ظاهرة الحذف في ضوء الاستعمال اللغوي

ظاهرة الحذف في ضوء الاستعمال اللغوي

تأليف وإعداد:

الدكتور/ إبراهيم محمد أبواليزيد خفاجة

أستاذ النحو والصروف والعروض المساعد –جامعة شقراء

1431هـ 2010م

ملخص البحث:

إن ظاهرة الحذف من الظواهر اللغوية التي تشترك فيها اللغات الإنسانية، لأغراض متعددة في نفوس مستخدميها، لكنها في اللغة العربية أكثر ثباتًا ووضوحًا؛ لأن اللغة العربية من خصائصها الأصيلة الميل إلى الإيجاز والاختصار.

ويعد الحذف ضربا من ضروب البلاغة والفصاحة، حيث عد العرب الحذف أحد نوعي الإيجاز وهما: القصر والحذف، وتؤكد العديد من المصادر والاستعمالات اللغوية والشواهد التاريخية أن العرب قد نفرت مما هو ثقيل في لسانها، ومالت إلى ما هو خفيف، ومن ثم عمدوا إلى الحذف لتحقيق ما أردوا.

وقد اتخذت ظاهرة الحذف في اللغة العربية مظاهر متعددة، فلم تقتصر على بنية الكلمة المفردة فقط، بل شملت أيضا بنية الجملة العربية والتراكيب النحوية على اختلاف أنواعها.

وتعددت أسباب الحذف وتنوعت مواضعه وأغراضه، واختلفت شروطه وأحكامه من باب إلى آخر، وتردد هذا المصطلح في كثير من المؤلفات العربية حيث استخدم في العديد من أبواب الدرس اللغوي، وتردد بين النحو والبلاغة، والدراسات الصوتية، وهذا البحث محاولة لإلقاء مزيد من الضوء على تلك الظاهرة اللغوية والكشف عن كنهها وأسبابها، والمواضع التي آثرت العرب فيها الحذف على الذكر، والإيجاز على التطويل، وما يترتب على ذلك من نتائج، وما يثار حولها من خلاف بين علماء النحو والبلاغة.

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، خير الخلق وأشرفهم أجمعين، وخاتم الرسل الكرام الطيبين، سيدنا محمد بن عبد الله الهادي الأمين، عليه وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه واقتفى أثره إلى يوم الدين، أفضل صلاة وأتم تسليم، وبعد:

إن ظاهرة الحذف من الظواهر اللغوية التي تشترك فيها اللغات الإنسانية، لأغراض متعددة في نفوس مستخدميها، لكنها في اللغة العربية أكثر ثباتًا ووضوحًا؛ لأن اللغة العربية من خصائصها الأصيلة الميل إلى الإيجاز والاختصار.

ويعد الحذف ضربا من ضروب البلاغة والفصاحة، حيث عد العرب الحذف أحد نوعي الإيجاز وهما: القصر والحذف، وتؤكد العديد من المصادر والاستعمالات اللغوية والشواهد التاريخية أن العرب قد نفرت مما هو ثقيل في لسانها، ومالت إلى ما هو خفيف، ومن ثم عمدوا إلى الحذف لتحقيق ما أردوا.

وقد اتخذت ظاهرة الحذف في اللغة العربية مظاهر متعددة، فلم تقتصر على بنية الكلمة المفردة فقط، بل شملت أيضا بنية الجملة العربية والتراكيب النحوية على اختلاف أنواعها.

وتعددت أسباب الحذف وتنوعت مواضعه وأغراضه، واختلفت شروطه وأحكامه من باب إلى آخر، ونظرا لتردد هذا المصطلح في كثير من المؤلفات العربية حيث استخدم في العديد من أبواب الدرس اللغوي، وتردد بين النحو والبلاغة، والدراسات الصوتية، فقد عقدت العزم على إلقاء مزيد من الضوء على تلك الظاهرة اللغوية للكشف عن كنهها وأسبابها، والمواضع التي آثرت العرب فيها الحذف على الذكر، والإيجاز على التطويل، وما يترتب على ذلك من نتائج، وما يثار حولها من خلاف بين علماء النحو والبلاغة، وقد جعلته في مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث، ثم خاتمة اشتملت على أهم ما توصلت إليه الدراسة من نتائج، ثم قفَّيت ذلك بقائمة تفصيلية بالمصادر المستخدمة في تكوين مادته العلمية.

والله تعالى أسأل أن يوفقني لما أردت وأن يجعل في هذا العمل المتواضع النفع والفائدة، كما أسأله أن يهدينا جميعا إلى صراطه المستقيم، ودينه القويم، وأن يشملنا بعفوه ورحمته، ويجمعنا مع الصالحين والصديقين في جنته، وهو حسبي ونعم الوكيل.

تعريف الحذف:

أ- الحذف في اللغة:

الحذف في اللغة: القطع والإسقاط؛ جاء في الصحاح: “حَذْفُ الشيءِ: إسقاطُه. يقال: حَذَفْتُ من شَعْري ومن ذَنَبِ الدابَة، أي: أخذت…، وحَذَفْتُ رأسَه بالسيف، إذا ضربته فقطعتَ منه قطعةً”([1]).

وفي لسان العرب: “حذَفَ الشيءَ يَحْذِفُه حَذْفاً قَطَعَه من طَرَفه والحَجَّامُ يَحْذِفُ الشعْر من ذلك… والحَذْفُ الرَّمْيُ عن جانِبٍ والضرْبُ”([2]).

ب- الحذف في الاصطلاح:

إذا ما حاولنا البحث عن دلالة مصطلح الحذف عند علماء العربية نجد أن جُلَّ العلماء من نحاة وبلاغيين-وخاصة القدماء – قد اعتنوا بدراسة هذه الظاهرة، ولكن بعضهم خلط بين مصطلحي الحذف والإضمار؛ وقد أشار أبو حيان الأندلسي إلى ذلك حيث قال: “وهو موجود في اصطلاح النحويين، أعني أن يسمى الحذفُ إضماراً”([3]).

وقال الشهاب الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي: “وقد يستعمل كلٌّ منهما بمعنى الآخر كما يعلم بالاستقراء”([4]).

إلا أن بعض النحويين تنبه إلى ضرورة التفريق بين الحذف والإضمار؛ ومنهم أبو علي الفارسي حيث قال: “وقد يحذف حرفُ الجر، فيصل الفعلُ إلى الاسم المحلوف به، وذلك نحو: اللهَ لأفعلنَّ، وربما أُضمِر حرفُ الجر، فقيل: اللهِ لأفعلنَّ”.

بل نجد ابن مضاء القرطبي ينتقد هذا الخلط بين المصطلحين واستعمالهما بمعنى واحد، ويفرق بينهما قائلاً: “الفاعل يضمر ولا يحذف”([5])، وذلك حيثما أمكن تقديره بضمير مستتر فهم يقصدون بالمضمر ما لا بد منه، وبالمحذوف ما يمكن الاستغناء عنه([6]).

ويذكر البلاغيون ضرورة تقدير المحذوف؛ حتى لا يُحمل الكلام على ظاهره، وحتى يكون امتناع ترك الكلام على ظاهره ولزوم الحكم بالحذف راجع إلى الكلام نفسه، لا إلى غرض المتكلم([7]).

قال عبد القاهر الجرجاني: “هو باب دقيق المسلك لطيف المأخذ، عجيب الأمر شبيه بالسحر؛ فإنك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بيانا إذا لم تبن”([8]).

ولم تستعمل العرب الحذف دون قيد أو شرط ؛ بل قيدوا الحذف في كثير من المواضع بأمن اللبس، ووضوح المعنى، وجاء به الاستعمال القرآني في كثير من آيات الذكر الحكيم، كما جاء في الحديث النبوي الشريف، وشمل الحذف جميع مستويات الدرس اللغوي، فجاء في الأصوات اللغوية، وفي الصيغ الصرفية، والتراكيب النحوية، كما تعددت مواضعه، وأسبابه، وأغراضه، وهو ما سوف نتناوله من مباحث في الصفحات التالية:

أغراض الحذف

نقصد بأغراض الحذف الأهداف المقصودة للناطقين عندما يحذفون، وإذا كان النحويون قد أولوا عنايتهم ذكر أسباب الحذف وتفصيلها، فإن أغراض الحذف قد تعرض لها البلاغيون، وفَصَّلُوا القول فيها؛ فابن هشام – مثلا – يرى أن أغراض الحذف يجب أن يتناولها البيانيون والمفسرون، وأنها ليست من عمل النحاة([9]).

وعلى الرغم من ذلك فقد علل كثير من النحويين لبعض مظاهر الاستعمال اللغوي بالحذف، ولم يكتفوا بذلك؛ بل ذكروا أيضا أغراض هذا الحذف في مواضعها، ومن ثم لم يقصروا الأمر على البلاغيين كما ادعى ابن هشام أنها ليست من عمل النحاة؛ بل لقد كان تقدير المحذوف وبيان الغرض من حذفه هو الشغل الشاغل لكثير من النحويين، ومثار الخلاف بينهم، وبعد استقراء العديد من المصادر النحوية والبلاغية يمكن القول أن أهم أغراض الحذف تندرج تحت النقاط التالية: 

1- التخفيف:

كانت علة التخفيف هي أهم العلل التي فسر بها النحويون والبلاغيون ظاهرة الحذف، وإن اختلفت أسبابه، فكثير من الأسباب الظاهرة للحذف غرضُها التخفيف، فكثرة الاستعمال تستلزم الحذف؛ رغبةً في التخفيف؛ والتقاء الساكنين، لصعوبة النطق بهما أيضا يستلزم الحذف بقصد التخفيف، ونجد أيضا نزع الخافض (حذف حرف الجر مثلا) بقصد التخفيف، ومنه أيضا حذف الهمزة بقصد التخفيف، وحذف أحد الحروف المتماثلة بقصد التخفيف وكراهية توالي الأمثال.

يقول سيبويه: “وقولهم: ليس أحد، أي: ليس هنا أحد، فكل ذلك حُذِف تخفيفًا واستغناءً بعلم المخاطَب بما يعني”([10]).

2- الإيجاز واختصار الكلام:

كثير من أنواع الحذف ناتجة عن رغبة المتكلم في الاختصار والإيجاز؛ فعند بناء الفعل للمجهول يُحذف الفاعل، ويذكر البلاغيون أغراضًا متعددة لذلك، منها الاختصار والإيجاز، والعلم بالمحذوف، أو تنزيهه أو احتقاره، أو قصد الإبهام على السامع، أو الخوف من ذكره، ومن أمثلة ذلك ما يقع في القصص القرآني من حذف ما تدل عليه القرائن ويدل السياق عليه، ومن ذلك قوله تعالى: (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ * يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا..) [يوسف: 45، 46]. فالتقدير: فأرسلوه فذهب إليه وقال له.

3- الاتساع:

وهو نوع من الحذف للإيجاز والاختصار، لكنه ينتج عنه نوع من المجاز بسبب نقل الكلمة من حكم كان لها إلى حكم ليس بحقيقة فيها، ومثال ذلك حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه كما في قوله تعالى: [يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالحَجِّ وَلَيْسَ البِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] {البقرة:189}، والتقدير: ولكن البرَّ برُّ من اتقى. والله أعلم.

وقوله تعالى: [وَاسْأَلِ القَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ] {يوسف:82} ) أي: اسأل أهل القرية، ويسميه البعض التوسع، ويرى سيبويه أن الحذف للتوسع في اللغة أكثر من أن يحصى([11]).

4- التفخيم والإعظام لما فيه من الإبهام:

وقد يكون الحذف تفخيما وتعظيما للمحذوف، وذلك مثل قوله تعالى: [حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا] [الزمر: 73]، الجواب حُذِف؛ لأن وصف ما يجدونه لا يَتَنَاهى؛ فحُذِف تفخيمًا وإعظامًا له؛ حيث إن الكلام يضيق عن وصفه.

5- صيانة المحذوف عن الذكر في مقام معين تشريفا له:

وقد يكون الحذف يقصد صيانة المحذوف عن الذكر تشريفا له، ومن ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((مَنْ اُبْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ بِشَيء، فَلْيَسْتَتِرْ بِسَتْرِ اللهِ)) ([12])، فالفعل ابتلي أسند إلى نائب الفاعل وحذف فاعله، وهو لفظ الجلالة صيانةً له عن ذكره في ذلك المقام، الذي سمى فيه الذنوب باسم (القاذورات).

6- تحقير شأن المحذوف:

وقد يكون الحذف بقصد تحقير المحذوف، ونجد ذلك في كتب السِّيَر، عندما يؤذى عُظَماء الإسلام، يُقال أوذي فُلان؛ ومن ذلك قوله تعالى: [صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ] {البقرة:18} ، فلم يذكر المبتدأ تحقيرًا لشأنهم.

7- قصد البيان بعد الإبهام:

وقد يكون الحذف من أجل البيان بعد الإبهام، ويرى البلاغيون أن ذلك يتحقق في فعل المشيئة إذا وقع شرطًا كما في قوله تعالى [وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ] {النحل:9} : فمفعول فعل المشيئة وفاعله محذوف تقديره: ولو شاء الله هدايتكُم لهداكُم. فحذف الفاعل للعلم به وتقدم ذكره اختصارا، وحذف المفعول للبيان بعد الإبهام؛ لأنه لما قيل لو شاء علم أن هناك شيئًا تعلقت به المشيئة لكنه مبهم، فلما جيء بجواب الشرط وضح ذلك الشيء وعلم أنه الهداية، إذن فكل من الشرط والجواب دال على المفعول غير أن الشرط دال عليه إجمالاً والجواب دال عليه تفصيلاً.

والبيان بعد الإبهام، أو التفصيل بعد الإجمال أوقع في النفس؛ لأن السامع لا يظفر بمعرفة المحذوف إلا بعد تطلع ولهفة.

8- قصد الإبهام:

وقد يكون الحذف بقصد الإبهام، فقد لا يتعلق مراد المتكلم بتعيين المحذوف؛ فيَتَعَمَّد الحذف حتى لا ينصرف ذهن المستمع له، لأن ذكره لا يؤثر في الكلام أو الحكم، ومن ذلك قوله تعالى: [وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمْرَةَ للهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالعُمْرَةِ إِلَى الحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ] {البقرة:196} .

فقوله تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُم}، ببناء الفعل لغير الفاعل المهم فيه حدث الإحصار نفسه ولا يهم ذكر فاعله، بل إن ذكره قد يشغل المستمع عن الحدث وهو الأساس هنا، وربما يظن المستمع أن الحكم خاص بالفاعل إذا ذكر.

ومنه أيضا قوله تعالى:[وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا] {النساء:86} .

فقوله تعالى:{إِذَا حُيِّيتُم}، بني الفعل للمجهول، ولا يهم فاعل التحية، المهم هو حدث التحية نفسه.

