نقـــد النقـــد : فـــي التكون والاشتغال

د. محمد مريني

0- مقدمة:

0-1- سئل أبو حيان التوحيدي قديما عن بعض القضايا المتصلة بمراتب النثر والشعر، ومواطن الاختلاف والائتلاف بينهما، ووظيفة كل منهما فرد على ذلك بقوله : إن الكلام على الكلام صعب. وحين سئل : لم؟ قال : “لأن الكلام على الأمور المعتمد فيها على صور الأمور وشكولها التي تنقسم بين المعقول وبين ما يكون بالحس ممكن، وفضاء هذا متسع والمجال فيه مختلف، فأما الكلام على الكلام، فإنه يدور على نفسه، ويلتبس بعضه ببعض، ولهذا شق النحو وأشبه النحو من المنطق”[1].

كان أبو حيان التوحيدي من خلال القولة السالفة يشعر بصعوبة “الكلام على الكلام”، وأن هذا النوع من الكلام الأخير له ميزة خاصة تختلف عن الكلام في مستواه الأول، وذلك بالنظر إلى طبيعة موضوعه وأدواته النظرية والمنهجية والمصطلحية.

0-2- تكرر هذا الإحساس لدى نقاد عرب وغربيين، في العصر الحديث، حينما أرادوا الحديث عن منهج نقد النقد. هذا ما يمكن استنتاجه من حديث “رونيه ويليك” و “أوستين وارين” عن “الأدب والدراسات الأدبية”[2]. وهذا ما أشار إليه أحد الباحثين العرب حديثا، وهو يبحث في “النقد البنيوي والنص الروائي”، فقد تحدث عن بعض الصعوبات التي اعترضت بحثه، فأشار إلى صعوبة إيجاد منهج ينسجم مع البنيات النقدية المتباينة : “فما هو المنهج الذي يمكن أن يساعد على مواجهة هذا المتن النقدي المختلف البنيات؟ كيف يجب اقتحامه والدخول في حوار نقدي معه؟ كيف يتناول المنهج جميع عناصر البنية النقدية دون الوقوع في الفوضى والتكرار؟ كيف يجمع بين المنهج البنيوي والحوار النقدي”[3].

إنها صعوبات يمكن أن تعترض أي باحث في مجال نقد النقد، وتطرح أكثر من سؤال حول منهجية التعامل مع الأعمال النقدية موضوع البحث. وقبل عرض المقاربات المنهجية التي اعتمدها الباحثون في الموضوع، أرى من المناسب – في البداية- الوقوف عند الدلالات والأبعاد الاصطلاحية والتداولية لهذا الزوج المفهومي “نقد النقد”، فقد “صار مقبولا منذ مدة، عند الباحثين الإبيستمولوجيين والمهتمين بمناهج العلوم، القول إن “طبيعة الموضوع هي التي تحدد المنهج”. وإذن فالخطوة الأولى في كل بحث علمي هي تحديد الموضوع والتعرف على طبيعته”[4].

1- المصطلـــح

1-1- يمكن اعتبار هذا المصطلح حديث الميلاد نسبيا. صحيح، قد نجد من استعمله في الغرب منذ العقد السادس من القرن العشرين، لكنه كان استعمالا يطغى عليه الطابع العفوي، في غياب أي تأطير نظري.

فقد أشار “سيرج دوبروفسكي Serge Dobrovsky” – في سياق السجال الذي كانت قد أثارته كتابات “بارت R.Barthes” حول النقد الجديد(1965)- إلى أن ما نحتاج إليه هو “نقد النقد”[5]، الذي يعنى “بتقويم المناهج المختلفة التي تحكم النقد المعاصر، مع النظر في فلسفة تلك المناهج وتطبيقاتها”[6]. سيظهر هذا المفهوم باصطلاح آخر هو” نقد الأفكار الأدبية”، في كتاب لـ “مارينو أدريان Marino Adrian”[7] (سنة 1977)، وهو كتاب يعتبره “إعادة بناء للمراحل الأخيرة للتفكير النقدي”، وذلك من خلال “نقد الوعي النقدي للأدب”[8]. وستظهر – بعد ذلك- في العقد الثامن من القرن العشرين العديد من الكتب التي تشتغل على النصوص النقدية، مثل كتاب “جون إيف تاديي Jean Yves Tadié” “النقد الأدبي في القرن العشرين”[9] و “نقد النقد” لـ “تزفتان تودوروف Tzfetan Todorov”[10]… لكن الملاحظ أن هذه الكتابات لم تتعرض لمفهوم “نقد النقد” على نحو تنظيري مستقل . ويبقى أهم كتاب تناول هذا الجانب هو كتاب “السكندرسكو S. Alescanderscu”[11] .

