في إطار فعالياته العلمية نظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، حلقة علمية بعنوان: ملامح الدرس السوسيولوجي بالمغرب وأسئلته الراهنة. أطرها الدكتور سمير بودينار رئيس المركز ، وذلك يوم الاثنين 14 شتـنبر 2009م/ 24 رمضان 1430ه مقر المركز
بدأ الأستاذ المحاضر في بسط موضوعه للنقاش بالإشارة بداية إلى دواعي وأسباب اختيار هذا الموضوع ـ الدرس السوسيولوجي بالمغرب وأسئلته الراهنة ـ والتي ترجع إلى مشاركته في اليوم الوطني للسوسيولوجيا الذي كان بتاريخ 13 يوليوز 2007 بالرباط، حول موضوع: السوسيولوجيا بالمغرب، الواقع، المهام والآفاق، كان من تنظيم الجمعية المغربية لعلم الاجتماع بشراكة مع وزارة التربية الوطنية، إذ شمل هذا اليوم جانبين، جانب نظري وجانب بحثي متعلق بمستقبل البحث العلمي في علم الاجتماع بالمغرب، إذ اعتبر أن الحديث عن الدرس السوسويولجي بالمغرب يقتضي الاطلاع على مسار الدراسات السوسيولوجة بشكل عام، وهو ما مثل مدخلا لحديث الأستاذ عن الآفاق المستقبلية لحقل السوسيولوجيا؟
بعد ذلك انتقل الأستاذ للحديث عن الفرق بين الدراسة الاجتماعية والدراسة السوسيولوجية فاعتبر أن الدرس السوسيولوجي يقتصر على جونب معينة تحديدا أما الدرس الاجتماعي فهو أعم وأشمل، ثم أشار بعد ذلك إلى بعض الإشكالات المتعلقة بالدرس السوسيولوجي بالمغرب، ومنها:
- ما يتعلق بالجانب المفاهيمي والتأريخ للسوسيوليوجيا، حيث أشار إلى ابن خلدون مثلا وذكر أنه قد تحققت فيهثلاث شروط بصدد تنظيره للعمران البشري، منها:
- الانتماء أو الوحدة الثقافية.
- التكوين والمعرفة.
- التعرف على المجتمع المدروس بالمعايشة والاستكشاف من خلال الرحلة.
- التحديد الدقيق للحقل المعرفي للسوسيولوجيا ، وفي هذا الجانب ذكر الأستاذ أنه لازالت الدراسات في المغرب تعود إلى الموضوع المرة تلو المرة. وإنه مما يطبع البحث السوسيولوجي بالمغرب بشكل عام هو القطائع المتعددة التي عرفتها السوسيولوجيا في المغرب عبر أجيالها المتعددة، كما أن السوسيولوجيا في المغرب وليدة المعطيات والظواهر التي يزخر بها المجتمع المغربي، وهي بذلك تمثل مجال تعاون الباحث، كما أن السوسيولوجي المغربي أقدر على الغوص في المجتمع ومعرفة قضاياه تحليلا يتماهى مع ثقافة المجتمع، نثم انتقل بعد ذلك للحديث عن مراحل السوسيولوجيا بالمغرب وعدها مراحل ثلاث:
- المرحلة الكولونيالية أو المرحلة الاستعمارية،عرفت علي عدد معروف من الباحثين السوسيولوجيين منهم منتانيين الذي أسس في بداية القرن الماضي مجلة إفريقيا وآسيا، ويعد الوحيد من السوسيولوجيين في الفترة الكولونيالية الذي يملك أطروحة سوسيولوجية، ومن الباحثين في هذه المرحلة مينو بلار، منتيي، وغيرهم.
- ثم مرحلة ما بعد الاستقلال ـ سوسيولوجيو ما بعد الاستقلال ـ وتمثل قلقا كبيرا في مسار البحث وتقاطعاته ومجالاته، وقد عرفت هذه المرحلة تجارب عدة منها، إنشاء معهد للبحث السوسيولوجي ثم إغلاقه ونشر مجلات في هذا المجال منها ما تزال تصدر ومنها ما تم توقيف إصدارها لعقبات، كم أن هذه المرحلة ضمت عددا من الباحثين أمثال فاطمة المرنيسي، نورالدين الزاهي، عمر البرنوصي.
- مرحلة السوسيولوجيا الحديثة، أو السوسيولوجيا المعاصرة، عرفت هذه المرحلة بالتخصص في مجالات معينة منها على سبيل المثال، ثقافة السلطة، الزاوية والحزب، الشيخ والمريد ومن أقطاب هذه المرحلة وعرفوا في هذا المجال أمثال: عبد الرحيم العطري وله كتابان في هذا المجال: “دفاعا عن السوسيولوجيا” و “سوسيولوجيا الشباب المغربي”.
كما نبه الأستاذ إلى شيء مهم، وهو أن ما بعد الاستقلال عرفت السوسيولوجيا اشتباكا مع السؤال السياسي، كما أن عددا من الباحثين السوسيولوجيين جاؤوا من خلفية علوم سياسية، وبهذا فإن مسار السوسيولوجيا اتسم بالاشتباك مع المسار السياسي، هذا لينتقل الأستاذ إلى بيان بعض الملامح الكبرى للدرس السويولوجي بالمغرب، إذ أنها تفرعت إلى حقول تخصصية دون أن يكون لها بالضرورة أسس نظرية مشتركة، إذ أنه لا يمكن التعامل مع منجز سوسيولمجي في المغرب من داخله، وقال بأن الواقع السوسيولوجي بالمغرب تكتنفه عدد من المقاربات التي تجعله حقلا يمتد أو يتفرع أو يتماهى أو ينزاح إلى عدد من الحقول المعرفية الموازية ومثال ذلك ما نجده في الدراسات التي حاولت أن تؤرخ للسوسيولوجيا بالمغرب من التباين ، ثم أشار إلى جانب مهم وهو انحباس السوسيولوجي المغربي في صقل أدواته المعرفية على حساب الإنتاج البحثي السوسيولوجي.
وخلص الأستاذ إلى ذكر بعض العوائق والأزمات التي تعترض البحث السوسيولوجي بالمغرب منها مسألة الثقافة في البحث السوسيولوجي ثم هاجس الاستمرارية المطروحة أمام الباحثين السوسيولوجيين.