ومنه كذلك قوله تعالى:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي المَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ] {المجادلة:11} .

فقوله تعالى: {إِذَا قِيلَ لَكُم تَفَسَّحُوا}، لا يهم من القائل، بل إن ذكره يشغل القارئ، وربما يظن أن الحكم خاص به.

9- الجهل بالمحذوف:

وقد يكون الحذف ناتج عن الجهل بالمحذوف وعدم معرفته، ومن ذلك قولنا: (قُتِل فُلان)، و(سرقت الدار)، ببناء الفعل للمجهول عندما لا نعرف القاتل والسارق.

10- العلم الواضح بالمحذوف:

وقد يكون الحذف بسبب العلم الواضح بالمحذوف، وذلك مثل قوله تعالى: [وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ] {آل عمران:133}. فقوله تعالى: (أعدت للمتقين) بحذف الفاعل وهو لفظ الجلالة، وهو معلوم علما واضحا، فالله تعالى هو من أعد هذه الجنة لعباده المتقين وليس أحد غيره.

ومنه أيضا قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ] {البقرة:183}. فالله تعالى هو من كتب الصوم وفرضه على عباده.

ومنه قوله تعالى: [عَالِمُ الغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا] {الجنّ:26} ، المبتدأ هنا محذوف للعلم به، والتقدير: الله عالم الغيب. والله أعلم.

ومنه وقول الشاعر:

فَإِذَا رُزِقْتَ خَلِيْقَةً مَحْمُودَةً * فَقَدِ اصْطَفَاكَ مُقَسِّمُ الأَرْزَاقِ([13].

فقد أسند الفعل رزقت إلى نائب الفاعل؛ فالرازق هو الله عز وجل، ولا داعي لذكره؛ لأنه معلوم للمستمع، ولن ينصرف الذهن إلى غيره.

11- الخوف منه أو عليه:

وقد يكون الحذف ناتج بسبب الخوف من المحذوف أو الخوف عليه من أن يتعرض لسوء، فقد يحذف الفاعل ويُبنى الفعل للمجهول حين يَخشى المُتكلِّم أن يناله أذى من الفاعل، وحين يخشى على الفاعل من الأذى. ومثال ذلك قولنا: كُسِرَ البابُ، إذا خفنا على من كسره من أن يناله العقاب.

12- الإشعار باللهفة وأن الزمن يتقاصر عن ذكر المحذوف:

وهذا غرض لباب الإغراء والتحذير نحو قوله تعالى: [فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ نَاقَةَ اللهِ وَسُقْيَاهَا] {الشمس:13} ، والتقدير: ذروا ناقة الله والزموا سقياها.

13- رعاية الفاصلة والمحافظة على السجع:

وهو غرض لفظي؛ حيث تحذف حرف أو أكثر لمراعاة الفاصلة؛ مثل قوله تعالى: [مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى] {الضُّحى:3}، فمفعول الفعل قلى وهو ضمير المخاطب -صلى الله عليه وسلم-، محذوف لرعاية الفاصلة والتوافق الصوتي مع أواخر الآيات قبلها وبعدها، والتقدير: وما قلاك.

ومن براعة الإعجاز البلاغي في القرآن أننا نجد الحذف هنا يحقق – إلى جانب ذلك – غرضًا معنويًّا، فالآية تنفي التوديع والقلي أي الهجر والبغض، فالله عز وجل يطمئن نبيه بعد فترة انقطاع الوحي أنه لم يهجره أو يبغضه كما زعم ذلك أعداؤه من الكفار حين حدثت تلك الفترة.

ولما كان هناك فارق دلالي بين الهجر والبغض، (إذ أن الهجر لا يكون إلا للحبيب، أما البغض فهو للخصوم والأعداء) جاءت الآية الكريمة مراعية ذلك حيث ذكرت ضميره – صلى الله عليه وسلم – في جانب نفي الهجر (ما ودعك) ولم تذكره في جانب نفي البغض (وما قلى) إعلاءً لشأنه عليه السلام أن يذكر ضميره في جانب المقت والكره حتى لو كان هذا الجانب منفيًّا.

14- المحافظة على الوزن في الشعر:

وهو – أيضا – غرض لفظي مثل قول ضابِئ بن الحارِث البُرْجُمِيّ:

ومَنْ يَكُ أمْسَى بالمَدِينةِ رَحْلُهُ ** فإنِّي، وقَيَّارٌ، بِها لَغَرِيبُ([14]).

أي: فإني لغريب وقيار غريب، (وقيَّار اسم لفرس الشاعر)، فحذف المسند إلى قيار حتى لا ينكسر وزن البيت.

ويرى البلاغيون أن في ذلك الحذف فائدة معنوية؛ حيث إن الموقف هنا موقف شكوى وتحسر؛ فكان مناسبًا له الحذف والاختصار لا الذكر والتطويل.

وهناك فائدة أخرى: فالشاعر هنا يتحسر على مقامه بالمدينة بعيدًا عن الأهل والوطن، فهو ينظر حوله فيجد الناس جميعًا هانئين بالمقام سعداء باجتماع الشمل، أما هو فقد اشتدت به تباريح النوى والتهب وجدانه بالشعور بالغربة، وأحس بأنه ليس ثمة من يشاركه شعوره أو يحس بمثل إحساسه سوى هذا الحيوان الأعجم (قَيَّار) الذي ابتلي بالغربة معه والمقام في غير داره، فحذف المسند (غريب) هنا للإيحاء بتوحد الإحساس والمشاركة الوجدانية التي يتخيلها الشاعر بينه وبين فرسه، فليست هنا غربة للشاعر وغربة لفرسه، ولكنها غربة واحدة عانيا مرارتها معًا فوحدت بينهما في الشعور والشكوى والألم.

أسباب الحذف

إذا حاولنا أن نتلمس أسباب الحذف وجدنا أن النحويين، يسلكون في ذلك مذاهب متعددة، حيث حاول النُّحاة من خلال هذه الأسباب تفسير ظاهرة الحذف في مواضعها وأنواعها المختلفة، والملاحظ على الأسباب التي ذكرها العلماء أن بعض هذه الأسباب قد لا يطَّرد في كل موضع، وبعضها يعلل الحذف لأكثر من سبب، ومواضع أخرى لا يُعَلَّلُ الحذف إلا بسببٍ واحد، ومع ذلك يمكن القول أن أهم أسباب الحذف التي ذكرها النحويون هي كما يلي:

1- كثرة الاستعمال:

وهذا التعليل كثير عند النحاة، وهو أكثر الأسباب التي يفسرون بها ظاهرة الحذف، ومن أمثلة ذلك: حذف خبر لا النافية للجنس كثيرًا مثل: لا إله إلا الله، لا ريب، لا شك، لا مفر، لاسيما. ومثل الأقوال التي كثر استعمالها؛ كقولنا: الجار قبل الدار. أي: تخير الجار قبل الدار. والرفيق قبل الطريق، وقولنا: بسم الله. أي: بدأت بسم الله.

2- طول الكلام:

وذلك عندما تطول التراكيب؛ فيقع الحذف تخفيفًا من الثقل؛ كجملة الصلة التي طالت، وأسلوب الشرط، وأسلوب القسم؛ ومن ذلك قوله تعالى: [وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ] {يس:45}، فالجواب لم يُذكر، وتقديره: “أعرضوا”؛ بدليل سياق الآية التالية لها.

ومنه أيضا قوله تعالى: [وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتَى بَلْ للهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يُخْلِفُ المِيعَادَ] {الرعد:31} ، التقدير: لكان هذا القرآن([15]).

3- الضرورة الشعرية:

ومن أهم الضرائر الشعرية القائمة على الحذف ما يلي:

أ- حذف حرف متحرك أو أكثر من آخر الكلمة: 

مثل قول لبيد بن ربيعة:

دَرَسَ المَنَا بمُتَالِعٍ فأَبانا……….. ([16])

الأصل: المَنَازل. 

ب- حذف نون المثنى وجمع المذكر السالم:

ومن ذلك قول امرئ القيس: 

لها مَتْنَانِ خَظَاتا كَمَا ** أَكَبَّ عَلَى ساعِدَيْهِ النَّمِرْ([17]).

الأصل: خَظَاتان. 

ج- حذف النون الساكنة أو التنوين من آخر الكلمة:

ومن ذلك قول العباس بن مرداس السلمي: 

فما كان حِصْنٌ ولا حَابِسٌ * * يَفُوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ([18]).

الأصل: مرداسًا. 

د- حذف حرف المد أو ما يشبهه من آخر الكلمة:

ومن ذلك قول الأعشى: 

وأَخُو الغَوَانِ متى يَشأْ يَصْرِمْنَهُ ** ويَعُدْنَ أَعْداءً بُعَيْدَ ودادِ([19].

الأصل: الغَوَانِي. 

هـ- حذف إشباع الحركة أو حذف الحركة كاملة:

ومن ذلك قول مالك بن خريم الهمداني:

فإِنْ يَكُ غَثَّاً أَوْ سَميناً فإنني * * سأَجْعَلُ عِينيهِ لِنَفْسِهِ مَقْنَعَا([20]).

الأصل إشباع الهاء في كلمة نفسه. 

و- حذف حرف أو حركة داخل الكلمة:

ومن ذلك قول ابنُ الزِّبَعرَى: 

حينَ ألْقَتْ بقُباءٍ بَرْكَها ** واسْتَحَرَّ القَتْلُ في عَبدِ الأشَلْ([21]).

يريد: عبد الأشهل. وهم جماعة من الأنصار، حيث حذفت الهاء وألقيت حركتها على الشين التي قبلها فتحركت بعد أن كانت ساكنة.

ز- الاجتزاء (القطع):

وهو حذف معظم الكلمة؛ ومن ذلك قول حكيم بن معية التميمي: 

بالخَيْرِ خَيْراتٍ وإِنْ شَرًّا فَ ** ولا أُرِيدُ الشرَّ إِلا أَنْ تَ([22]).

أي: إن شرًّا فَشر، ولا أريد الشر إلا أن تشاء أو تريد.

وهذا النوع من الحذف يسمى القطع أو القطعة، وهو إحدى السمات اللهجية لبعض لقبائل العربية، وسيرد فيما بعد.

ح- حذف حرف من أحرف المعاني:

ومن ذلك قول حسّان بن ثابت:

مَنْ يَفْعَلِ الحَسَناتِ اللهُ يشكرُها ** والشَّرُّ بالشرِّ عندَ الله مِثْلانِ([23])

أي: فالله يشكرها، حذفت الفاء الواجب اقترانها بجواب الشرط؛ حيث إن جواب الشرط جملة اسمية. 

4- الحذف لأسباب قياسية:

وهذا النوع من الحذف قد يكون لأسباب صوتية، أو صرفية، أو نحوية وتركيبية، أو حتى خطية تتعلق بالرسم الإملائي، ويحتاج إلى مزيد من البيان والتفصيل، على نحو يستحق أن نعقد له مبحثا خالصا، وهو ما سوف نتناوله في الصفحات التالية:

أوجه الحذف لأسباب قياسية

أولا: الحذف لأسباب صوتية:

ومن أمثلته:

1- الحذف بتأثير الحروف المجاورة:

الحذف قد يكون مظهرا من مظاهر تأثر الحروف المتجاورة ببعضها البعض، حيث يعمد بعض العرب إلى التخلص من أعباء النطق بإدغام بعض الحروف المتماثلة أو المتقاربة بعضها من بعض، وآخرون يتخلصون من هذه الأعباء أحيانا بحذف بعض الحروف حين تأخذ وضعا معينا. وفي السطور التالية نتناول بعض هذه المواضع، فالحذف بتأثير الحروف المجاورة يأخذ عدة صور على النحو التالي:

الصورة الأولى: 

حذف أحد المتماثلين:

ومن أمثلته:

-حذف عين المضعف الثلاثي:

للعرب في نطق الأفعال المضعفة التي عينها ولامها من جنس واحد عند بنائها لاتصالها بالضمائر ثلاث لغات:

-اللغة الأولى: الإتمام:

وهذه هي اللغة المشهورة عند العرب، يتضح هذا من قول سيبويه فيها: “والأصل في هذا عربي كثير، وذلك قولك: أحسست، ومسست، وظللت” ([24]).

-اللغة الثانية: حذف العين وفتح الفاء:

فيقال: (مَسْتُ)، وقد نسبت هذه اللغة إلى التميميين([25]) وبني عامر([26]).

-اللغة الثالثة: حذف العين وكسر الفاء:

فيقال: (مِسْتُ)، وقد نسبت هذه اللغة إلى الحجازيين([27]).

غير أن الشيخ خالد الأزهري رفض هذه النسبة مستندا على أن ما ورد من هذا في التنزيل العزيز إنما ورد بفتح الفاء، فهذه إذن لغة الحجازيين، لأن الذكر أنزل بلغتهم([28]).

ولا تنهض حجة الأزهري في رد ما عزي إلى الحجازيين، وذلك لأن ما جاء في القرآن الكريم لم يكن مقصورا على لغة الحجازيين([29])، وإن كانت هي الغالبة([30]).

والغالب على الظن أن الحذف ليس نهج الحجازيين؛ لأنه لا يستعمله إلا الذين اعتادوا السرعة في الأداء، ولعلهم هم أولئك الذين تعسر عليهم نطق المثلين المتجاورين، فعمدوا إلى إدغامهما، وحين تعذر الإدغام بسبب سكون الثاني حذفوا المتحرك منهما([31]).

لكن إذا ثبتت نسبة تلك اللغة إلى الحجازيين فلعلها تكون خاصة بالبدو منهم، وهناك من نسب الحذف مطلقا إلى بني سليم([32])، وعلى هذه اللغة جاء قول لشاعر:

خَلا أنَّ العِتَاقَ مِنْ المَطَايَا ** أَحَسْنَ بِهِ فَهُنَّ إِلَيْهِ شُوسُ([33]).

وقول الآخر:

عَوَى ثُمَّ نَادَي هَلْ أَحَسْتُم قَلاَئِصَا ** وُسِمْنَ عَلَى الأَفْخَاذِ بِالأَمْسِ أَرْبَعَة([34]).

الصورة الثانية:

حذف تاء يستطيع أو طائها:

للعرب في الفعل (يستطيع) لغتان:

-اللغة الأولى: حذف تائها (يسطيع):

وقد وجدت هذه اللغة في الكتاب ([35])، ولم أجد من نسبها إلى ذويها صراحة، والغالب على الظن أنها من استعمال البدو لما عرفنا من إيثارهم في حال اجتماع حرفين متقاربين إحلال أحدهما مكان الآخر، ثم إدغامهما تسهيلا للنطق، ولكن حين تعذر الإدغام عمدوا إلى حذف أحدهما كما فعلوا مع المتماثلين في نحو: (أحسست) ([36]).

ويعضد هذا الظن ما ذكره سيبويه عند حديثه عن (أحسست) ونحوها، حيث قال: “فحذفوا التاء من قولهم يستطيع فقالوا: يسطيع”([37]).