1-2- وقبل تفصيل الحديث في الأبعاد الدلالية لمصطلح ”نقد النقد” ومفهومه وأشكال توظيفه عند الباحثين الغربيين الذين تمت الإشارة إليهم سابقا، نقف عند أشكال حضوره ومستويات تداوله في النقد العربي الحديث. نميز في هذا الإطار بين مرحلتين :

1-2-1 مرحلة الاستعمال العفوي لهذا الزوج الاصطلاحي “نقد النقد”، في العقدين الرابع والخامس من القرن العشرين، وهو استعمال ينطلق من المعنى اللغوي للمصطلح، دون استيعاب لأسسه النقدية والفلسفية :

– فقد تحدت عباس محمود العقاد – في مقدمة ديوانه بعد الأعاصير- عن العصبية والهوى والذاتية في النقد المعاصر، وهو يرى أنه لا محيص من “نقد النقد”، لتقرير قيمة الأدب والفن[12].

– كما كتب الأستاذ أمين الخولي مقالات على صفحات جريدة “الأهرام” كان موضوعها”نقد النقد”، ومدى عبث المحترفين لصناعة النقد بهذا الفن الجميل”[13].

– كما أشار محمد غنيمي هلال إلى ضرورة الاستفادة من نظريات النقد في العصور المختلفة، والمفاضلة بينها لاستخلاص الحقائق الموضوعية التي تكون دعامة لذوق سليم… هذا العمل يسميه غنيمي هلال “نقد النقد”[14].

– وقد كتب عبد العزيز قلقيلة كتابا نص في عنوانه على المصطلح المذكور: “نقد النقد في التراث العربي”[15].. وهو يفهم ”نقد النقد” فهما خاصا؛ إذ يقصد به – كما عبر عن ذلك في مقدمة الكتاب- “تلك الكتب النقدية التي ألفها أصحابها مفندين بها كتبا أخرى [ !]”[16].

1-2-2- ستظهر – بعد ذلك- في العقدين الثامن والتاسع من القرن العشرين دراسات نقدية تستعمل مصطلح ”نقد النقد”، ضمن منظور يأخذ بعين الاعتبار طبيعة هذا المبحث النقدي المتميز. وهي دراسات تجمع – في الغالب- بين التأطير النظري للمصطلح، وبين الممارسة التحليلية التي تشتغل على نصوص نقدية معينة، وهي أعمال سنعود إلى الحديث عنها في موضع لاحق من هذا البحث ولا شك في أن هذه الأبحاث قد حاولت تشييد ملامح خطاب نقد النقد في الأدب العربي الحديث، وذلك بهدف اكسابه وضعيته الاعتبارية الخاصة ضمن مكونات الحقل الأدبي.

2- المفهـــــــوم

2-1- ما هي دلالات هذا الزوج الاصطلاحي “نقد النقد”؟ وما هي علاقته بموضوعه (الذي هو النقد الأدبي)؟ وما هي علاقته بالأدب؟

“نقد النقد” خطاب واصف للنقد، إنه خطاب يجعل من النصوص النقدية مدار اشتغاله، وهذا ما يتضح مما ذكره “السكندرسكو S. Alescandrescu” في تحديده لنقد النقد باعتباره “خطابا ما ورائيا يرتهن وجوده بوجود خطاب آخر”[17]. وفي كون وظيفته تتجسد في “شرح الخطاب الموضوع وتفسيره”[18]. ويبقى مبرر وجود ”نقد النقد” هو وجود “النقد ذاته” وفي حالة غياب النقد ”تنتفي ضرورة خطاب ما ورائي حوله”[19].

يثير هذا التحديد بعض القضايا المتصلة بالعلاقة بين ”نقد النقد” و”النقد”. وهي علاقة تطرح بعض الالتباس من أن يصبح العلم مطابقا لموضوعه. نقول – في هذا الإطار- إن هذين المجالين لا يمكن لهما أن يتماهيا تماهيا مطلقا لا في الموضوع، ولا في الأسس المعرفية الفلسفية، ولا في الأدوات المنهجية والإجرائية. لكن في الوقت نفسه، لا يمكن تصور فصل مطلق بين ”نقد النقد” و ”النقد”، وإنما يمكن أن نتصور العلاقة بينهما في حدود التشبيه الذي أعطاه “نورث روب فراي” لتوضيح العلاقة بين علم الفزياء وموضوعه، الذي هو الطبيعة : فالفزياء كيان منظم من المعرفة عن الطبيعة وليس الطبيعة[20].

