المهرجان الدولي الأول للفن الفوتوغرافي

نظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة بشراكة مع جمعية فتوغرافيار من 21 ماي الجاري إلى 24 منه المهرجان الدولي الأول للفن الفوتوغرافي، تحت شعار:

الصورة بين  المعلومة والإثارة.

وذلك بمشاركة زهاء 150 فنانا من أكثر من عشرين دولة، من أربع قارات (السعودية، الأرجنتين، فرنسا، إنجلترا، غواتيمالا، اليابان، الإمارات، تونس، ليبيا، المغرب…)، وما يناهز 300 لوحة معروضة  في ثلاثة أروقة فنية: رواق الفنون الحديثة، رواق الفنون بالمدينة القديمة، ومؤسسة مولاي سليمان.

وقد تضمن برنامج المهرجان، معارض الصور في الأروقة الفنية والعروض الليلية في الساحات العمومية الكبرى بوسط مدينة وجدة، إضافة إلى العديد من الندوات والموائد المستديرة العلمية، والورشات التكوينية في تقنيات الصورة والتصوير الفوتوغرافي، مما جعله وفيا للأهداف المسطرة من اللجنة المنظمة في هذا المهرجان الدولي، وذلك بالدفع بثقافة الصورة المرئية لتأخذ مكانها ضمن الثقافة الإعلامية المغربية، من خلال المساهمة في التربية الجمالية والرقي بالذوق الجمهور واستغلال التصوير كوسيلة لتحسيس الجمهور ..

ففي الجلسة الافتتاحية التي تميزت بحضور ثلة من والفنانين والأساتذة والباحثين والمسؤولين يتقدمهم السيد والي الجهة الشرقية الرئيس الشرفي للمهرجان الدولي الأول للفن الفوتوغرافي والعديد من رجال السلطة المحلية، تم التأكيد خلال الكلمات التي ألقيت من قبل الدكتور سمير بودينار رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية والأستاذة سعاد فارس عن اللجنة المنظمة والأستاذ باهي رحال مدير المهرجان على أن هذا الحدث الفني ليس حدثا عابرا بل يشكل بالنسبة للجهة وللوطن حدثا استثنائيا باعتباره المهرجان الأول على الصعيد الوطني الذي يحتفي بالصورة وبالفنانين الفوتوغرافيين، كما أنه يؤرخ لمرحلة جديدة في اهتمامات المركز الفنية باستضافته لهذه الثلة من الفنانين المغاربة المحليين والوطنيين والدوليين.

وكانت الندوة الأولى تحت عنوان : حقوق الصورة، في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، أطرها الأساتذة: كلود كوربيي من فرنسا وحميد حاجي و خالد أوحميدو وعدنان بوتنظر ومن تسيير الدكتور عبد الحق جناتي الإدريسي قد تناولت العديد من القضايا القانونية المرتبطة بالتصوير الفوتوغرافي عبر مداخلات محورية معنونة على التوالي:

•       المبادئ القانونية للحق في الصورة

•       الحق في الصورة والحق في الإعلام

•       الحق في الصورة والانترنيت

•       الحق في الصورة أمام المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان

وقد اتفقت كل المداخلات التي تناولت عدة زوايا تتعلق بالحق في الصورة في الأماكن الخاصة والعامة، ومن خلال مقاربة النصوص القانونية الفرنسية والمغربية أثبت المحاضرون وجود مجموعة من الثغرات التي تجعل النص ناقصا في معالجة كل الحالات المطروحة في الواقع العملي.

في حين شهد اليوم الثاني ورشة لاستثمار الصور الفوتوغرافية في لوحات فنية تشكيلية، وأطرت الورشة  الفنانة الفوتوغرافية الفرنسية: “أوريلي”، في حين شهدت الفترة المسائية ورشة في كيفية تسيير أروقة الفنون المعاصرة، من خلال تقديم الجديد في تطوير الفن الفوتوغرافي خاصة على المستوى الإعلامي والتجاري، وقد كانت هذه الورشة من تأطير كل من الفنان الفوتوغرافي الفرنسي “باتريس لوبون”، والدكتور حادو عبد الرازق.

كما شهد فضاء المركب الثقافي ندوة علمية حول الصورة المتسامية، والتي أطرها كل من الدكتور مولاي أحمد الكامون، والأستاذ حماد يوجيل، ومدير الأروقة الدمشقية الأستاذ محمود سالم، والفنانة الفوتوغرافية زكا كحالة من سوريا…

وقد خصص منظمو المهرجان يوما لزيارة واحة تكافيت بإقليم جرادة، التي خصصت للفانين الفوتوغرافين بمقر العمالة وقد ارتأى المنظمون تخصيص هذه المنطقة بالزيارة من أجل إبراز المقومات السياحية والثقافية والفنية للمنطقة، من أجل مواكبة مجهودات التنمية البشرية الذي تنخرط فيه الجهة الشرقية في إطار المبادرة الوطنية.

وقد اختتمت مساء يوم الأحد 24 ماي فعاليات المهرجان بأمسية فنية، وزعت فيه جوائز على الفنانين المشاركين فكانت الجائزة الكبرى من نصيب صورة فنية للفنان المغربي مصطفى مسكين، بينما كانت جائزة الصورة التاريخية من نصيب الأستاذة نزهة الشامي وهي صورة تاريخية لمدينة وجدة، أما جائزة الصورة الصحفية من نصيب الفنانة الفرنسية “سـندرا”، وهي صورة لإحدى ضحايا حرب الشوارع بغواتيمالا، ولم يغب عن إدارة المهرجان تخصيص جائزة للمواهب الفنية الصاعدة، دعما وتشجيعا،  وقد حصل عليها الفنان يونس الرامي من الرباط، وقد عمد الفنانون إلى اختيار الشخصية الفنية المتميزة خلال المهرجان وكانت من نصيب الفنان الليبي “عبد المجيد فراجاني”.   

وللإشارة فإن الفعالية تضمنت إلى جانب الاحتفاء والتكريم سواء للفنانين أم الجهات الداعمة والمنظمة للمهرجان،كلمات ختامية أشادت بنجاح هذا المهرجان وخرجت بتوصيات أهمها إنشاء نواة للفنانين الفوتوغرافيين العرب بمقر مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، وتخصيص رواق فني للعرض الدائم بمقر المركز  أيضا، مع الدعوة إلى تسطير ميثاق يضبط أخلاقيات الممارسة الفوتوغرافية تستحضر حرية التعبير ولا تخدش الخصوصيات، مع مواكبة هذا الفن بدراسات وبحوث أكاديمية