ويفهم من هذا النص أن أصحاب الحذف في يسطيع هم الذين حذفوا في (أمست) ونحوها، وقد مرَّ أن أصحاب هذا الحذف من البدو من التميميين وبني عامر، ووفقا لهذه اللغة قرأ الجمهور (اسطاعوا) ([38])، في قوله تعالى: [فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا] {الكهف:97} .

-اللغة الثانية: حذف الطاء (يستيع):

وفي يستطيع لغة أخرى، هي (يستيع) قال عنها سيبويه: “وقال بعضهم في يستطيع: يستيع، فإن شئت قلت: حذف الطاء كما حذفت لام ظلت… وإن شئت قلت: أبدلوا التاء مكان الطاء ليكون ما بعد السين مهموسا مثلها، كما قالوا: إزدان ليكون ما بعدها مجهورا، فأبدلوا من موضعها أشبه الحروف بالسين، فأبدلوها مكانها كما تبدل هي مكانها في الإطلاق، وقد نسبت هذه اللغة صراحة إلى بني غني”([39]).

وسواء كانت (يستيع) لغة في (يستطيع) حذفت طاؤها بسبب مجاورتها للتاء أو كانت لغة في (يسطيع) حلت التاء مكان الطاء لأجل مناسبة السين، فإن هذا أثر من آثار تأثر الحروف المتجاورة ببعضها بعض([40]).

الصورة الثالثة:

حذف التاء الواقعة محل الفاء في (افتعل):

تتجاور في بعض الكلمات نحو: (يتقي) و(يتسع) تاءان، إحداهما واقعة محل حرف أصلي وهو الواو، والأخرى زائدة، ومعروف أن التاء حرف مهموس، وهذا يتطلب جهدا أكبر في التنفس للنطق به([41])، فما ظنك إذا تجاورت تاءان؟!. ومن ثم فقد آثر التميميون وأسد حذف التاء التي حلت محل الفاء تسهيلا للنطق فقالوا: (يتقي، ويتسع، ويتخذ) بفتح التاء([42]).

ونص بعض النحاة منهم أبو عمرو بن العلاء([43])، وأبو عبيدة معمر ابن المثنى([44]) على أنها لغة لهذيل، كما أوردها بعض النحويين منهم سيبويه دون نسبة ونعتها بالشذوذ([45]).

ووفقا لهذه اللغة قرئ (لتَخِذت) ([46]) في قوله تعالى: [فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا] {الكهف:77}. بتخفيف التاء، وبلا همزة وصل، وكسر الخاء.

وعليها أيضا قرئ قوله تعالى: [اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ] {المجادلة:16}. بحذف همزة الوصل وتخفيف التاء (تخذوا)([47]).

وعلى هذه اللغة جاء قول الشاعر:

جَلاَهَا الصَّيْقَلُونَ فَأَخْلَصُوهَا ** خِفَافَا كُلَّهَا يَتَّقِي بِأَثَرِ([48]).

وقول الآخر وهو ساعدة الهذلي:

يَقْرُو([49]) به نَفيانُ كُلِّ عشيّة ** فالماء فَوق مُتونه يَتصبَّبُ ([50]).

وقول الآخر:

تَجِهْنَا غَادِيين فَسَاءَلَتْنِي ** بِوَاحِدِهَا وَأَسْأَلُ عَنْ تَلِيدِي([51]).

وقول الآخر وهو جندب بن مرة الهذلي:

تَخِذْتُ غِرِازَ إِثْرَهُمُ دَلِيلاَ ** وَفَرُّوا فيِ الْحِجَازِ لِيُعْجِزُونِي([52]).

وأغلب الظن أن هذا التخفيف ليس من قبيل ما ألجأت إليه الضرورة؛ لأنه يوجد في النثر أيضا، فقد نسب سيبويه إلى بعض العرب -ولعل منهم هذيل- أنهم يقولون: (تقى الله رجل فعل خيرا)، يريد اتقى الله رجل… فيحذفون ويخففون”([53]).

الصورة الرابعة: 

حذف التاء من أول الفعل المسبوق بتاء المضارعة:

من وجوه حذف المثلين حذف التاء من أول الفعل المضارع، وذلك إذا سبقته تاء المضارعة، نحو: توقى، أي: تتوقى، وقد وردت في قول الشاعر:

تَنَاوَلُ أطْرافَ الْقِرَانِ وَعَيْنها * * كَعَيْنِ الْحُبَارى أخْطَفَتْها الأجادِلُ([54]).

” القِرانُ: جمع قَرْنٍ وهو: الجَبَلُ.

ونحو: تشكي، أي: تشتكي، في قول الشاعرة جنوب أخت عمرٍو ذي الكلب:

وَخَرْقٍ تَجَاوَزْتُ مَجْهُولَهُ ** بِوَجْنَاءَ حَرْفٌ تَشَكَّى الْكَلاَلاَ ([55]).

ومثله قول الآخر:

وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ أَنْ تُكَلِّفَ نَائِبًا ** مِنْ دُونِهِ فَوْتٌ عَلَيْكَ وَمَطْلَبُ([56]).

فقال (تكلف) يريد: تتكلف.

ومن ذلك أيضا ما ذكر من أن كلمة (تتوفاهم) في قوله تعالى:[إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ المَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا] {النساء:97} ، هي في مصحف ابن مسعود (توفاهم) بتاء واحدة([57]).

والملاحظ أن تلك الأشعار قد وردت منسوبة لشعراء هذليين، كما أن ابن مسعود هذلي، فلعل هذا الاتجاه إلى الحذف من لغة هذيل.

الصورة الخامسة: 

حذف الباء الساكنة من (رُبَّ):

ومما يمكن أن يعد من أنواع الحذف للتخفيف حذف أحد المثلين للتخلص من تضعيف الحرف، وذلك في نحو: (رب) وقد وردت مخففة في شعر الهذليين، فمن ذلك قول شاعرهم:

أَ زُهَيْرُ إن يَشِبِ الَذالُ فإنني ** رُبَ هَيْضَلٍ لَجِبٍ لَفَفْتُ بهَيْضلِ([58]) 

وقول الآخر:

رُبَّ هَامَةٍ تَبْكِي عَلَيْكَ كَرِيمَةٍ([59]) ** ……………….

وليس من حقنا أن نحكم على صنيع شعراء هذيل بأنه من قبيل الضرورات، وذلك لأن علماء النحو واللغة أنفسهم أوردوا مثل هذه الأبيات مستدلين بها على وجود (رب) المخففة في بعض لغة العرب، كما قرئ (ربما) في قوله تعالى: [رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ] {الحجر:2} بالتخفيف.

الصورة السادسة: 

حذف نون الرفع:

ومن مظاهره: التقاء نون الرفع من الأفعال الخمسة مع نون التوكيد؛ حيث تحذف نون الرفع وتبقى نون التوكيد، حيث تعمد غطفان([60]) إلى حذف نون الرفع إذا جاورت نون الوقاية، وذلك لاستثقال اجتماعهما([61]) فيقولون مثلا: (أتكذبوني).

وعلى هذه اللغة قرئ (أتحاجوني) في قوله تعالى: [وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ] {الأنعام:80} . وذلك بتخفيف النون في (أتحاجوني) ([62]).

كما قرئت عليها (فبما تبشرون) ([63]) في قوله تعالى: [قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ] {الحجر:54}.

الصورة السابعة:

حذف الحرف المجاور لـ (ال) التعريف:

ومن أمثلته:

أ- حذف النون في نحو: (بني الحارث):

توجد طائفة من العرب تحذف النون من نحو: (بني العنبر) و (بني الحارث) و (بني القين) و(بني الهجيم) فتقول: بلعنبر، وبلحارث، وبلقين، وبلهجيم([64]). وقد رمى سيبويه هذه اللغة بالشذوذ([65])، ولم أجد من ينسبها صراحة إلى ذويها([66]).

ولو ذهبنا لتفسير هذه اللغة أمكننا القول أن أصحاب هذه اللغة من القبائل البدوية التي تميل إلى الحذف؛ لأن (بلحارث) أصلها (بنو الحارث) فسقطت همزة الوصل في درج الكلام، وتخلصا من التقاء الساكنين (الواو واللام) حذفت الواو فتجاورت النون واللام، وهما متقاربتان في المخرج ومتحدتان في الصفات، وأداؤهما يحتاج إلى روية وتأنٍ، وهذا لا يتفق مع طبيعة البدو الذين يجنحون إلى السرعة في كلامهم، ومن ثم حذفت النون فالتقت الباء باللام فقيل: بلحارث، وبلعنبر،…. ونحوه.

ومما يعضد هذا الرأي أن الشيخ خالد الأزهري نسب إلى خثعم وربيعة وهما من القبائل البدوية حذف نون (من ) إذا أعقبها ساكن([67]).

وعلى هذه اللغة جاء قول الشاعر:

لَقَدْ ظَفَرَ الزُّوَّارُ أَقْفِيَةَ الْعِدَا ** بِمَا جَاوَزَ الآَمَالَ مِلأَسْرِ وَالْقَتْلِ([68]).

أراد: (من الأسر)، فحذف نون (من) وهمزة الوصل، فاتصلت الميم باللام.

وقد وجدت في شعر شعراء آخرين من غير اليمنيين، فمن ذلك ورودها في شعر شاعر تميمي حيث قال:

إِنِّي امْرِؤٌ حَنْظَلِيٌّ حِينَ تَنْسِبُنِي ** لاَ مِلْعَتِيكِ وَلاَ أَخْوَالِيِ الْعَوَقُ([69]).

أراد: (من العتيك). واستعملها آخر من مخزوم في قوله:

عَاهَدَ اللهَ إِنْ نَجَا مِلْمَنَايَا ** لَتَعُودُونَ بَعْدَهَا حَرْفِيًّا([70]).

أراد: (من المنايا).

كما وردت في قول الهذلي:

كَأَنَّهُمَا مِ الآَنَ لَمْ يَتَغَيَّرَا ** وَقَدْ مَرَّ لِلدَّارَيْنِ مِنْ بَعْدِنَا عَصْرُ([71])

أراد: (من الآن).

واستعملها آخر من خزاعة:

لَهَا مُهْلٌ لاَ يُسْتَطَاعُ دَرَاكُهُ ** وَسَابِقَةٌ مِلْحُبِّ لاَ تَتَحَوَّلُ([72]).

أراد: (من الحب).

إذن فهذه اللغة قد اتسع استعمالها فتجاوز قبيلتي زبيد وخثعم إلى التميميين والهذليين والخزاعيين([73]). وهذا كله يعضد كون حذف النون من نحو (بنو الحارث) للبدو من العرب؛ لأن حذف نون (من ) إذا وليها ساكن شبيه بحذف نون بنو الحارث، والله أعلم بالصواب.

ب- حذف لام وألف (على): في نحو (على الماء):

من العرب قوم يحذفون لام وألف (على) إذا وليها ساكن، فيقولون: (علماء) في (على الماء) ([74]).

وتفسير هذا الحذف أنهم أسقطوا همزة الوصل في الدرج، وتخلصا من التقاء الساكنين حذفوا الألف من (على) فتجاورت لامان (علَلْماء) الأولى متحركة والثانية ساكنة، وحين تعذر عليهم إدغامهما حذفوا المتحركة وأبقوا الساكنة([75]).

ولم أجد من نسب هذه اللغة إلى أهلها، غير أنني وجدت الرافعي يذكر أن قبيلة بني الحارث يحذفون الألف من (على) ولام التعريف الساكنة التي تعقبها، فيقولون: (علأرض) في (على الأرض) ([76]).

وبداوة هذه القبيلة لا تتفق مع الرافعي فيما نسبه إليها، وذلك لأنه من العسير عليهم نطق اللام المتحركة قبل همزة القطع، فلعله كان مخطئا فيما نقله عنها، ولعل تلك القبيلة كانت تحذف لام (على) المتحركة، وتترك لام التعريف الساكنة، كما في نحو: (عَلْمَاء) ([77]) ويعضد هذه النسبة إلى القبائل البدوية استعمال الشعراء التميميين لها في أشعرهم فقد وردت في قول شاعرهم:

وَمَا غُلِبَ الْقَيْسِيُّ مِنْ ضَعْفِ قُوَةٍ ** وَلَكِنْ طَغَتْ عَلْمَاءِ غُرْلَةُ خَالِدٍ([78]).

أراد: طغت على الماء.

كما جاءت في قول الآخر:

غَدَاةَ طَغَتْ عَلْمَاءِ بَكْرُ بْنُ وِائِلِ ** وَعَاجَتْ صُدُورُ الْخَيْلِ شَطْرَ تَمِيمِ([79]).

أراد: طغت على الماء.

ج- حذف الألف من (ها) في مثل: (ها الله):

ذكر سيبويه أن في نطق الألف من (ها) في نحو: (ها الله) لغتين:

-اللغة الأولى: إثباتها، وذلك لأن الذي بعدها مدغم فتقول: (ها الله).

-اللغة الثانية: قلة من العرب تحذفها، فتقول:(هلله ذا) ([80]).

ومع إن الكثير من النحاة تحدثوا عن لغة الحذف هذه([81]) إلا أنني لم أقف على من نسبها إلى ذويها، وربما كان هذا من نهج البدو الذين يجنحون إلى الحذف والاختصار، بما يتفق ورغبتهم في سرعة الأداء([82]).

2- الحذف لالتقاء الساكنين: 

إذا التقى ساكنان في كلمة واحدة أو كلمتين، وجب التخلص من التقائهما بحذف أولهما أو تحريكه؛ ومن ذلك حذف لام الفعل الناقص عند الاتصال بواو الجماعة مثل: يسعون، وحذف عين الفعل الأجوف في حالة جزمه مثل: (لم يَصُمْ). فالأصل في الأول يسعى + واو الجماعة= يسعون. والأصل في الثاني: لم + يصوم= لم يصم.

3- الحذف للاستثقال:

ومن صوره:

أ- حذف حروف العلة استثقالاً: 

من ذلك الفعل المثال الذي فاؤه واو تحذف في المضارع استثقالاً؛ نحو: (وقف – يقف) (وعد – يعد)، بدلاً من (يَوْقَفُ)، و(يَوْعَدُ). 

قاعدة:

“يجب حذف فاء المثال الثلاثي من مضارعه وأمره بشرطين، الأول: أن تكون الفاء واوا، والثاني: أن يكون المضارع مكسور العين، تخلصا من وقوع الواو بين عدوتيها: الياء المفتوحة، والكسرة، تقول في مضارع ” وعد، وورث ” وأمرها: ” يعد، ويرث، وعد، ورت “([83]).

ب- حذف الهمزة استثقالاً: 

مثل همزة الفعل (رأى) تحذف في المضارع فيقال: (يرى).