2-2- ما هو النقد؟

يقول رولان بارت R. Barthes : ” يتحدث الروائي أو الشاعر عن أشياء وظواهر، سواء كانت خيالية أو حقيقية […] إن العالم موجود والكاتب يتكلم، هذا هو الأدب. أما هدف النقد فمختلف جدا، فهو لا يتعامل مع العالم، بل مع الصياغات اللغوية التي قام بها آخرون، إنه خطاب على خطاب La critique est discours sur un discours إنه لغة ثانية، أو لغة ما ورائية كما يقول علماء المنطلق”[21].

وإذا كان ”النقد” لغة ثانية تشتغل على لغة أولى هي “الإبداع الأدبي”، فإن ”نقد النقد” لغة ثالثة تشتغل على “نقد الإبداع”. لكن، رغم اختلافهما في الموضوع فهما يتفقان من حيث طبيعة الخطاب القائم على أسس نظرية وأدوات إجرائية تؤطر الممارسة التحليلية. لذلك فإن ”النقد” و “نقد النقد” يتوسلان بنفس آليات الحجاج والتدليل التي تحقق مقصدية الإقناع ولتأكيد ذلك نشير هنا إلى أن رولان بارت قد تحدث في بعض كتاباته عن العلاقة القائمة بين النقد وعلم المنطق[22].

2-3- وبقدر ما يكون التساؤل عن مفهوم النقد مشروعا لفهم ”نقد النقد”، فإن التساؤل عن الأدب ضروري لفهم النقد، ومن ثم نقد النقد:

يرى رولان بارث أن النقد والأدب ”يلتقيان داخل الشروط الصعبة نفسها في مواجهة الموضوع نفسه، وهو اللغة”[23]. غير أن هناك اختلافا بين الأديب والناقد على مستوى طريقة تعاملهما مع هذه اللغة. فالخطاب الإبداعي الأدبي تطغى عليه “الوظيفة الشعرية” Fonction Poétique، بتعبير ”جاكبسون Jakobson”، ومن ثم يكون هناك اهتمام بتحقيق أدبية النص، في حين يفترض في الخطاب النقدي التركيز على الوظيفة المرجعية Fonction référentielle[24]. اللغة هنا ذات طبيعة إخبارية واصفة[25].

لكن، مع ذلك يبقى الحديث عن الأدب، تعريفا وتنظيرا وممارسة – هو في النهاية- شأن من شؤون النقد. بل تبدو المسألة أعمق من ذلك في نظر تودوروف حين يربط بين النظرة للأدب والنقد، فيقول : “إن تغيير صورتنا النقدية ليس ممكنا إلا إذا جرى تحويل في الوقت نفسه للفكرة المكونة عن الأدب”[26].

إن الحديث عن مفهوم نقد النقد يستلزم إثارة بعض الجوانب المتعلقة بالتصورات المنهجية، وذك على اعتبار أن هذه الممارسة التحليلية تستلزم – على حد تعبير أدريان مارينو- “وجود تصور مساعد […] يتم الاشتغال عليه كبرنامج وكمنهجية علمية خاصة”[27].

3- المقاربــــة المنهجيـــــة :

يمكن القول عن المنطلقات المنهجية المعتمدة في نقد النقد أنها لا تخرج عن واحدة من الخيارات المنهجية التالية :

– المقاربة الوصفية.

– المقاربة الإيديولوجية.

– المقاربة الإبيستيمولوجية.

وفيما يلي تفصيل الحديث عن هذه المقاربات الثلاث، مع تقديم أمثلة من النقدين العربي والغربي، وتحليل نموذج يمكن أن يكتسي طابعا تمثيليا لكل مقاربة من المقاربات المذكورة :

3-1- المقاربة الو صفية:

نسميها كذلك، لأن هذه القراءة هي أقرب إلى ”الوصف” و”الاستنساخ”، منه إلى القراءة التحليلية القائمة على التحليل والتعليل والتأويل؛ إذ يكون هدف ناقد النقد هنا هو الحرص على إعادة إنتاج النصوص النقدية ب “أمانة” وب “أقل تدخل ممكن”، دون أن يتقيد بأي نظام منهجي معين. وتصبح الممارسة النقدية هنا أقرب إلى التأملية والانطباعية، في غياب تام للضوابط المنهجية التي تضبط عملية نقد النقد. ولعل هؤلاء ينطلقون من فهم (أو وهم) مفاده أن التقيد بالمنهج هو من اختصاص ”ناقد الإبداع” وليس ”ناقد النقد”، ذلك أن المادة التي يشتغلون عليها هي النصوص النقدية التطبيقية، لا النصوص الإبداعية التي تستلزم منهجا معينا في قراءتها وتحليلها.

