشيف الفيدرالي دوسلدورف:

وفي صباح يوم الجمعة 12 أبريل 2012 زار الوفد الأرشيف الفيدرالي بدوسلدورف، حيث استقبل من قبل مدير المؤسسة الذي قدم عرضا في موضوع: “مصالح الأرشيف الألمانية، التنظيم والحاجيات وتكوين الأطر”. حيث أبرز أن هناك 300 مائة ألف وثيقة محصاة، والمصالح موزعة حسب المقاطعات والولايات ويوجد حوالي 700 مركز للأرشيف تتشكل في أصناف:

  1. الأرشيف العمومي الفيدرالي: مركز الأرشيف لوزارة الخارجية، أرشيف الجماعات والمقاطعات، أرشيف البرلمانات، أرشيفات الجامعات والمؤسسات العليا
  2. أرشيفات الكنائس والأديان
  3. أرشيفات القطاعات الاقتصادية : المقاولات، الأرشيفات الجهوية،
  4. أرشيفات العائلات والنبلاء
  5. أرشيف الإعلام
  6. أرشيف الأحزاب والنقابات والمؤسسات الاجتماعية
  7. أرشيف آخر: مثل عالم الرقص، الحركات النسوية….

وعرج السيد المدير على النصوص التنظيمية والإصلاحات الإدارية والسياسية التي تنظم الأرشيف الألماني من نحو: قانون 1990 الذي جعل الأرشيف تحت سلطة الإدارة الفيدرالية وانتقاله إلى المرحلة الرقمية .

بعد العرض والمناقشة قام الوفد بزيارة ورش معالجة الأرشيف الذي يتوفر على مليون ونصف وثيقة، و13 مخزن للوثائق، وفضاء مخصص للقراءة من بينها 40 مكان بالميكروفيلم والحواسيب، حيث تميز الوثائق بالألوان (اللون الأحمر على سبيل المثال فيه حساسية)، والقانون لا يفتح أرشيفه إلا بعد 100 سنة من ولادته أو 10 سنوات من وفاته.

أكاديمية الملك فهد بون

اختتم الوفد زيارته للديار الألمانية بزيارة أكاديمية الملك فهد ببون، حيث استقبل الوفد من طرف مدير المؤسسة الأستاذ مقرن بن إبراهيم المقرن ، ومسؤول العلاقات العامة حازم علاء الدين. وقد أكد المدير أن الأكاديمية معلمة ثقافية أساسية حيث كانت تحظى بزيارة دائمة للوفود حين كانت بون عاصمة المانيا. وقد أنشئت في عهد الملك فهد من أجل التواصل مع المجتمع الألماني وتوفير التعليم للمواطن السعودي والعربي في الخارج. والمؤسسة تحت إشراف وزارة الخارجية السعودية التي تتكفل بالتسيير المادي للمؤسسة، ورعاية الجهات الرسمية الألمانية حيث تتعاون مع المدارس الألمانية في برامجها الخاصة مثل بحوث مقارنة الأديان أو في الأنشطة المختلفة.