قاعدة:

المضارع والأمر من ” رأى ” تحذف همزتهما – وهى عين الفعل – تقول: ” يرى البصير ما لا يرى الأعشى، وره ” وتحذف الهمزة من ” أخذ، وأكل، وسأل ” في صيغة الأمر إذا بدئ بها، تقول: خذ، كل، مر، قال الله تعالى: [وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ] {البقرة:63} . [يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ] {المؤمنون:51} ).

وفي الحديث: ” مروا أبا بكر فليصل بالناس ” ([84]).

فإن سبق واحد منها بحرف عطف جاز الأمران: حذف الهمزة، وبقاؤها، تقول: ” التفت لما يعنيك وخذ في شأن نفسك ” وإن شئت قلت: ” وأخذ في شأن نفسك ” قال الله تعالى ([وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى] {طه:132} . وقال سبحانه: (خذ [خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ] {الأعراف:199} .” ([85]).

4- الحذف للوقف: 

ويكون هذا النوع من الحذف لأسباب صوتية في النطق لا الكتابة؛ مثل حذف الضمة والكسرة المنونتين عند الوقوف على الكلمة؛ نحو: (هذا زيد) و(مررت بزيد)؛ فننطق بالدال من كلمة (زيد) ساكنة.

ثانيا: الحذف لأسباب صرفية:

يأتي الحذف لأسباب صرفية في العديد من الصيغ الصرفية، ومن بين أمثلة ذلك ما يلي:

1- حذف حرف العلة في المعتل:

ومن صوره ما يلي:

أ- حذف فاء (فِعْلَة) إذا كانت واوا:

للعرب في نطق المصادر التي على وزن فعلة وكانت فاؤها واوا لغتان:

الأولى: حذفها، فيقال: (لدة)، و(جهة) ([86]).

الثانية: بقاؤها، فيقال: (ولدة)، و (وجهة) ([87]).

وقد ذكر بعض النحاة هاتين اللغتين دون نسبتهما إلى ذويهما([88]). بينما ذهب بعضهم إلى القول أن (وجهة) اسم للمكان المتوجه إليه([89])، وعلى هذا فليس في الأمر لغات لتباين الدلالة بين اللفظتين.

ب- حذف واو اسم المفعول من الأجوف يائيا كان أو واويا([90]):

(1)- اسم المفعول اليائي:

قرر النحاة واللغويون أن للعرب في اسم المفعول اليائي لغتين هما:

-اللغة الأولى: النقص أو الحذف:

وذلك نحو: مبيع ومخيط ومدين، بدلا من مخبيوع ومخيوط ومديون([91])، بحذف أحد أحرف مفعول مع كسر فاء الكلمة، وهذا المحذوف إما عين الكلمة وإما واو مفعول على نحو ما هو مبين([92]).

وقد نسب ابن الشجري الحذف هنا إلى الحجازيين([93])، ونسبه أبو حيان الأندلسي إلى أكثر العرب([94]).

-واللغة الثانية: الإتمام:

وأصحاب هذه اللغة يجيئون به على وزن مفعول دون إعلال([95])، فيقولون: مبيوع، ومديون، ومخيوط، ومعيون، ومغيوم، ومطيوب، وقد عزيت هذه اللغة إلى التميميين([96]).

وقد استعملوها في أشعارهم حيث قال شاعرهم وهو علقة بن عبدة:

حَتَّى تَذَكَّرَ بَيْضاتٍ وَهَيّجَهُ ** يَوْمُ رَذَاذٍ عَلَيْهِ الدَّجْنُ مَغْيُومُ ([97]).

وأنشد أبو عمر بن العلاء وهو تميمي:

…………….. ** وَكَأَنَّهَا تُفَّاحَةٌ مَطْيُوبَة([98]).

كمال جاءت في بعض الأبيات غير المنسوبة حيث قال:

قد كان قومُك يَحْسَبونك سيّداً ** وإخالُ أنّك سيّدٌ مَعْيونُ ([99]).

(2)- اسم المفعول الواوي:

يكاد يجمع النحاة واللغويون على أنه لا يجيء منه اسم مفعول إلا بالنقص، أما مجيئه على وجه التمام ففيه خلاف بين النحاة، فقد أنكره سيبويه، وذلك في قوله: “ولا نعلمهم أتموا في الواوات، لأن الواوات أثقل عليهم من الياءات، ومنها يفروا إلى الياء، فكرهوا اجتماعهما مع الضمة”([100]).

بينما أجازه الكسائي([101])، وقيده المبرد بالضرورة([102]).

في حين ذكر بعض اللغويين أنه يأتي في ألفاظ معدودة، واختلفوا في عدد هذه الألفاظ، فقد نص كل من ابن السكيت([103])، والجوهري([104])، والفيومي([105]) على أن هذا النوع لا يخرج عن لفظين هما: (مدووف، ومصوون) ([106]).

بينما يذكر غيرهم أكثر من هذين اللفظين، وإن كانوا جميعا متفقين على (مدووف، ومصوون) فابن جني([107])وابن منظور([108])زادا (مقوود) و (معوود)، وأضاف ابن الشجري([109]) وخالد الأزهري([110]) (مقوول)، ونقل البطليوسي عن الكسائي ثلاثة ألفاظ وهي: (مقوود، ومقوول، ومصووغ) ([111]). في حين حددها الزبيدي بثلاثة ألفاظ لا رابع لها([112])، وحكم عليه كل من الحريري([113]) وابن عصفور([114]) والسيوطي([115]) بالشذوذ، وقال ابن الحاجب بقلته([116])، بينما قال ابن مالك بندرته([117]).

وذهب ابن هشام إلى أنه لغة لبعض العرب، فقال: “وربما صحح بعض العرب شيئا من ذوات الواو، سمع: ثوب مصوون”([118]).

وكشف غيره النقاب عن هؤلاء البعض فإذا هم التميميون([119])، وأبو الجراح([120])، وبنو يربوع([121])، وبنو عقيل([122]). ومعلوم أن أبا الجراح عقيلي، وأن بني يربوع من التميميين([123]).

وعلى هذه اللغة جاء قول الشاعر:

……………… ** والمسك في عنبره مدووف([124]).

ويرى الدكتور إبراهيم أنيس أن الإتمام هنا من قبيل القياس الخاطئ، ولا أوافقه على قول هذا، خاصة وأنه وجد من عدها لغة لبعض العرب، بل وحددهم.

2- الحذف اتباعا للغات العرب:

قد يأتي الحذف في بعض الصيغ اتباعا لبعض اللهجات العربية، ومن أمثلة ذلك:

أ- الحذف في لفظة (أيمن) التي تستخدم في القسم:

ذكر السيوطي أن للفظة (أيمن) عشرين صيغة لغوية كل منها يمثل لغة، ويمكن تقسيمها أربع مجموعات:

-المجموعة الأولى: اَيِمَُن بفتح الهمزة مع ضم الميم أو فتحها، وكذلك بكسر الهمزة مع ضم الميم أو فتحها.

-المجموعة الثانية: ( ِاَيَنَ) بحذف الميم وفتح الهمزة مع فتح النون، و (اِيمُِ ) بكسر الهمزة مع ضم الميم أو كسرها وحذف النون، و (هيمَ) بإبدال الهمزة هاء مع فتح الميم وحذف النون.

-المجموعة الثالثة: وقد اتجهت اتجاهين:

الأول: (اَمِ) بحذف الياء والنون وبفتح الهمزة مع تثليث الميم أي: بكسرها أو ضمها أو فتحها.

والثاني: (مَنَ)، (مِنِ)، (مُنُ) بحذف الهمزة والياء، وبفتح الميم والنون أو ضمها أو كسرها.

-المجموعة الرابعة: (مَُِ) بتثليث الميم:

وقد نسبت أيمُ بفتح الهمزة وضم الميم إلى التميميين وبني سليم، فقد نقل السيوطي صيغة (م) إلى رجل من بني العنبر، وذلك عندما حكى أن رجلا منهم سئل ؛ ما الدهدران؟ فقال: مِ ربي الباطل([125]). فلعله يمثل لغة قومه.

وإذا كان أصل هذه الصيغة هي (أيمن) جمع (يمين) فهذا يعني أن (أيم) مرت بعد أقدم صيغة بمرحلة واحدة هي حذف النون، تلتها مرحلتان هما: حذف الياء والنون، وحذف الهمزة والياء ثم حذف جميع أحرف الكلمة عدا الميم. وإن كان أحد بطون تميم وهم بنو العنبر آثروا استعمال (م).

ومع أن السيوطي لم يعين ضبط الميم، فإن أحد الباحثين المحدثين وهو الدكتور ضاحي عبد الباقي يميل إلى أنها (مُ) المضمومة لاتفاقها مع الصيغة العامة في بني تميم (ايمُ)، كما يرى أن سبب الحذف في هذا اللفظ هو الاقتصاد في الجهد العضلي عند النطق لكثرة تردد هذه الصيغة في الأيمان([126])، وهكذا كان دأب العربي في تسهيل ما يكثر دورانه على الألسنة.

ب- القطعة:

ويقصد بها حذف الجزء الأخير من الكلمة؛ حيث تميزت بعض القبائل باتجاه لغوي وذلك هو السرعة في النطق، فهي تعمد من جراء هذه السرعة إلى حذف بعض أحرف آخر الألفاظ، وهذه الظاهرة أطلق عليها القدماء مصطلح القطعة، وقد نسب هذا الحذف إلى بني سعد([127])، ولعلهم سعد تميم، واستدل على ذلك بقول الراجز:

بالْخَيْرِ خَيْرَاتٍ، وَإِنْ شَرًّا فَا ** وَلاَ أُرِيدُ الشَّرَّ إِلاَّ أَنْ تَا([128])

وينسب لقيم بن أوس، وهو من بني ربيعة بن مالك، وينتهي نسبه إلى تميم([129]).

يريد إن شرا فشر، ولا أريد الشر إلا أن تشاء.

قال الاعلم: ” الشاهد في لفظه بالفاء ” من قوله ” فشر ” والتاء من قوله ” تشاء ” ولما لفظ بهما وفصلهما مما بعدهما ألحقهما الالف للسكت عوضا من الهاء التى يوقف عليها، كما قالوا ” أنا ” و ” حيهلا ” في الوقف، والمعنى أجزيك بالخير خيرات، وإن كان منك شر كان منى مثله، ولا أريد الشر إلا أن تشاء، فحذف لعلم السامع ” انتهى. ([130]).

كما نسب هذا الحذف إلى الطائيين، فقد جاء قولهم: (لم يسم) يريدون: لم يسمع([131]). وعلى هذه اللغة جاء قول الشاعر:

تَضِّلُ مِنْهُ إِبِلِي بِالْهَوْجَلِ ** فيِ لُجَّةٍ أّمْسِكْ فُلاَنًا عَنْ فُلِي([132])

يريد: عن فلان.

وقول الآخر:

دَرَسَ المَنَا بمُتالعٍ فَأَبانِ ** فتقادَمَتْ بالحُبْسِ فالسُّوبانِ ([133])

يريد المنازل.

وقد قيد سيبويه هذا الحذف بالوقف، ويفهم هذا من قوله: “ولكنه قطع كما كان قاطعا بالألف مع أنا”([134]). غير أن ما ورد في بعض تلك النصوص يرد قيد سيبويه. كما قيده آخرون بالضرورة.

وقد ذكر بعض اللغويين أن القطعة في طيء كالعنعنة في تميم([135]).

ولم تتضح لنا أهمية التنظير بين القطعة في طي ء والعنعنة في تميم سوى أنها شاعت في طيء شيوع العنعنة في تميم دون أن يكون هناك وجه شبه بين الظاهرتين أكثر من هذا([136]).

ج- تخفيف الياء المشددة: في نحو ميت ولين:

ذكر النحاة أن للعرب في نطق (ميِّت) و(ليِّن) و (هيِّن) لغتين:

-اللغة الأولى: تشديد الياء.

-واللغة الثانية: تخفيفها([137]).

ولم أقف على من نسب هاتين اللغتين أو إحداهما، وأغلب الظن هنا انه من نهج البدو، لأن نطق الياء الساكنة أسهل من الياء المشددة([138]).

د- حذف الياءين المتتاليتين في آخر اللفظة:

يقول سيبويه: “وقد كرهوا الياءين وليست تليان الألف، حتى حذفوا إحداهما، فقالوا: (أثافٍ) ومعطاء ومعاطٍ”([139]).

وقد نسب الأخفش لغة التثقيل في أثافي ومعاطي إلى قبيلة بني العبس وهم فرع من تميم، وعلى هذا فلغة الحذف لمن عدا هؤلاء من العرب([140]).

هـ- حذف ياء يئس عند بنائه للمضارع:

للعرب في نطق يئس عند بنائه للمضارع لغتان:

-اللغة الأولى: الإبقاء على الياءين، فيقال: ييئس، وييسر.

-اللغة الثانية: حذف ياءه فيقال: يئس، ويسر،([141]).

ولم أقف على من عين أصحاب لغة الحذف هنا إلا أنني أظن أنهم من البدو، وذلك لسرعتهم في النطق.

و- حذف ياء (استحييت):

للعرب في نطق ياء استحييت الواقعة عينا لغتان:

-اللغة الأولى: الإبقاء على الياءين، فيقال: استحييت.

-اللغة الثانية: حذف إحدى الياءين، فيقال: استحيت.

ز- حذف النون:

ومن صوره:

(1)- حذف نون اللذان والذين:

ومثله قول الآخر:

وَعِكْرِمَةُ الْفَيَّاضُ مِنَّا وَحَوْشَبُ ** هُمَا فَتَيَا النَّاسِ اللَّذَا لَمْ يُغْمَّرَا([142])

أراد: اللذان، ولكنه حذف النون.

ووردت في قول الشاعر:

وَإِنَّ الَّذِي حَانَتْ بِفَلْجٍ دِمَاؤُهُمْ ** هُمُ الْقَوْمِ كُلُّ الْقَوْمِ يَا أُمَّ خَالِدِ([143])

أراد: الذين، ولكنه حذف النون.

وفي قول الآخر:

فَبِتُّ أُسَاقِي الْمَوْتَ إِخْوَتِي ** الَّذِي غِوَايَتُهُمْ غَيِّي وَرُشْدُهُمْ رُشْدِي([144])

أراد: الذين، ولكن حذف النون.

ونلاحظ في المثالين الأخيرين أن العرب قد استخدموا لفظ المفرد في مقام الجمع([145]).

وقال الأخطل:

أَبَنِي كُلَيْبٍ إِنَّ عَمِّيَ اللَّذَا ** قَتَلاَ الْمُلُوكَ وَفَكَّكَا الأَغْلاَلاَ([146]).

أراد اللذان، ولكنه حذف النون.

وقد ورد هذا النوع من الحذف في القرآن الكريم قال تعالى: [كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ] {التوبة:69} .

أراد: وخضتم كالذين خاضوا. والله أعلم بالصواب.