نصادف هذا النوع من النقد في بعض الكتب النقدية العربية التي نحت منحى التعريف بالمذاهب والاتجاهات النقدية الغربية المعاصرة، من خلال رصد مختلف الممارسات النقدية وتصنيفها بحسب مرجعياتها التاريخية، أو الاجتماعية، أو النفسية، أو اللغوية….إلخ[28].

كما نصادف هذا النوع من الدراسات في الكتب التي اهتمت بإعادة قراءة النقد العربي القديم، وهي دراسات ظهرت منذ أوائل القرن العشرين، لكنها تصدر عن نفس الأطر المعرفية والمنهجية القديمة، ولا تستثمر المكتسبات المنهجية والتحليلية التي أخصبتها المعرفة النقدية الحديثة[29]. كما ظهرت بعض الدراسات التي تهتم بدراسة النصوص النقدية العربية الحديثة، من خلال العمل على تأطير هذه النصوص ضمن اتجاهات نقدية مختلفة، مطابقة للتصنيفات المتداولة في النقد الغربي الحديث[30].

لتسليط الضوء أكثر على هذه الجوانب، سننطلق من مثال نحدد من خلاله العناصر المنهجية لهذه المقاربة في نقد النقد؛ وقد وقع اختيارنا هنا على كتاب “النقد الأدبي الحديث أصوله واتجاهاته” للدكتور أحمد كمال زكي، وذلك بالنظر إلى مواصفاته التمثيلية.

ويهمنا على الخصوص القسم الثاني من الكتاب، وفيه يتحدث عن اتجاهات ومناهج النقد العربي الحديث وهي (المنهج التكاملي- المنهج الاجتماعي- المنهج النفسي- المنهج الانطباعي).

لقد اعتمد الناقد في تحليله على نماذج وأمثلة لكل منهج من المناهج السالفة الذكر، لكن المؤلف يقف حائرا وهو يبحث عن الطريقة – أو الأسلوب على حد تعبيره- الذي يمكن أن يدرس من خلاله تلك النماذج. لنتأمل ما ذكره في مقدمة الكتاب :

” ومن ثم يكون أمامنا أن نتعرف بادئ ذي بدء على بعض الخطوط العريضة التي تساعد على فهم “الأسلوب” الذي أخرج به الكتاب ولنسمه فكرا نقديا أو منهجا خاصا في النقد أو نزعة نقدية. فالتسميات لا تهم، أو لعلها توحي بشيء ربما لا يكون مقصودا لذاته، وتظل القضية مطروحة أو قائمة ويظل الحل بعيدا غير محتمل . وفي كل الحالات أو أيها – إن شئنا- يؤاخذ الكتاب لأنه لم يبين الغاية ولم يحدد الهدف. وأحسب أنه قد آن الأوان لنزعم أن النقد عندنا نقدان والنقاد نوعان – والحصر هنا مقبول فيما أظن- نقد تطبيقي يقوم على رصد الأعمال الأدبية، مناقشتها والحكم عليها، ونقد تأصيلي أو تشريعي يتحول الناقد فيه إلى مشرع وفيلسوف. وأما النوع الأول من النقاد فهم الذين يتلقفون النتاج الأدبي ويفسرونه أو يحللونه، والنوع الثاني منهم يختار من الآثار الأدبية ما يمكن أن يرسم منهجا أو يثير قضية أو يكشف عن فكر نقدي متكامل ينتفع به الأدباء والمتأدبون”[31].

هذه الفقرة الطويلة المقتطفة من الكتاب تسمح بإبداء جملة من الملاحظات:

– على مستوى المصطلح، يبدو الناقد حائرا في اختيار المصطلح المناسب للعمل الذي يقوم به، هل يسميه ، ”فكرا نقديا” أو “منهجا خاصا في النقد” أو “نزعة نقدية”؟ ! كأنه لا زال لم يهتد بعد إلى الميدان الذي يشتغل فيه.

