تحديات الفكر الإنساني والاستجابة المطلوبة

عقد مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية يوم الخميس20 ابريل 2006، على الساعة الرابعة و النصف مساء لقاء مفتوح مع الأستاذ مصطفى المرابط، في موضوع :

تحديات الفكر الإنساني والاستجابة المطلوبة .

 وقد حضر هذا اللقاء مجموعة من الأساتذة والباحثين.

وقد أشار الدكتور المرابط في البداية  إلى التحولات النوعية التي عرفها العالم المعاصر و تأثيرها على العالم الإسلامي. والذي جعلت منه في قلب الشأن العالمي, أي من جهة ثقافته، وعليه أثار سؤالا جوهريا يتعلق بنوعية الحضور الإسلام في تشكل العالم الجديد؟ وطبيعة المسؤولية الملقــاة على عاتق المسلمين لتحديد نوع هذا الحضور.ومن ثم ضرورة التفكير في كيفية الحضور الإسلامي، التي تقتضي ضرورة إعادة النظر في النماذج التفسيرية التي يقرأبها العالم.

كما تحدث عن عجز المسلمين عن قراءة أحداث العالم قراءة موضوعية لا يعود الى عدم قدرة الباحث على ذلك و انما يرجع اساسا الى استنفاد هذه النماذج التفسيرية. الإشارة إلى عدم استيعاب الغرب لردود افعال المسلمين امام الأحداث المتسارعة(نموذج الرسوم الكاريكاتورية).

النموذج التفسيري الجديد الذي يمكن به قراءة العالم و احداثه قراءة صحيحة.هو ضرورة استحضار الجانب الثقافي و القيمي لدينا. وفي هذا الإطار استعراض ايجابيات المعيار الثقافي(نموذج فرنسا و المسلمين بها).

وتحدث المحاضر أيضا عن الخلفية التي تقدمها لنا الصور الكاريكاتورية، وهي بالأساس صورة نمطية تشكل كل طرف على حدة، وإمكانية وضع حـــد لعلاقة التوتر بين العالمين الإسلامي و الغربي بتصحيح المخيال الجمعي. ومركزا على أهمية ودور الباحثين في المساهمة في بناء صرح علاقة الود و الاحترام مع الآخر و يـــأتي عن طريق وعي الباحث بتحديات العصر مع معرفة دقيقة بتاريخه و تاريخ الآخر.

ثم طرح المحاضر سؤالا جوهريا هو:كيف يمكن أن نخلق مسافة للتواصل بين الغرب و العالم الإسلامي؟

وأجاب عن هذا التساؤل في إشارته للواجهات الثلاث التي يمكن من خلالها يتم تحقيق هذا التواصل و هي:

1- الوجهة الفكرية لترسم لنا المخاييل الجمعية, وكيف تشكلت هذه الصور النمطية.

2- العمل على تفكيك هذه المخاييل:ما هي العناصر التي بنيت بها و تشكلت من خلالها, ومعرفة طبيعتها.

3- إعادة بناء صور نمطية جديدة ايجابية تعارفية تدافعية, مع التركيز على الجانب الفني في هذا البناء(السينما,الإشهار,الفن التشكيلي,الإعلام…).

وأكد في الأخير على ضرورة  تحميل الباحثين مسؤولية المشاركة في تصحيح الصورة النمطية عند المسلمين.ثم فتح مجال المداخــــلات التي يمكن حصرها في النقاط التالية:

كيف نوجه إنتاج المعرفة في تكوين جيل جديد؟

ضرورة مراجعة العقلية السائدة و تغيير معطيات بوضع منظومة أخلاقية.

ما هي المحاولات الممكنة للخروج من هذه الدوامة؟

كيف يمكن لنا تصحيح المخيال؟

كيف يمكن تحقيق علاقة ود و احترام مع الآخر و اسرائيل لا تزال سرطانا ينخر في جسد الأمة الإسلامية؟

الإشارة إلى دور الأخلاق الإسلامية في تغيير الصور النمطية.

ما هو دور العقيدة الإسلامية في تكوين جيل رسالي؟و كيف لنا ان نجد في هذا الباب؟

وكان جواب الأستاذ مصطفى المرابط ممهدا بكلمة شكر خاصة للباحثين، الذين نبهوه إلى نقاط جزئية بالغة الأهمية والدقة مع تأكيده على أن إجابته ستكون مختصرة ومجملة.

وعليه كان تركيزه على ما يلي:

– مسالة الثقافة و دور المثقف في التجربة الإسلامية.

– أثار سؤالا جوهريا:لماذا ظل المثقف متعاليا و مرفوضا من قبل المجتمع؟لماذا لا يكون المثقف ضمير المجتمع؟

– قدم مجموعة من التوجيهات المنهجية لقراءة المجتمع قراءة صحيحة .

– الدعوة إلى مراجعة مفهوم الأمة في مجتمعاتنا.