(ب)- حذف نون المثنى وجمع المذكر السالم عند الإضافة:

وذلك نحو: طالبا الفرقة الرابعة، وعاملو الاتصالات ……إلخ.

(ج)- حذف نون الرفع من الأفعال الخمسة إذا التقت بنون التوكيد:

عند التقاء نون الرفع من الأفعال الخمسة مع نون التوكيد؛ فإن نون الرفع تحذف وتبقى نون التوكيد. 

3- الترخيم:

وهو حذفُ أواخر الأسماء المفرد تخفيفاً، في باب المنادى، ولا يجوز في غيره إلا لضرورة الشعر؛ كقولنا (يا سُعَا) في ترخيم (سُعَاد) ([147]). وقد عد الترخيم، من أنواع الحذف التي تعتري الصيغ الصرفية، وذلك نحو قولهم: يا مالِ، ويا حارِ، ويا مازِ، يريدون: يا مالك، ويا حارث، ويا مازن([148]).

وقد وجدت آثار من هذا الحذف في لغة الهذليين ووردت في تراثهم الشعري من ذلك قول شاعرهم:

أَ مَالِ بْنُ عَوْفٍ إِنَّمَا الْغَزْوُ بَيْنَنَا ** ثَلاَثُ لَيَالٍ غَيْرَ مُغْزَاةِ أَشْهُرِ([149]).

أراد: أ مالك.

وقول الآخر:

أَ عَامِ بْنُ عَجْلاَنُ مَقْصُورَةٌ ** بِغَيْرِي مِنْ شِبْعِ عِرْضِ([150]).

أراد: أ عامر:

ومثله:

أَ حَاِر بْنُ قَيْسٍ إِنَّ قَوْمَكَ أَصْبَحُوا ** مُقِيمِينَ بَيْنَ السُّوءِ حَتَّى الْخَشَارِمِ([151]).

أراد: أ حارث.

وقول امرئ القيس:

أَفاطِمَ مَهْلاً بعضَ هذا التَّدّلُّلِ ** وإنْ كنتِ قدْ أَزْمَعْتِ صُرْمِي فأَجْمِلِي ([152]).

أراد: أ فاطمة.

وقال عمرو بن العاص من الطويل:

مُعَاوِيَ لاَ أُعْطِيكَ دِينِي وَلَمْ أَنَلْ ** بِهِ مِنْكَ دُنْيِا فَانْظُرْنَ كَيْفَ تَصْنَعُ([153]).

أراد: معاوية.

وإلى جانب ما في شعرهم من هذا الحذف نجده أيضا في قراءة ابن مسعود لقوله تعالى: [وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ] {الزُّخرف:77} ، حيث قرأها: (يا مال) ([154])، ويروي الرواة أن ابن عباس لم يجز هذه القراءة بناء على أن أهل النار سيكونون في شغل عن هذا الترخيم([155]).

ولكن غلب على ظن بعض المحدثين أن قول ابن عباس مدسوس عليه، كما ذكر أنه لو صح عزوه إليه لما كان الصواب إلى جانبه مستندا في ذلك على أن الحذف في القراءة السابقة يمثل لغة قوم من العرب، وقراءة من القراءات يقرؤها ابن مسعود لا شأن لها بأهل النار وما سيكون عليه حالهم([156]).

كما أنه إذا كان قد عزي إلى ابن عباس عدم استحسان الترخيم في هذا الموضع فقد حسنه غيره كابن جني الذي علل ذلك الحذف بضعف أهل النار عن تمام الاسم، وحكم على هذا التعليل بأنه متكلف كسابقه المنسوب إلى ابن عباس. والواقع أنه لا جدوى لمثل هذا الجدال والنقاش، وما دامت هذه القراء تمثل لغة لبعض العرب فالأولى قبولها وعدم تعليلها.

4- الحذف لبناء بعض الصيغ:

ومن صوره ما يلي:

أ- بناء صيغ الجمع: 

فتحذف تاء التأنيث في الجمع بالألف والتاء؛ فنقول: (ورقات، عائلات، سرقات)، جمعًا لـ (ورقة، عائلة، سرقة).

ب- بناء صيغ التصغير: 

إذا صغرت (السَّفَرْجلة) كانت لك أوجه أحدها أن تقول (سُفَيْرِجَة) فتحذف اللام في التصغير، وإن شئت قلتَ (سُفَيْرِلة) فتحذف الجيمَ([157]). وكذلك (عَنْدَلِيب) تصغر على (عَنَادِل) و (عَنَادِب) ([158]).

ج- بناء صيغ النسب:

مثل حذف تاء التأنيث؛ فنقول في النسب إلى فاطمة: (فاطميّ)، وحذف بعض الحروف مثل (جُهَنِيّ) في النسب إلى جهينة، وحذف عجز الجملة المنسوب إليها، وحذف عجز المركب المزجي، فتقول في تأبط شرًّا: “تأبطيّ”، وفي بعلبك “بعليّ”.

أما المركب الإضافي، فإن كان صدره ابنا، أو كان معرفًا بعجزه، حُذِف صدره، وألحق عجزه ياء النسب، فتقول في ابن الزبير: “زبيريّ” وفي أبى بكر: ” بكرىّ”.

ثالثا: الحذف لأسباب تركيبية ونحوية:

وهذا الحذف يكون لأسباب قياسية تركيبة؛ حيث تُحذف كلمة أو جملة أو أكثر، ولابد من دليل حالي أو مقالي يدل على المحذوف؛ مثل حذف المبتدأ، وحذف الخبر، وحذف الفاعل، وحذف المفعول، وحذف فعل الشرط، أو جوابه، والقسم أو جوابه، وحذف حروف المعاني، أو الحذف للبناء والتركيب…، وغير ذلك. وقد أفاض النحويون في ذكر هذا النوع من الحذف في العديد من أبواب النحو المختلفة، ودار بينهم خلاف كبير في تقدير المحذوف، وعليه بنوا نظريتهم في العامل والحذف والتقدير. ومن أمثلة الحذف في هذا الباب ما يلي:

1- الحذف للإعراب:

ومن أمثلته: 

أ- حذف الحركة في حالة الجزم:

ومن ذلك حذف حركة الحرف الأخير من الكلمة كما في حرف الباء من كلمة أكتب في قولنا: (لم أكتبْ).

ب- وحذف الحرف الأخير من الكلمة:

مثل حذف النون من الأفعال الخمسة عند النصب أو الجزم نحو: (لم يلعبوا)، وحذف لام الفعل الناقص في حالة الجزم؛ نحو قوله تعالى:[وَلَا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ] {القصص:88} . وحذف نون المثنى وجمع المذكر السالم عن الإضافة، نحو: طالبا الفقه، وكاتبو العدل.

2- الحذف للتركيب:

ومن أمثلته: حذف التنوين في التركيب الإضافي؛ نحو: (شاهدت طالبَ العلم) بدلاً من (طالبًا)، أو حذف النون؛ نحو: (مسلمو الهند متعاونون) بدلاً من (مسلمون).

3-الحذف في بنية الجملة:

وأمثلته أكثر من أن تحصى، منها ما يلي:

أ-حذف المبتدأ:

نحو قوله تعالى: [عَالِمُ الغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا] {الجنّ:26} ، وقوله تعالى:[صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ] {البقرة:18} ، وقولنا: (في البيت). لمن يسأل: (أين زيد؟).

ب- حذف الخبر:

كما في قولنا: (لولا الله ما اهتدينا)، التقدير: (لولا الله موجود ما اهتدينا).

وحذف خبر لا النافية للجنس، كما في قولنا: لا إله إلا الله، لا شك، لاسيما.

وحذف خبر إن كما في قول الشاعر:

وَمَنْ يَكُ أَمْسَى فيِ الْمَدِينَةِ رَحْلُهُ ** فَإِنِّي وَقَيَّارٌ بِهَا لَغَرِيبُ([159]).

ج-حذف فعل الشرط ومفعوله:

نحو قوله تعالى: [قُلْ فَللهِ الحُجَّةُ البَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ] {الأنعام:149} .

د-حذف الفعل:

كما في قوله تعالى: [فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ نَاقَةَ اللهِ وَسُقْيَاهَا] {الشمس:13}، والتقدير ذروا ناقة الله. وكما في قولنا: الجار قبل الدار، والصديق قبل الطريق، أي: تخير، وبسم الله، أي: أبدا.

هـ-حذف المفعول:

كما في قوله تعالى: [مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى] {الضُّحى:3} .

والتقدير: وما قلاك.

و- حذف جملة الشرط:

وهو مطرد بعد الطلب نحو قوله تعالى: [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {آل عمران:31} . أي: فإن تتبعوني يحببكم الله.

ومنه قوله تعالى: [يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ العِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا] {مريم:43} . وقوله: [وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ العَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ] {إبراهيم:44} .

وجاء بدون الطلب كما في قوله تعالى: [يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ] {العنكبوت:56} . أي: فإن لم يتأت إخلاص العبادة لي في هذه البلدة فإياي فاعبدون في غيرها.

وقوله: [أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللهُ هُوَ الوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {الشُّورى:9} . أي: إن أرادوا أولياء بحق فالله هو الولي.

وقوله: [أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ العَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ] {الأنعام:157} . أي: إن صدقتم فيما كنتم تعِدون به من أنفسكم فقد جاءكم بينة وإن كذبتم فلا أحد أكذب منكم فمن أظلم، وإنما جعلت هذه الآية من حذف جملة الشرط فقط – وهي من حذفها وحذف جملة الجواب – لأنه قد ذكر في اللفظ جملة قائمة مقام الجواب، وذلك يسمى جواباً تجوزًا.

وجعل منه الزمخشري وتبعه ابن مالك بدر الدين قوله تعالى: [فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ المُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] {الأنفال:17} . أي: إن افتخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم، ويرده أن الجواب المنفي بلم لا تدخل عليه الفاء.

وجعل منه أبو البقاء قوله تعالى [فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيمَ] {الماعون:2} . أي: إن أردت معرفته فذلك، وهو حسن([160]).

ز-حذف جواب الشرط:

وذلك واجب إن تقدم عليه أو اكتنفه ما يدل على الجواب، فالأول نحو هوَ ظالمٌ إن فعل والثاني نحو هو إن فعلَ ظالم ومنه قوله تعالى [قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ] {البقرة:70} .

ومنه: والله إن جاءني زيدٌ لأكرمنه.

ومنه قوله تعالى:[وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ] {يس:45}، والتقدير: أعرضوا. وقوله: [وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتَى بَلْ للهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يُخْلِفُ المِيعَادَ] {الرعد:31} ، أي: لكان هذا القرآن.

ومنه قول الشاعر:

فطلِّقها فلستَ بها بكفءٍ ** وإلا يعلُ مفرقكَ الحُسامُ

أي: وإن لا تطلقها.

ح-حذف جملة القسم:

وهو كثير جداً، وهو لازم مع غير الباء من حروف القسم، وحيث قيل لأفعلنّ أو لقدْ فعلَ أو لَئنْ فعل، ولم يتقدم جملة قسم، فثمَّ جملة قسم مقدرة، نحو قوله تعالى: [لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ] {النمل:21} ، وقوله: [وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ] {آل عمران:152} .

وقوله تعالى: [لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ] {الحشر:12} .

واختلف في نحو لزَيدٌ قائم ونحو إنّ زيداً قائم، أو لقائم هل يجب كونه جواباً لقسم أو لا؟([161]).

ط-حذف جواب القسم

يجب حذف جواب القسم إذا تقدم عليه أو اكتنَفه ما يغني عن الجواب، فالأول نحو: زيدٌ قائمٌ والله.

ومنه: إنْ جاءني زيدٌ والله أكرمته.

والثاني نحو: زيدٌ والله قائم. فإن قلت: زيد والله إنه قائم، أو لقائم احتمل كون المتأخر عنه خبراً عن المقدم عليه، واحتمل كونه جواباً وجملة القسم وجوابه الخبر.

ويجوز في غير ذلك نحو: [وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا] {النَّازعات:1} ، أي: لتُبعثُنّ، بدليل ما بعده، وهذا المقدر هو العامل في [يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ] {النَّازعات:6}. أو عامله اذكر، وقيل: الجواب: [إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى] {النَّازعات:26} ، وهو بعيد لبعده.

ومثله قوله تعالى: [ق وَالقُرْآَنِ المَجِيدِ] {ق:1} ، أي: ليهلكن بدليل قوله تعالى: [وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي البِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ] {ق:36} ، أو إنك لمنذر بدليل قوله تعالى:[بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ] {ق:2} . وقيل: الجواب مذكور، فقال الأخفش: [قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ] {ق:4} ، وحذفت اللام للطول مثل حذف لام قد كما في قوله تعالى: [قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا] {الشمس:9} .

وقال ابن كيسان: الجواب هو قوله: [مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ] {ق:18} . وذهب الكوفيون إلى أن الجواب هو قوله تعالى: [بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ] {ق:2} . والمعنى لقد عجبوا، وذهب بعضهم إلى أن الجواب هو قوله: [إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ] {ق:37} .

ومثله: [ص وَالقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ] {ص:1} . أي: إنه لمعجز، أو إنّكَ لمنَ المرسلين أو ما الأمر كما يزعمون، وقيل: مذكور، فقال الكوفيون والزجاج الجواب هو قوله [إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ] {ص:64} . وفيه بعد،

وذكر الأخفش أن الجواب هو قوله تعالى: [إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ] {ص:14} .

وذهب الفراء وثعلب: إلى أن الجواب هو قوله: (ص)، لأن معناها صدق الله، ويرده أن الجواب لا يتقدم.

وقيل الجواب هو: [كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ] {ص:3} . وحذفت اللام للطول([162]).

ي- حذف حروف المعاني:

كحذف حروف العطف، أو الجر، أو أدوات الاستفهام والنداء، وحروف القسم، ونحو ذلك. كما في قولنا: (الله لأفعلنَّ ذا)، وقد فصل ابن جني القول في ذلك حيث قال: ” القياس: ألا يجوز حذف الحروف ولا زيادتها. ومع ذلك فقد حذفت تارة، وزيدت أخرى. أما حذفها فكنحو ما حكاه أبو عثمان عن أبي زيد من حذف حرف العطف في نحو قولهم: أكلت لحماً، سمكاً، تمراً. وأنشدني أبو الحسن:

كَيْفَ أَصْبَحْتَ كَيْفَ أَمْسَيْتَ مِمَّا ** يَزْرَعُ الْوِدَّ فيِ فُؤَادِ الْكَرِيمِ

يريد: كيف أصبحت، وكيف أمسيت. وأنشد ابن الأعرابي:

وَكَيْفَ لاَ أَبْكِي عَلَى عِلاتِي ** صَبَائِحِي، غَبَائِقِي، قِيَلاَتِي

أي صبائحي وغبائقي، وقيلاتي. وقد يجوز أن يكون بدلاً؛ أي كيف لا أبكي على علاتي التي هي صبائحي وهي غبائقي وهي قيلاتي، فيكون هذا من بدل الكل. والمعنى الأول أن منها صبائحي ومنها غبائقي ومنها قيلاتي.