– لكن على مستوى المفهوم، نلاحظ أن الكاتب يثير قضايا هي من صميم المواضيع التي يشتغل عليها ناقد النقد، مثل إشارته إلى وجود نوعين من النقد : “نقد تطبيقي” “يقوم على رصد الأعمال الأدبية ومناقشتها والحكم عليه”. “ونقد تأصيلي” “يتحول الناقد فيه إلى مشرع وفيلسوف”. إذن، على مستوى التصور يلاحظ أن الناقد يدرك الفرق الموجود بين “نقد الإبداع” و “نقد النقد”، وأن هذا النوع الأخير في مستوى ثان من الممارسة النقدية، مما يطرح جملة من المشاكل والصعوبات لا تعترض الناقد في المستوى الأول. لهذا يستعمل مصطلحات دالة على التقدير الكبير للدور الذي يقوم به ناقد من هذا النوع؛ من هذه المصطلحات ”فيلسوف”، ”مشرع”، ”تأصيل”… ثم إن من مهام ناقد النقد التنظير للأدب وتوجيه النقاد؛ إذ يمكن له – حسب تعبير الدكتور- أن “يرسم منهجا أو يثير قضية أو يكشف عن فكر نقدي متكامل ينتفع به الأدباء والمتأدبون”.

إن كتاب الدكتور أحمد كمال زكي مثال للدراسات النقدية التي يكتفي فيها الناقد بممارسة عملية نقد النقد، في غياب تصور منهجي يمكن من ضبط عملية التحليل. فالناقد يكتفي باستعراض ووصف الأعمال النقدية انطلاقا من الاتجاهات التي يكتب من خلالها النقاد، لكن عملية الوصف هنا تبقى في حدودها البسيطة، في غياب الأبعاد التحليلية الإبستمولوجية . ولا شك في أن اعتماد هذه الطريقة في نقد النقد لن تقدم خدمة كبيرة للمعرفة النقدية. فهي تكتفي بإعادة عرض ما قدمه الناقد بصورة تكون في الغالب مخلة ودون المستوى الذي كانت عليه المادة النقدية في صورتها الأصلية. وهي بسبب ذلك غير قادرة على تأسيس واكتشاف معرفة جديدة بالمادة النقدية .

3-2- المقاربة الإيديولوجية :

تستند الدراسات التي كتبت ضمن هذا المنظور – بشكل أو بآخر- إلى المرجعية الماركسية، سواء في صيغتها الإيديولوجية التقليديــة، أو في نسختها المنقحة، ضمن البنيوية التكوينية. ولا شك في أن الأمثلة لهذا النوع كثيرة، سواء في النقد الغربي أم العربــــي :

3-2-1- فعلى مستوى النقد الغربي، يمكن الإشارة إلى كتاب “أفنرزيس Avner Ziss”[32]، إذ يقدم فيه قراءة تحليلية لنصوص نقدية، من منظور إيديولوجي ماركسي. كما يمكن الإشارة هنا إلى “لوسيان غولدمانLucien Goldman” الذي أعاد قراءة النصوص النقدية لـ “جورج لوكاتش G. Lukacs” ضمن المقاربة البنيوية التكوينية[33] . نشير أيضا إلى ”بيير زيما Pièrre Zima” وكتابه ”الوجيز في علم اجتماع النص”، وقد حاول من خلاله تقديم قراءة لإسهامات عدد من النقاد الاجتماعيين، ثم إعادة تركيب وصياغة هذه النصوص في إطار ما يسميه ”سوسيولوجية النص”[34]. كما أن “بيير ماشيري P. Macherey” يعيد قراءة مفهوم “المرآة” عند لينين، ضمن منظور يأخذ بعين الاعتبار معطيات الدرس اللغوي الحديث[35].

3-2-1- أما على مستوى النقد العربي، فهناك نقاد مارسوا ”نقد النقد” انطلاقا من المنظور الماركسي التقليدي منهم –على الخصوص- نبيل سليمان في كتابه “مساهمة في نقد النقد الأدبي”[36] و”غالي شكري” في كتابه ”سوسيولوجيا النقد العربي الحديث”[37]. ومع انحسار المنظور الماركسي الدوغمائي، وظهور مقاربات نقدية تخفف من غلواء المطابقة الآلية بين الفكر والواقع المادي، ظهرت في العالم العربي دراسات في نقد النقد تتبنى البنيوية التكوينية كأداة للتحليل . نشير هنا – على سبيل المثال لا الحصر- إلى ما قام به “محمد برادة” في دراسته عن ”محمد مندور وتنظير النقد العربي”[38].

يمكن القول : إن هذا الاختيار غير سليم من الناحية المنهجية؛ لأن ناقد النقد يعتمد هنا منهجا من مناهج نقد الإبداع الأدبي.

إنه من غير العلمي أن يحاكم النقد الأدبي بمنهج من المناهج الخاصة بالإبداع الأدبي. إن ناقد النقد من هذا النوع يفتقد الموضوعية العلمية، لأن موقفه يكون محددا سلفا، وبالتالي فإنه سيقوم نقاد الإبداع حسب قربهم أو بعدهم عن الموقف المنهجي الذي يتبناه، وتصبح الممارسة النقدية من هذا النوع ذات طبيعة نفعية براغماتية. إن مثل هذا الموقف يوقع أصحابه – عن قصد أو غير قصد- في خلط منهجي بين مستوى ”نقد الإبداع” و مستوى ”نقد النقد”.

