وزير الاتصال يحاضر بوجدة حول موضوع الإعلام وتحديات الهوية في ظل الثورة التكنولوجية

أبرز السيد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مساء أمس الجمعة 30 نونبر 2013 بوجدة، آثار الثورة التكنولوجية الحالية على الهوية المغربية وقدرة النموذج المغربي على الإشعاع و الانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى. وقال السيد الخلفي، خلال محاضرة افتتاحية للموسم العلمي 2014 لمركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية بوجدة أطرها بعنوان “الاعلام وتحديات الهوية في ظل الثورة التكنولوجية”، “إننا إزاء فرصة قد تفتح آفاقا أكبر للنموذج المغربي المتميز بتنوعه وتعدديته، كما نحن إزاء تهديد قد ينتج عنه محونا من خريطة الثقافات الحية والمعاصرة وإدخالنا إلى متحف التاريخ”. وأوضح أن هذه الثورة التكنولوجية المتسارعة في مجال الإعلام تغير بشكل يومي منظومات الإنتاج والبث والاستهلاك مما ينتج عنه تغير عميق في منظومة التأثير والتفاعل، مشيرا إلى أنه بدون استيعاب لهذه التحولات التكنولوجية وبشكل استباقي “نكون مهددين بأن نصبح على هامش حركة التاريخ”. واستعرض في هذا المجال مختلف نماذج هذه التحولات التكنولوجية المتسارعة، التي تغير بشكل جدري منظومات الانتاج والبث والاستهلاك والتأثير والتمويل، من قبيل التلفزيون المرتبط بالأنترنت والمواقع الاجتماعية والتلفزيون الرقمي الذي يجعل الإنسان هو الذي يصنع القناة التي يريد متابعتها وتصبح هي نافذته على العالم. وأشار إلى أن هذه التحولات التكنولوجية تترتب عنها مجموعة من التحديات منها ما يرتبط بالتعددية والتنوع الثقافي وهو ما يجب الحفاظ عليه عن طريق مضاعفة الانتاج والابداع لضمان الاستمرارية والوجود ضمن خريطة الثقافات العالمية، وكذا بالحرية والمسؤولية خاصة أن هذه الثورة التكنولوجية تفتح مجالا أوسع للحرية لكن في المقابل ممارسة هذه الحرية تطرح تحديات كبيرة على مستوى المسؤولية. وأكد أن الحفاظ على الهوية وما يرتبط بها، كتحدي آخر ناجم عن الثورة التكنولوجية، ينبغي أن يتحقق بمنظور تشجيع الإبداع المتجدد الذي من خلاله يمكن أن نحافظ على الهوية المغربية ونقدم النموذج المغربي إلى العالم. وخلص السيد الخلفي إلى الحديث عن التحديات الأخرى الناجمة عن هذه التحولات التكنولوجية والمرتبطة بالمهنية والتنافسية وكذا السيادة الرقمية من خلال تقديم إنتاج إعلامي ذي جودة عالية يمكن من إشعاع أكبر للنموذج المغربي على المستوى العربي والمتوسطي والقاري. ويتضمن البرنامج العلمي للمركز مجموعة من الأنشطة المتنوعة والمشاريع البحثية والدورات التكوينية والمعارض والمهرجانات والتي تحاول بمجملها ملامسة مجالات ومختلف الأسئلة المجتمعية.