ومن ذلك ما كان يعتاده رؤبة إذا قيل له: كيف أصبحت فيقول: خير عافاك؛ أي: بخير. وحكى سيبويه: الله لا أفعل، يريد والله. ومن أبيات الكتاب:

مَنْ يَفْعَل الْحَسَنَاتِ اللهُ يَشْكُرهَا ** وَالشَّرُّ بِالشَّرِّ عِنْدَ اللهِ مِثْلاَنِ([163])

أي فالله يشكرها.

وحذفت همزة الاستفهام؛ نحو قوله:

فَأَصْبَحْتُ فِيهِمُ آَمِنًا لاَ كَمَعْشَرٍ ** أَتَوْنِي وَقَالُوا: مِنْ رَبِيعَةِ أَوْ مُضَرِ؟

يريد أمن ربيعة.

وقال الكميت:

طَرِبْتُ وَمَا شَوْقًا إِلَى الْبِيضِ أَطْرَبُ . ** وَلاَ لَعِبًا مِنِّي وَذُو الشَّيْبِ يَلْعَبُ

أراد: أو ذو الشيب يلعب. ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:

ثُمَّ قَالُوا تُحِبُّهَا؟ قُلْتُ بَهْرًاً: ** عَدَدُ الْقَطْرِ وَالْحَصَى وَالتُّرَابِ

أظهر الأمرين فيه أن يكون أراد: أتحبها؟؛ لأن البيت الذي قبله يدل عليه، وهو قوله:

أَبْرَزُوهَا مِثْلَ الْمُهَاةِ تَهَادَى ** بَيْنَ خَمْسِ كَوَاعِبِ أَتْرَابِ

ولهذا ونحوه نظائر. وقد كثرت([164]).

والحذف عند النحويين لابد له من قرينة مُصاحِبة تَدُلُّ على المحذوف، وتكون هذه القرينة حالية أو عقلية أو لفظية، وقد وضع النُّحاة مجموعة من الشروط للحذف نذكرها على النحو التالي:

1- وجود دليل على المحذوف إن كان المحذوف عمدة، أما إن كان فضلة فالشرط أن لا يكون في حذفه ضرر، ويقصد بالعمدة ما تعتمد الجملة في بنائها عليه كالمسند والمسند إليه ويمثله المبتدأ والخبر في الجملة الاسمية، والفعل والفاعل في الجملة الفعلية، أما الفضلة فيراد به ما لا تعتمد الجملة في بنائها عليه، وإنما يعد مكملا لعنصريها الأساسيين، ويشمل المفعولات بأنواعها، والتوابع إجمالا ومنها: المؤكدات بأنواعها، والمعطوفات، والنعت والحال والتمييز … إلخ. 

2- ألا يكون المحذوف كالجزء؛ فلا يحذف الفاعل، ولا نائبه ولا ما يشبهه.

3- ألا يكون مؤكَّدًا، فلا يُحذف العائد في نحو قولك: الذي رأيته نفسَه زيد.

4- ألا يكون عوضًا عن شيء محذوف؛ فلا تحذف (ما) في أما أنت منطلقاً ولا التاء من نحو : (عِدَةٌ وزِنَةٌ).

5- ألا يكون المحذوف عاملاً ضعيفًا؛ فلا يُحذف الجار والجازم والناصب للفعل، إلا في مواضع قويت فيها الدلالة، وكثر استعمالها ولا يمكن القياس عليها. ومن ذلك ما كان يعتاده رؤبة إذا قيل له: كيف أصبحت فيقول: خير عافاك؛ أي: بخير([165]).

6- ألا يؤدي الحذف إلى اختصار المختصر؛ لأن اختصار المختصر إجحاف به.

قال ابن جني: ” أخبرنا أبو علي رحمه الله قال: قال أبو بكر: حذف الحروف ليس بالقياس. قال: وذلك أن الحروف إنما دخلت الكلام لضرب من الاختصار، فلو ذهبت تحذفها لكنت مختصراً لها هي أيضاً، واختصار المختصر إجحاف به.

وتفسير قوله: إنما دخلت الكلام لضرب من الاختصار هو أنك إذا قلت: ما قام زيد فقد أغنت ” ما ” عن ” أنفى ” ؛ وهي جملة فعل وفاعل. وإذا قلت: قام القوم إلا زيداً فقد نابت ” إلا ” عن ” أستثنى ” وهي فعل وفاعل. وإذا قلت قام زيد وعمرو؛ فقد نابت الواو عن أعطف. وإذا قلت: ليت لي مالاً؛ فقد نابت ليت عن أتمنى. وإذا قلت: هل قام أخوك؛ فقد نابت ” هل ” عن أستفهم. وإذا قلت: ليس زيد بقائم؛ فقد نابت الباء عن حقاً، والبتة، وغير ذي شك. وإذا قلت فبما نقضهم ميثاقهم فكأنك قلت: فبنقضهم ميثاقهم فعلنا كذا حقاً، أو يقينا. وإذا قلت: أمسكت بالحبل؛ فقد نابت الباء عن قولك: أمسكته مباشرا له وملاصقة يدي له. وإذا قلت: أكلت من الطعام؛ فقد نابت ” من ” عن البعض، أكلت بعض الطعام. وكذلك بقية ما لم نسمه.

فإذا كانت هذه الحروف نوائب عما هو أكثر منها من الجمل وغيرها لم يجز من بعد ذا أن تتخرق عليها، فتنتهكها وتجحف بها.

ولأجل ما ذكرنا: من إرادة الاختصار بها لم يجز أن تعمل في شيء من الفضلات: الظرف والحال والتمييز والاستثناء وغير ذلك. وعلته أنهم قد أنابوها عن الكلام الطويل لضرب من الاختصار؛ فلو ذهبوا يعملونها فيما بعد لنقضوا ما أجمعوه، وتراجعوا عما اعتزموه”([166]).

7- ألا يؤدي الحذف إلى تهيئة العامل للعمل وقطعه عنه؛ فلا يحذف المفعول – وهو الهاء – من ضربني وضربته زيد؛ لئلا يتسلط على زيد ثم يقطع عنه برفعه للفعل الأول.

8- ألا يؤدي الحذف إلى إعمال العامل الضعيف مع إمكان إعمال العامل القوي؛ فلا يحذف الضمير في: زيد ضربته؛ لأنه يؤدي إلى إعمال المبتدأ وإهمال الفعل مع أنه أقوى.

9-ألا يؤدي الحذف إلى اللبس، وانغلاق المعنى وتفكك التركيب.

نتائج البحث:

عرض البحث لظاهرة الحذف في الاستعمال اللغوي العربي، وتبين من خلاله أن الحذف سلوك لغوي قديم عند العرب، وأنه قد تعددت أسبابه ومواضعه وأغراضه، ولم تقتصر نماذجه على استعمال لغوي بعينه، ويمكن استخلاص أهم النتائج التي توصل إليها البحث في النقاط التالية:

1-الحذف هو إحدى وسائل الاختصار التي لجأ إليها العرب للتخلص من الثقل، أو بقصد الإبهام على السامع، أو بقصد تحقير المحذوف أو تشريفه عن الذكر.

2-حاول البلاغيون البحث عن الأغراض البيانية للحذف، بينما اجتهد النحويون في تقدير المحذوف، والبحث عن علة الحذف.

3-الحذف وقع في اللغة العربية بجميع مستوياتها، في الأصوات وفي البنية الصرفية للكلمة، وفي تركيب الجملة العربية.

4-تعددت مواضع الحذف وأسبابه في كل درس، فتارة يكون للتخفيف والتخلص من الثقل، أو بتأثير الحروف المتجاورة في بعضها بعض، أو يكون لبناء صيغ جديدة، أو للتركيب النحوي، أو لأغراض بلاغية في نفس المتكلم.

5-ورد الحذف في نصوص اللغة العالية، حيث وقع في القرآن الكريم، وفي الحديث النبوي الشريف، كما ورد في التراث اللغوي العربي شعرا ونثرا، مما يدل على شيوع هذه الظاهرة عند العرب.

6-الحذف في بنية الكلمة أو بسبب تأثير الحروف المجاورة كان مسلكا لكثير من القبائل العربية، وبه وردت العديد من القراءات القرآنية.

7-من خلال تقدير المحذوف يمكن تفسير المعنى الدلالي لكثير من نصوص اللغة، وفهم ما تشير إليه.

8- الحذف دون إخلال بالمعنى هو السلوك القويم لمستخدم اللغة، إما إذا اختل المعنى وفسدت العبارة فعند ذلك يقبح الحذف ويستكره.

9- من خلال تتبع ظاهرة الحذف يمكن رصد التطور التاريخي لكثير من مفردات اللغة ومعرفة ما حدث فيها من تغيير، خاصة إذا ما استخدمت الدراسات المقارنة بين العربية وغيرها من الساميات التي تشترك معها في العديد من الخصائص والسمات.

وبعد فهذه بعض النتائج التي أمكن التوصل إليها من خلال تتبع ظاهرة الحذف في الاستعمال اللغوي العربي أردت أن أقدمها لطلاب العلم ومحبي العربية لعلها تفتح آفاقا جديدة من البحث والدراسة للكشف عن أسرار هذه اللغة العظيمة، وتبين رقيها وتطورها، وقدرتها على التجدد والاستمرار.

وفي الختام أدعو الله تعالى أن يتجاوز عما وقع في هذا العمل من خطأ، [وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ] {يوسف:53} .

المؤلف

د/ إبراهيم محمد خفاجة
مصادر البحث:

– القرآن الكريم.

أولا: الكتب المطبوعة:

– الإبانة عن معاني القراءات، مكي بن أبي طالب الأنصاري ، تحقيق محيي الدين رمضان ، دار المأمون للتراث، دمشق-بيروت، الطبعة الأولى 1979م.

– إبدال الحروف في اللهجات العربية، سلمان بن سالم السحيمي، مكتبة الغرباء الإسلامية، المدينة النبوية، الطبعة الأولى 1995م.

– أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي، عبد الصبور شاهين، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الأولى 1987

– إعراب القرآن، أبو جعفر النحاس، تحقيق :زهير غازي زاهد، مطبعة العاني، بغداد. 1977

– البحر المحيط ، أبو حيان الأندلسي، تحقيق عبد الرزاق المهدي ، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى 2002م.

– التبيان في إعراب القرآن، أبو البقاء العكبري، تحقيق علي محمد البيجاوي، دار الجيل، بيروت . .1976

– إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث، محب الدين أبو البقاء بن الحسين العكبري، تحقيق: الدكتور: محمد إبراهيم سليم، مكتبة ابن سينا للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر.

– التعليقة على كتاب سيبويه، أبو علي الفارسي، تحقيق عوض القوزي، جامعة الملك سعود، الرياض 1994م.

– الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم ، الهيئة المصرية العامة للكتاب -القاهرة 1974م.

– التمهيد في علم التجويد، ابن الجزري، تحقيق: غازي قدوري حمد، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 2001م.

– التيسير، أبو عمر الداني، تحقيق أوتو يرتزل، دار الكتب العلمية، بيروت . 1996

– الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار الكتب العلمية، بيروت . 1993

– الحجة في القراءات السبع، ابن خالويه، تحقيق عبد العال سالم مكرم، دار الشروق، بيروت. 1971

– حجة القراءات، ابن زنجلة، تحقيق سعيد الأفغاني، مؤسسة الرسالة، دمشق. 1979

– الحجة للقراء السبعة ، أبو علي الفارسي، تحقيق بدر الدين قهوجي وبشار جويجاتي، دار المأمون ، للتراث، دمشق- بيروت. 1987

– ارتشاف الضرب من لسان العرب، أبو حيان الأندلسي، تحقيق: مصطفى النماس، مطبعة المدني، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى 1409هـ – 1989م.

– الرعاية، مكي بن أبي طالب القيسي، تحقيق أحمد حسن فرحات، دار عمار، عمان. 1984

– الأزهية في علم الحروف، للهروي، تحقيق: عبد المعين الملوحي، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، سوريا 1413هـ – 1993م.

– الأشباه والنظائر في النحو، جلال الدين السيوطي، مراجعة: فايز ترحيني، دار الكتاب العربي، طبعة الدكن بالهند 1359هـ.

– الأصول في النحو، لأبي بكر بن السرَّاج، تحقيق الدكتور: عبد الحسين الفتلي، مطبعة النعمان، النجف، العراق 1973م.

– الأغاني، لأبي الفرج الأصفهاني، دار الكتب المصرية، القاهرة 1927-1973م.

– الأمالي الشجرية، هبة الله بن علي بن مجد الدين بن حمزة الحسني العلوي، تحقيق: محمود محمد الطناحي، مكتبة الخانجي، القاهرة، مصر.

– الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين، أبو البركات الأنباري، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت، لبنان، الطبعة الرابعة 1380هـ – 1961م.

– إيضاح الشعر ( شرح الأبيات المشكلة الإعراب)، أبو علي الفارسي، تحقيق: حسن عبد الحميد هنداوي، دار القلم دمشق، دارة العلوم والثقافة بيروت، الطبعة الأولى 1407هـ – 1987م.

– الإيضاح في علل النحو، للزجاجي، تحقيق: مازن المبارك، طبعة دار النفائس بيروت، لبنان، الطبعة الخامسة 1406هـ – 1986م.

– بدائع الفوائد، ابن قيم الجوزية، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان.

– البرهان في علوم القرآن، بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، مطبعة عيسى البابي الحلبي ، الطبعة الثانية 1391هـ – 1972م.

– البيان في غريب إعراب القرآن، أبو البركات الأنباري، تحقيق: طه عبد الحميد طه، مراجعة الأستاذ: مصطفى السقا، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1400هـ – 1980م.

– تأويل مشكل القرآن، ابن قتيبة الدينوري، تحقيق: السيد أحمد صقر، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة، مصر.

– تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، جمال الدين بن مالك، تحقيق: محمد كامل بركات، طبعة وزارة الثقافة، القاهرة، مصر، 1387هـ – 1967م.

– التطور النحوي للغة العربية، لبراجشتراسر، مطبعة السماح، القاهرة، مصر 1929م.

– التعريفات ، علي بن محمد الجرجاني، مطبعة مصطفي الحلبي، القاهرة، مصر 1357هـ – 1938م.

– توجيه بعض التراكيب النحوية المشكلة الإعراب، ابن هشام الأنصاري، تحقيق: عبد الله الحسيني هلال، مطبعة السعادة، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 1410هـ – 1990م.

– التوطئة، أبو علي الشلوبين، تحقيق الدكتور: يوسف أحمد المطوع، دار التراث العربي، القاهرة، مصر.