في المستوى الأول، نجد الناقد -في الغالب- ينطلق من إيديولوجية معينة، لذلك نقول مع “جورج طرابيشي”: “لا يمكن أن يوجد ناقد لا يحمل بين دفتي عقله إيديولوجية ما. لكن ما لا يجب أن يغيب عن البال أن الأثر الأدبي حامل هو أيضا للإيديولوجية، فلا وجود لعمل أدبي بريء. ومهمة الناقد أو إحدى مهامه أن يميط اللثام عن الإيديولوجية السافرة أو الباطنة التي يحملها كل عمل أدبي بين طياته. لكن هذا الكشف يجب أن يأتي من داخل العمل الأدبي، وليس عن طريق منهج خارجي جاهز ومسبق”[39].

لكن في المستوى الثاني، فإن الموقع الطبيعي لناقد النقد كما عبر عن ذلك أحد الباحثين هو “أن يتخلى عن تبني أحد مناهج نقد الإبداع، وأن يترك هذا الاختيار لناقد الإبداع لأن المجال الحقيقي لبحثه الخاص ليس هو المعرفة بل معرفة المعرفة، هو إذن مجبر إذا كان يدرك حدود مهمته الخاصة على أن يشتغل في الحقل الإبستمولوجي”[40].

يمكن –في هذا الإطار- أن نسوق مثالا نرى من خلاله بوضوح إلى أي حد يمكن للباحث في مجال نقد النقد أن يجني على النقد وعلى الأدب عموما، حين يعتمد منهجا من المناهج الخاصة بالإبداع . يتمثل هذا المثال في كتاب “نبيل سليمان” مساهمة في نقد النقد الأدبـــي”.

هذا، ونشير –في البداية- إلى أن الكاتب لم يتعرض لمنهجية نقد النقد على نحو تنظيري مستقل، ولكن طبيعة الممارسة النقدية وأحكام القيمة التي يصدرها تفصح بطريقة غير مباشرة عن الرؤية المنهجية التي اعتمدها في التحليل : يبدو كأن النقاد موزعون في الكتاب في خانتين. تضم أولاهما جميع النقاد الذين يشاركون الناقد مذهبه واتجاهه الإيديولوجي، من ذوي الميول اليسارية والماركسية. أما الخانة الثانية فيدرج فيها باقي النقاد الذين لا يشاطرونه تصوراته الفكرية والإيديولوجية. لذلك فإن قيمة الناقد لا تتحدد حسب قدراته النقدية والتحليلية، وإنما حسب انتمائه الإيديولوجي والسياسي. لذلك فهو ينظر باستخفاف إلى أعمال نقاد لهم مكانتهم وموقعهم في النقد العربي الحديث، وظلت ”الرجعية” و ”اللاعلمية” تلاحقهم منذ الصفحات الأولى من الكتاب !وفيما يلي نماذج من أحكامه وانتقاداته المتعسفة لطائفة النقاد :

فهو يرى مثلا أن أدونيس “يتأرجح بين الموقف الشكلاني البورجوازي البحت والموقف التاريخي الاجتماعي”[41]. وأن خالدة سعيد “تدلي بدلوها في التشكيك بالواقعية الاشتراكية”[42] ويرى أن “أهمية بسام ساعي تكمن في ذلك الالتفات الرجعي الذكي الذي يتمثل بدعوته للمصالحة والمساواة بين اليمين الإسلامي واليسار الاشتراكي في الشعر السوري”[43] ويصف الدكتور محي الدين صبحي “بالسلفية والقوموية”[44] وعمر دقاق “بالنظرة السكونية للتاريخ”[45] إلخ.

هذا، في المقابل ينظر الناقد بكثير من التقدير والتمجيد إلى أعمال نقاد يشاركونه مواقفه الإيديولوجية أمثال محمد كمال الخطيب[46] وإحسان سركيس[47].

إن اعتماد مناهج الإبداع في نقد النقد يؤدي إلى الإسقاط المنهجي[48]، ويمكن اعتبار التحليل الممارس في هذا الإطار من قبيل “تحصيل حاصل”، لأنه يقرر أفكارا ومواقف محددة سلفا، لذلك فهو لا يقدم خدمة كبيرة للنقد والأدب.

3-3- المقاربة الإبستيمولوجيـــــة :

يستند هذا النوع من القراءة إلى الإبستمولوجيا باعتبارها مجالا لتحليل المعرفة الإنسانية، لذلك فإن هذه القراءة لا تبقى في حدود إعادة إنتاج النص النقدي نفسه – كما رأينا ذلك في القراءة الوصفية- وإنما تتجاوز ذلك إلى التحليل. كما أنها تسعى إلى الرقي بهذا التحليل إلى مستوى الـتأمل الإبستيمولوجي الذي يحلق بين مختلف الإيديولوجيات، عكس ما رأيناه في”القراءة الإيديولوجية” المستوعبة ضمن مذهب أو اتجاه معين.

يمكن البحث عن أصول لهذا النوع من التحليل خارج النقد الأدبي، في مختلف الاتجاهات التي اهتمت بوضع قواعد لتحليل الخطاب، والبحث عن شروط لمعرفة المعرفة.

نشير – في البداية- إلى بعض الاتجاهات التحليلية التي ظهرت في مجال العلوم الإنسانية عموما، وهي اتجاهات تقدم مجموعة من المبادئ والنظريات التي يمكن اعتمادها في ممارسة عملية نقد النقد :

3-3-1 الهرمنيوطيقا Herméneutique : اتجاه يهتم أساسا بقواعد تفسير النصوص في مختلف الحقول (التاريخية- الدينية- الأدبية ). يمكن الاستفادة –على الخصوص- من الاتجاه الذي يهتم بقواعد تفسير النقد والأدب. وهو ما يطلق عليه “الهرمنيوطيقا الأدبية” “Herméneutique Littéraire”.يمكن الإشارة في هذا الإطار إلى دراسة لأحد الهرمنيوطيقيين المعاصرين، وهو “بول ريكور” Paul Ricoeur ، الذي حاول تأسيس هرمنيوطيقا على نموذج مأخوذ من علم اللغة. و ذلك في كتابه “صراع التأويلات”[49] “Le conflit des interprétations”.

3-3-2- الإبستمولوجيا التحليلية “L’épistémologie Analytique” : اتجاه يحاول تحديد قواعد الخطاب في مجال العلوم الإنسانية. هناك أبحاث في المجال الأدبي وضعها على الخصوص “هايد كوثنر”، وطورها فيما بعد “سنيد”. وقد حدد الباحث الأول ثلاثة مقاييس لتحديد الطابع العلمي للنظرية الأدبية، وهي :

– الوضوح النظري.

– دقة اللغة الواصفة.

– إمكانية البرهنة على الإثباتات النظرية[50].

3-3-3- السيميولوجيا Sémiologie : بوصفها علما لحياة الدلائل داخل الهيئة الاجتماعية. من هذا المنظور يمكن لناقد النقد أن يستفيد من السيميولوجيا باعتبارها تتيح إمكانية الوصول إلى معرفة علمية بالنصوص المدروسة. ارتباط السيميولوجيا بمختلف العلوم الاجتماعية يجعلها قابلة لاختراق مختلف العلوم ومساءلتها وإعادة بنائها. فهـــــي على حــــــد تعبير “جوليا كريستيفــــــا “J. Kristéva” “تنقلب بلا انقطاع على أسسها الخاصة تفكر فيها وتحولها”[51].

وهي بهذا المعنى قريبة من التحليل الإبستمولوجي الذي أشرت إليه سابقا. و نشير هنا إلى أن العديد من الدراسات العربية التي أنجزت مؤخرا في مجال نقد النقد قد بدأت تتخلص من أسر المقاربات الوصفية والإيديولوجية التي سادت في مراحل سابقة من تاريخ النقد العربي. وبدأت تجعل من حقل النقد الأدبي مجالا للتأمل الإبستمولوجي. يمكن الإشارة هنا على الخصوص إلى الدراسات التي كتبها جابر عصفور في مجال نقد النقد، سواء منها الدراسات التي اشتغل فيها على النقد العربي القديم[52]، أم الدراسات التي اشتغل فيها على النقد الحديث[53]. ولعل المبحث الذي قدمه تحت عنوان ”مقدمات منهجية”[54] من شأنه أن يسلط الضوء على طبيعة القراءة المنهجية التي ينطلق منها في ممارسته لنقد النقد. يؤكد الناقد الطابع الإبستمولوجي لهذه الممارسة باعتبارها نشاطا معرفيا ينصب على مراجعة الأحوال النقدية، بهدف الكشف عن “مبادئها النظرية وأدواتها التحليلية وإجراءاتها التفسيرية”[55]، كما يؤكد “جابر عصفور” على صلة هذه الممارسة التحليلية ب ”الهرمنيوطيقا الأدبية Herméneutique Littéraire”، من خلال التركيز على أفعال التفسير والتأويل، مع الحرص على تأطير النصوص النقدية المختلفة لناقد ما أو لمرحلة نقدية معينة ضمن “رؤية للعالم تفسر الاختلاف والتعدد”[56].