– الجمل، الزجاجي، تحقيق : توفيق الحمد، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان ، الطبعة الخامسة 1417هـ – 1992م.

– الجنى الداني في حروف المعاني، الحسين بن قاسم المرادي، تحقيق: فخر الدين قباوة، و محمد نديم فاضل، الطبعة الأولى، المطبعة الصليبية 1387هـ – 1973م.

– حاشية الجرجاني على الكشاف، علي بن محمد بن علي الجرجاني، مطبوع بهامش الكشاف، دار المعرفة، بيروت لبنان، د.ت.

– الحجة للقراء السبعة، أبو علي الفارسي، تحقيق: بدر الدين قهوجي، و بشير جوجاتي، مراجعة: عبد العزيز رباح، دار المأمون للتراث، دمشق، سوريا، الطبعة الأولى، 1413هـ – 1993م.

– الحجة في القراءات السبع، ابن خالويه، تحقيق: عبد العال سالم مكرم، مؤسسة الرسالة، الإمارات العربية المتحدة، الطبعة الخامسة، 1410هـ – 1990م.

– حجة القراءات ، أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد بن رنجلة، تحقيق: سعيد الأفغاني، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، الطبعة الخامسة، 1418هـ – 1997م.

– الحدود، الفاكهي، طبعة باريس، فرنسا 1849م.

47- الحلل في إصلاح الخلل من كتاب الجمل، لابن السيد البطليوسي، تحقيق: سعيد عبد الكريم، دار الطليعة، بيروت، لبنان 1980م.

– خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، للإمام عبد القادر البغدادي، تحقيق الأستاذ الدكتور: عبد السلام هارون، دار الكتاب العربي، الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 1387هـ – 1967م.

– الخصائص، ابن جني، تحقيق: محمد على النجار، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1376هـ.

– دراسات في الأدوات النحوية، مصطفى النحاس، شركة الربيعان للنشر والتوزيع، الكويت، الطبعة الثانية 1406هـ – 1986م.

– دراسات لأسلوب القرآن الكريم، محمد عبد الخالق عضيمة، مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المملكة العربية السعودية.

– الدرر اللوامع، محمد بن التلاميد الشنقيطي، طبعة كردستان، الجمالية 1328هـ.

– ديوان امرئ القيس، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، طبعة دار المعارف، القاهرة، مصر 1958م.

– ديوان الهذليين، طبعة دار الكتب المصرية 1369هـ.

– رصف المباني في شرح حروف المعاني، ل أحمد بن عبد النور المالقي، تحقيق : أحمد محمد الخراط، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، سوريا 1395هـ – 1975م.

– السبعة، ابن مجاهد، تحقيق: شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة، مصر، الطبعة الثالثة.

– سر صناعة الإعراب، ابن جني، تحقيق: مصطفى السقا، محمد الزفزاف، إبراهيم مصطفى، عبد الله أمين، مطبعة الحلبي، القاهرة، مصر 1374هـ – 1954م. وطبعة أخرى بتحقيق حسن هنداوي، دار القلم، دمشق. 1993

– شرح أبيات سيبويه يوسف بن المرزبان السيرافي: تحقيق: محمد الريح هاشم ، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى . 1996

– شرح ألفية ابن مالك، بهاء الدين عبد الله بن عقيل، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، دار الفكر، القاهرة، مصر، الطبعة الثانية.

– شرح ألفية ابن مالك مع حاشية الصبان، الأشموني، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة، مصر 1366هـ.

– شرح التسهيل، ابن مالك، تحقيق: عبد الرحمن السيد، ومحمد بدوي المختون، دار هجر للطباعة والنشر، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 1410هـ – 1990م.

– شرح التصريح على التوضيح، خالد الأزهري، المطبعة الأزهرية المصرية، القاهرة 1325هـ.

– شرح جمل الزجاجي، ابن عصفور الأشبيلي، تحقيق: صاحب أبو جناح، بدون تاريخ.

– شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع ، أبو عبد الله محمد بن عبد الملك المنتوري القيسي، تقديم وتحقيق : الصديقي سيدي فوزي، الطبعة الأولى. 2001

– شرح شافية ابن الحاجب، لرضي الدين الاسترباذي، تحقيق : محمد نور حسن، ومحمد الزفزاف، ومحمد محي الدين عبد الحميد، مطبعة حجازي، القاهرة – مصر.

– شرح شذور الذهب، للإمام ابن هشام الأنصاري، تحقيق الشيخ: محمد محي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت، لبنان، 1409هـ – 1988م.

– شرح شواهد المغني، ل جلال الدين السيوطي، تصحيح: محمود بن التلاميد الشنقيطي، تعليق: أحمد ظافر كوجان، طبعة لجنة التراث العربي، دمشق، سوريا.

– شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ، لجمال الدين محمد بن مالك، تحقيق: عدنان عبد الرحمن الدوري، مطبعة العاني، بغداد، 1397هـ – 1977م.

– شرح قطر الندى وبل الصدى، ابن هشام الأنصاري، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، مطبعة السعادة مصر 1383هـ – 1963م.

– شرح الكافية، لرضي الدين الاسترباذي، طبعة أولنغشدر 1310هـ.

– شرح المفصل، لموفق الدين بن يعيش، تحقيق الأستاذ: محمد منير، المطبعة المنيرية، القاهرة، مصر 1928م.

– شرح المفصل في صنعة الإعراب الموسوم بالتخمير، القاسم بن حسين الخوارزمي، تحقيق عبد الرحمن العثيمين، دار الغرب الإسلامي، بيروت. الطبعة الأولى. 1990

– شرح المقدمة النحوية، ابن بابشاذ، تحقيق: محمد أبو الفتوح شريف، طبعة الجهاز المركزي للكتب الجامعية، القاهرة ، مصر 1978م.

– شرح الهداية، المهدوي، تحقيق ودراسة : حازم سعيد حيدر، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى .1995

– الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب، أحمد ابن فارس، المطبعة السلفية بالقاهرة، مصر 1910م.

– الصحاح : تاج اللغة وصحاح العربية ، أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري ، تحقيق إميل بديع يعقوب، ومحمد نبيل طريفي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1999

– علم اللغة، محمود السعران، مصر. 1962

– فصول في فقه العربية: رمضان عبد التواب، الطبعة الأولى، دار الحمامي للطباعة، القاهرة، مصر 1973م.

– الفلسفة اللغوية، جورجي زيدان، تعليق: مراد كامل، مطبعة الهلال، القاهرة، مصر 1969م.

– الفيروزج شرح الأنموذج، محمد عسكر، مطبعة المدارس الملكية، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى 1289هـ.

– في خصائص الأدوات وسماتها من حيث المبنى والمعنى، تمام حسان، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.

– في صوتيات العربية، محيي الدين رمضان، مكتبة الرسالة الحديثة، عمان. 1979

– في اللهجات العربية القديمة، إبراهيم السامرائي، دار الحداثة، بيروت. الطبعة الأولى. 1994

< P > – الكتاب، سيبويه، تحقيق: عبد السلام هارون، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1982م. – الكتاب الموضح في وجوه القراءات وعللها، ابن أبي مريم، تحقيق عمر حمدان الكبيسي، الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، جدة. 1993

– الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل، الزمخشري، دار المعرفة ، بيروت، لبنان. وطبعة أخرى بتحقيق عبد الرزاق المهدي، دار إحياء التراث العربي، بيروت . 1997

– كشاف اصطلاحات العلوم والفنون، التهانوي، طبعة كلكتا – الهند 1862م.

– كشف المشكلات وإيضاح المعضلات في إعراب القرآن وعلل القراءات، علي بن الحسن الباقولي، دراسة وتحقيق :عبد القادر عبد الرحمن السعدي، دار عمار، الأردن، الطبعة الأولى 2001.

– اللهجات العربية في التراث، أحمد علم الدين الجندي، القاهرة. 1965

– اللغة العربية معناها ومبناها، تمام حسان، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1972، 1980م.

– اللمع، ابن حني، تحقيق الدكتور: حسين شرف، القاهرة، بدون تاريخ .

– المحتسب في القراءات الشاذة وعللها، ابن جني، تحقيق: علي النجدي ناصف، وعبد الحليم النجار، وعبد الفتاح شلبي، طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، مصر، 1415هـ – 199م.

– مختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع، ابن خالويه، عني بنشره ج . برجشتراسر، دار الهجرة، مصر، بدون تاريخ.

– مختصر التصريف الملوكي، ابن جني، المطابع الأزهرية، القاهرة، بدون تاريخ.

– المزهر في علوم اللغة وآدابها، السيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، وعلي محمد البجاوي، ومحمد جاد المولى، المكتبة العصرية بيروت لبنان 1412هـ – 1992م.

– المفصل، الزمخشري، دار الكتب العلمية، بيروت.

– المسائل الحلبيات، أبو علي الفارسي، تحقيق: حسن عبد الحميد هنداوي، دار القلم دمشق، دار المنارة بيروت، الطبعة الأولى 1407هـ – 1987م.

– مشاهد الإنصاف على شواهد الكشاف، محمد بن عليان المرزوقي، مطبوع بهامش الكشاف، دار المعرفة، بيروت، لبنان.

– معاني الحروف، الرماني، تحقيق: عبد الفتاح إسماعيل شلبي، مطبعة دار العلم العربي، القاهرة، مصر.

– معاني القرآن، الأخفش الأوسط، تحقيق: فائز فارس، الكويت 1400هـ – 1979م.

– معاني القرآن، أبو زكريا يحيى بن معاذ الفراء، تحقيق: محمد علي النجار، والدكتور: يوسف نجاتي، عالم الكتب، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، 1400هـ – 1980م. –

– معاني القراءات، أبو منصور الأزهري ، تحقيق :عيد مصطفى درويش، وعوض بن حمد القوزي، طبعة المحققين، الطبعة الأولى 1991

– معترك الأقران في إعجاز القرآن، ل جلال الدين السيوطي، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر.

– معجم تاج العروس، للزبيدي، تحقيق: علي هلالي، مطبعة حكومة الكويت 1386هـ – 1966م.

– معجم جمهرة اللغة، لابن دريد، دار صادر، بيروت – لبنان.

– معجم مختار الصحاح، أبو بكر الرازي، ترتيب: محمود خاطر، دار المعارف، القاهرة، مصر.

– معجم الصحاح في اللغة والعلوم، الجوهري، إعداد: نديم مرعشلي، وأسامة مرعشلي، دار الحضارة العربية ، بيروت، لبنان 1974م.

– معجم القاموس المحيط، الفيروزآبادي، ضبط وتوثيق: يوسف الشيخ، ومحمد البقاعي، دار الفكر بيروت، لبنان، 1415هـ – 1995م.

– المعجم المفصل في النحو العربي، عزيزة فوال بابيتي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1413هـ – 1992م.

– معجم المصباح المنير، للفيومي، القاهرة 1906م.

– معجم مقاييس اللغة، ابن فارس، تحقيق: عبد السلام هارون، دار إحياء الكتب العربية 1366هـ.

– معجم لسان العرب، ابن منظور، إعداد: يوسف خياط، ونديم مرعشلي، بيروت – لبنان.

– المعجم الوجيز، إعداد مجمع اللغة العربية بالقاهرة، طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم، القاهرة 1413هـ – 1992م.

– المعجم الوسيط، إعداد مجمع اللغة العربية بالقاهرة، مطبعة مصر 1380هـ – 1960م.

– مغني اللبيب، ابن هشام الأنصاري، تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد، مطبعة المدني، القاهرة، مصر.

– المقتصد شرح الإيضاح، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق: كاظم مرجان، منشورات وزارة الثقافة والإعلام العراقية 1402هـ – 1982م.

– المقتضب، أبو العباس محمد بن يزيد المبرد، تحقيق: محمد عبد الخالق عضيمة، طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة، مصر1415هـ – 1994م.

– المقرب، ابن عصفور، تحقيق: أحمد عبد الستار الجواري، وعبد الله الحبوري، مكتبة العاني، بغداد، العراق، الطبعة الأولى، 1391هـ – 1971م.

– منهج الأخفش الأوسط في الدراسات النحوية، عبد الأمير الورد، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان 1395هـ – 1975م.

– نتائج الفكر، أبو القاسم السهيلي، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، وعلي محمد عوض، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1412هـ – 1992م.

– النشر في القراءات العشر، ابن الجزري محمد بن محمد، تحقيق: علي محمد الضباع، دار الكتب العلمية، بيروت، بدون تاريخ.

– النطق بالقرآن العظيم، ضياء الدين الجماس، مركز نور الشام للكتاب، دمشق. 1993

– همع الهوامع على شرح جمع الجوامع، جلال الدين السيوطي، تصحيح: محمد بدر الدين النعساني، مطبعة الخانجي، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى 1327هـ – 1907م.

– الوافي في شرح الشاطبية، عبد الفتاح القاضي، الجهاز المركزي للكتب الجامعية والمدرسية والوسائل التعليمية، جمهورية مصر العربية. 1982

ثانيا: الرسائل العلمية والدوريات:

-البساطة والتركيب في النحو العربي، لإبراهيم محمد خفاجة، رسالة دكتوراه، كلية دار العلوم ، جامعة القاهرة، 2006م.

– سيبويه والقراءات، أحمد مكي الأنصاري ، مجلة مجمع اللغة العربية ، الجزء 34 ، نوفمبر .1974

– الهمزة بين القراء والنحاة: أكرم حمدان، مجلة الجامعة الإسلامية بغزة المجلد الثالث عشر العدد الثاني ص: (23-51)، يونيو 2005م.

([1]) الصحاح في اللغة: 1/120

([2]) لسان العرب: 9/40.

([3]) البحر المحيط: 1/643.

([4]) انظر: حاشية الخفاجي على تفسير البيضاوي المسماة ” عناية القاضي وكفاية الراضي” وتقع في ثمانية مجلدات.

([5]) الرد على النحاة: 130.

([6]) السابق: 131.

([7]) أسرار البلاغة: 379-380.

([8]) دلائل الإعجاز: ج1/121.

([9]) مغني اللبيب: 2/156-170.

([10]) الكتاب: 2/346.

([11]) الكتاب: 1/592.

([12]) رواه مالك في الموطأ، باب ما جاء في من اعترف على نفسه بالزنا، وأخرجه الحاكم والبيهقي.

([13]) ديوان حافظ إبراهيم.

([14]) من الشواهد المشتهرة لدى النحويين، انظر فيه: مغني اللبيب: 1/178، شرح ابن عقيل: 1/376، وشرح الرضى: 4/355.

([15]) لمزيد من التفصيل حول هذه المسألة، انظر: دراسات لأسلوب القرآن، للشيخ محمد عبد الخالق عضيمة، والجملة الشرطية عند النحاة العرب، لأبي أوس إبراهيم الشمسان.

([16]) انظر: ديوانه. والبيت في الخصائص: 1/23، 226، والمزهر:1/103، والصاحبي: 1/57، وابن عقيل: 1/159.

([17]) انظر: ديوانه. والبيت في العين: 1/330، وتهذيب اللغة: 3/13.

([18]) انظر: ديوانه. والبيت في شرح شافية ابن الحاجب: 4/439،واللسان: 6/96. مادة (ردس).

([19]) انظر: ديوانه. والبيت في الخصائص: 1/276، والكتاب: 1/5، واللسان:15/135، مادة (غنا).

([20]) اللسان: (قنع). والبيت في الكتاب: 1/5، والمقتضب: 1/7.

([21]) انظر: شرح شواهد سيبويه. والبيت في الخصائص: 1/23، واللسان: 10/395 مادة (برك).

([22]) اللسان: 15/ 364، 426 مادة ( شر)، وشرح شافية ابن الحاجب: 4/263،

([23]) انظر: ديوانه. والبيت في الكتاب: 1/190 باب الجزاء، والخصائص: 1/188

([24]) الكتاب: 4/421.

([25]) التصريح للأزهري: 2/397، وتوضيح المقاصد للمرادي: 6/101.

([26]) المصباح المنير للفيومي: 2/686، وتكملة تصريف الأفعال للفارسي: 4/274.

([27]) التصريح للشيخ خالد الأزهري: 2/397، توضيح المقاصد للمرادي: 6/102، تكملة تصريف الأفعال للفارسي: 4/274.

([28]) السابق: الصفحة نفسها.

([29]) اللهجات في التراث، لأحمد علم الدين الجندي: 2/700.

([30]) إن نظرة سريعة في كتاب لغات القبائل الواردة في القرآن الكريم لأبي عبد القاسم بن سلام، وكتاب اللغات في القرآن لابن حسنون لخير دليل على ذلك.

([31]) اللهجات في التراث: 2/700.

([32]) الشافية، لابن الحاجب: 3/245، والتسهيل لابن مالك: 1/260، والبحر المحيط لأبي حيان الأندلسي: 3/172، 6/176، ولسان العرب لابن منظور: 1/279، وتاج العروس للزبيدي: 1/196.

([33]) البيت في الخصائص باب تحريف الفعل: 2/438، والمقتضب: 1/55، وينسب لأبي زيد الطائي.

([34]) البيت في مجال ثعلب: 2/605 بدون نسبة.

([35]) الكتاب: 4/482-483.

([36]) معاني القرآن للأخفش: 2/399، والحجة لابن خالويه: 232، والخصائص: 1/260، والكشف: 2/80، والبحر المحيط: 6/165، ورصف المباني للمالقي: 395، ولسان العرب: 8/342، وتاج العروس: 5/445.

([37]) الكتاب: 4/482.

([38]) الكشف: 2/80، معاني القرآن للأخفش: 2/399، والبحر المحيط: 6/165.

([39]) الكتاب:4/483.

([40]) اللهجات في الكتاب: 551

([41]) في اللهجات العربية لإبراهيم أنيس: 107.

([42]) تفسير القرطبي: 7/234.

([43]) شرح أشعار الهذليين: 354.

([44]) إبراز المعاني: 386.

([45]) الكتاب: 4/483. والشافية: 3/293.

([46]) السابق: الصفحة نفسها.

([47]) البحر المحيط: 6/157، وإبراز المعاني: 385.

([48]) البيت في الخصائص: 2/286. وإصلاح المنطق لابن السكيت: 1/6، والمخصص لابن سيده: 3/392. وينسب لخفاف بن ندبة. انظر اللسان (أثر)، وتهذيب اللغة (أثر).

([49]) من قَرا يقرو، أي تَبِعَ يتبَع ، انظر: جمهرة اللغة لابن دريد 2/236.

([50]) البيت في نوادر أبي زيد: 4.، وتهذيب اللغة:5/212، واللسان:15/336، واللسان ( نفي)، وينسب لساعدة الهذلي.

([51]) البيت في ديوان الهذليين: 2/67. وانظر اللسان، مادة (حجز). والبيت له أكثر من رواية.

([52]) البيت في ديوان الهذليين: 3/95. وشرح شافية ابن الحاجب ج 3/ 79.

([53]) الكتاب: 2/439.

([54]) البيت في ديوان الهذليين : 1/83 لأبي ذؤيب الهذلي. وانظر: تهديب اللغة: 2/459، واللسان: 9/75.

([55]) البيت في معاهد التنصيص: 2/137. وفي ديوان هذيل وينسب لجنوب أخت عمرو ذي كلب.

([56]) البيت في لغة هذيل: 165، لساعدة بن جؤبة الهذلي.

([57]) البحر المحيط: 5/486.

([58]) البيت في اللسان مادة (هضل)، وينسب لأبي كبير الهذلي. وانظر: الخصائص: 1/227، ومعجم العين للخليل بن أحمد:1/74، وجمهرة اللغة:2/10.

([59]) البيت في شرح أشعار الهذليين وينسب لأبي قلابة الهذلي.

([60]) البحر المحيط: 4/369، واللهجات العربية في القراءات: 154.

([61]) الكتاب: 3/519-520.

([62]) البحر المحيط: 4/169، وتفسير القرطبي: 7/29.

([63]) الكشف: 2/30-38، والبحر: 5/458، والقرطبي: 10/35

([64]) الكتاب: 4/484

([65]) السابق : الصفحة نفسها.

([66]) انظر: الكامل للمبرد: 2/218، والمفصل للزمخشري: 10/155، والشافية: 3/246، واللسان: مادة (عنبر): 4/610، ومادة (حرث): 2/137، ومادة (قين): 12/352، وتاج العروس: 1/615، 9/316.

([67]) التصريح: 2/29.

([68]) البيت في شرح التصريح.

([69]) البيت في أمالي القالي: 2/133، واللهجات في الكتاب: 556.

([70]) البيت في الكامل: 2/218، وبينسب للحارث بن خالد المخزومي.

([71]) البيت في الخصائص: 1/310، وينسب لأبي صخر الهذلي.

([72]) البيت في الشعر والشعراء وينسب لكثير عزة.

([73]) اللهجات في التراث: 2/205.

([74]) الكتاب: 4/484، والكامل: 2/218، والمقتضب: 1/251، وأمالي الشجري: 2/4، والمفصل: 10/155، والشافية: 3/245.

([75]) اللهجات في التراث:2/703.

([76]) تاريخ الأدب العربي، لمصطفى صادق الرافعي: 1/146.

([77]) اللهجات في الكتاب: 557.

([78]) البيت في المفصل : 10/155، والمقتضب: 2/4، وينسب للفرزدق.

([79]) البيت في المفصل: 10/405، والشافية: 498، وينسب لقطري بن الفجاءة.

([80]) الكتاب: 3/499.

([81]) المقتضب: 2/322، والمفصل: 9/106، والتسهيل:1/150، والكافية: 2/335، وحاشية الدسوقي: 2/12، وحاشية الأمير: 2/28، والمحكم: 4/250، واللسان: 5/481، وتاج العروس: 1/454.

([82]) اللهجات في الكتاب: 559.

([83]) انظر: شرح ابن عقيل، 2/632 تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد.

([84]) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وابن مالك في الموطأ. وابن ماجه في سننه وأحمد في مسنده، والنسائي والترمذي في السنن.

([85]) انظر: شرح ابن عقيل، 2/632 تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد.

([86]) المنصف: 2/186.

([87]) لغة هذيل: 152.

([88]) الكتاب: 4/336-337، ومعاني الفراء: 1/90، والطبري: 3/193، والقرطبي: 2/164ن والشافية: 3/90، والبحر: 1/419، والتصريح: 2/396، والأشموني: 4/342، اللسان: 13/556.

([89]) البحر: 1/491، والتصريح: 2/396، والأشموني: 4/342، واللسان: 13/556، والتاج: 9/419، والصاحبي: 461، وإصلاح المنطق: 303.

([90]) اسم المفعول من الفعل الثلاثي المعتل العين أما يائي في الأصل وإما واوي.

([91]) هناك خلاف بين الخليل وسيبويه من جهة وبين الأخفش من جهة على المحذوف، فالمحذوف عند الخليل وسيبويه هو واو مفعول؛ لأنها زائدة، أما المحذوف عند الأخفش فهو عين الكلمة؛ لأن الواو جاءت لتحقيق معنى وما جاء لمعنى لا يحذف. واستحسن المازني وابن جني كلا الرأيين، ولكنهما ذهبا إلى أن رأي الأخفش أقيس. بينما ذهبت الباحثة صالحة غنيم إلى ترجيح الرأي الأول، وذلك لعدم لحاجة إلى كثرة التقديرات في نحو مبيع، وللحفاظ على الأصل قدر الإمكان. والواو إن جاءت لمعنى فوجود الميم الزائدة في أول اللفظة دليل على ذلك المعنى، وحسبنا أن اسم المفعول من المزيد يشتمل على هذه الميم دون الواو نحو: (مسلَّم). انظر: اللهجات في الكتاب: 560 حاشية (1).

ولمزيد من التفصيل حول هذه المسألة يمكن الرجوع للمراجع التالية:

المنصف: 1/287-291، والخصائص: 2/477، وأمالي ابن الشجري: 1/204-209، والممتع: 2/454-460، وشرح الشافية: 3/151، وتوضيح المقاصد: 6/66-67، ودرة الغواص: 77.

([92]) الكتاب: 4/348.

([93]) أمالي ابن الشجري: 1/209.

([94]) البحر المحيط: 8/364.

([95]) الكتاب: 4/349.

([96]) الخصائص: 1/260، والنصف: 1/286، وأمالي ابن الشجري: 1/209، والمفصل: 10/79، والممتع: 2/460، والتسهيل: 1/311، والشافية: 3/149، والبحر المحيط: 8/364، وأوضح المسالك: 3/344، وشرح ابن عقيل: 2/238، وشرح الأشموني: 4/325، وشذا العرف: 168.

([97]) البيت في المقتضب: 1/101، والخصائص: 1/76، وشرح الألفية لابن الناظم: 347. وينسب لعلقمة بن عبدة.

([98]) البيت في المنصف: 1/286. واللسان (مادة طيب).

([99]) البيت في الخصائص: 1/269.

([100]) الكتاب: 4/329.

([101]) نقل ذلك الرضى في شرح الشافية: 3/144.

([102]) السابق: الصفحة نفسها. وانظر المقتضب.

([103]) إصلاح المنطق: 222

([104]) الصحاح: 4/1361 مادة (دوف).

([105]) المصباح المنير: 705 مادة (صون).

([106]) السابق: الصفحة نفسها.

([107]) الخصائص: 1/270.

([108]) اللسان: مادة (عود).

([109]) أمالي ابن الشجري: 1/209.

([110]) التصريح: 2/493.

([111]) الاقتضاب: 275.

([112]) نص التاج 9/261 مادة صون: “ومصوون على التمام شاذ لا نظير له إلا مدووف ومردوف لا رابع لها وهي لغة تميم”.

([113]) درة الغواص: 78.

([114]) الممتع: 2/461.

([115]) المزهر: 1/29.

([116]) الشافية: 3/144.

([117]) شرح ابن عقيل: 4/237.

([118]) أوضح المسالك: 3/345.

([119]) اللسان: 9/108، 3/370، 13/205، والتاج: 2/477.

([120]) اللسان: 11/574ن والتاج: 8/90.

([121]) الاقتضاب: 275.

([122]) الفهرست لابن النديم: 70.

([123]) معجم قبائل العرب: 3/1262.

([124]) الخصائص: 1/270.

([125]) انظر: همع الهوامع للسيوطي ج 2/…

([126]) لغة تميم: 16.

([127]) اللسان: 15/430 آ

([128]) الكتاب 3/321، وشرح شواهد الشافية:62.

([129]) النوادر: 386، الاشتقاق: 1/67. والبيت له روايات أخرى بهمزة بعدها ألف في نهاية كل شطر.

([130]) شرح شافية ابن الحاجب 4/ 263.

([131]) اللسان مادة قطع 8/286، وتاج العروس: 5/474، وشفاء الغليل: 212.

([132]) البيت ورد في الخصائص: ، واللهجات لأنيس: 135.

([133]) البيت للبيد بن ربيعة، انظر: ديوانه، والعين: 1/101، والمزهر: 1/60، والبيت له أكثر من رواية.

([134]) الكتاب: 3/321.

([135]) اللسان مادة (قطع)، والتاج، وشفاء الغليل.

([136]) في التطور اللغوي، لبرجشتراسر: 63-64.

([137]) معاني الأخفش: 1/155، والكشف: 1/339، وأمالي ابن الشجري: 1/152، 2/163، والقرطبي: 11/200، والبحر المحيط: 1/486، و2/421، والمزهر: 2/270 واللسان: 2/91، 13/394، 439، والمصباح: 2/583-584، 643، والتاج: 1/86، 9/338، 367.

([138]) اللهجات في الكتاب: 566.

([139]) الكتاب: 4/416.

([140]) معاني القرآن: 1/118.

([141]) الكتاب:4/54، والمخصص: 14/216، والمفصل: 10/62، والممتع: 2/437، والشافية: 1/132، 3/91، والأشموني: 4/343، والتصريح: 2/396ن واللسان: 6/259، 5/299.

([142]) البيت في سر صناعة الإعراب غير منسوب: 2/537، وهو للعديل بن الفرج العجلي في الأغاني: 22/376.

([143]) البيت في الكتاب للأشهب بن رميلة: 1/186، وخزانة الأدب : 2/315، 6/7، 8/210.

([144]) البيت في سر صناعة الإعراب غير منسوب: 2/537.

([145]) انظر: إعراب القرآن للنحاس: 1/182.

([146]) انظر: المفصل للزمخشري، 1/23.

([147]) كتاب سيبويه: 1/44.

([148]) فقه اللغة، للثعالبي:506-507.

([149]) البيت في شرح أشعار الهذليين لمالك بن خالد الخزاعي.

([150]) المصدر السابق، وينسب لأبي الملثم الخذاعي.

([151]) السابق، وينسب لقيس بن العيزارة الصاهلي.

([152]) البيت لأمرئ القيس، انظر: ديوانه، وفقة اللغة: 1/78 .

([153]) فقه اللغة للثعالبي 1/ 78.

([154]) مختصر شواذ القرآن: 136.

([155]) المصدر السابق.

([156]) لغة هذيل: 152.

([157]) المخصص: 4/263.

([158]) السابق: الصفحة نفسها.

([159]) سبق الاستدلال به.

([160]) انظر مغني اللبيب لابن هشام 1/245 وما بعدها.

([161]) المصدر السابق.

([162]) المصدر السابق.

([163]) سبق الاستدلال به وهو لحسان بن ثابت.

([164]) الخصائص لابن جني 1/188.

([165]) المصدر السايق.

([166]) المصدر السايق 1/ 186.