كما نشير- في هذا الإطار أيضا- إلى الدراسات التي كتبها حميد لحمداني حول نقد ”النقد الروائي”؛ فقد قدم نموذجا تحليليا لدراسة النصوص النقدية في كتابه ”سحر الموضوع”[57]، و اعتمد على هذا النموذج التحليلي في كتبه الأخرى ذات الصلة بالنقد الروائي[58]. اقتبس هذا النموذج التحليلي عن الناقدة الفرنسية “جوهانــــــــا ناتالـــــي Johana Nathali” في تحليلها للنصوص النقدية التي كتبت حول “قطط بودلير”[59].

يقوم هذا المنهج على مجموعة من الخطوات تتعلق بضبط الأهداف، وتحديد المتن، وتتبع الممارسة النقدية من خلال مجموعة من المستوايات : الوصف- التنظيم- التأويل- اختبار الصحة. (وأضاف الدكتور حميد لحمداني مستوى آخر يتعلق بالتقويم الجمالي).

كما يكشفا الدكتور “حميد لحمداني” عن تصوره لنقد النقد في مقال له تحت عنوان “اختلاف التأويلات، رواية الثلاثية لنجيب محفوظ نموذجا”[60]. يتناول فيه بالدراسة التحليل نصوصا نقدية تشتغل على ثلاثية نجيب محفوظ. يدعو – حميد لحمداني- في هذا الإطار- إلى “القراءة الإبستمولوجية” حسب تصور “كارل مانهايم”، ما يميز هذه القراءة هو الحياد والتجرد، والقدرة على فهم الأنماط المتباينة للنصوص، ضمن سياقاتها المختلفة[61].

يمكن الإشارة – في هذا الإطار أيضا- إلى الدكتور محمد الدغمومي الذي يعد من المشتغلين بنقد النقد. وإذا كان في رسالته الجامعية –حول النقد القصصي والروائي بالمغرب- قد تحدث عن صعوبة الحديث ”عن نظرية أو منهج في مجال نقد النقد”[62]، فإنه سيعمد في دراساته اللاحقة إلى اعتماد الإبستمولوجيا كمدخل لممارسة نقد النقد[63].

خاتمة:

خلص إلى القول : إن نقد النقد من شأنه أن يفتح آفاقا واسعة أمام الدراسات النقدية والأدبية على السواء ؛ وذلك حين يجعل من المعرفة الأدبية والنقدية مجالا للتأمل والبحث؛ وهذا من شأنه أن يرسخ القيم الأساسية لهذه المعرفة القائمة حاليا على التعددية بدل الإطلاق، والتغير بدل الجمود، والوصفية بدل المعيارية، والاختبارية بدل الإسقاط. وإذا كنت قد بدأت هذه المقالة بعبارات لأبي حيان التوحيدي، فإني لا أجد – في النهاية- كلمات أبلغ مما قاله أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء :”الكثرة فاتحة الاختلاف، والاختلاف جالب للحيرة، والحيرة خانقة للإنسان، والإنسان ضعيف الأسر […] وفائته أكثر من مدركه، ودعواه أحضر من برهانه، وخطؤه أكثر من صوابه وسائله أظهر من جوابه”[64].

[1] أبو حيان التوحيدي، الإمتاع والمؤانسة، المكتبة المصرية – بيروت- صيدا، 1953، ص : 130-131

[2] رونيه ويليك، أوستين وارين، نظرية الأدب. ترجمة الدكتور محي الدين صبحي. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. 1987، ص : 13.

[3] محمد سويرتي، النقد البنيوي والنص الروائي، إفريقيا الشرق، 1991، ص : 16.

[4] محمد عابد الجابري، المنهجية في الأدب والعلوم الإنسانية، دار توبقال للنشر ، ط1 : 1986

[5] Serge Dobrouvsky, Pourquoi la nouvelle critique, Mercure de France 1966, p : 135

[6] Ibid

[7] MARINO Adrian, La critique des idées littéraires, Presse Universitaire de France, Bruxelle, 1977

[8] Ibid, P : 21

[9] Jean Yves Tadié, La critique littéraire au xxème siècle, Belfond, 1986

[10] T. Todorov, La critique de la critique, un Roman d’apprentissage, Paris 1984

[11] S. A.lescandrescu, Discours d’interprétation : la critique littéraire, Métadiscours et théorie de l’explication, Hachette université, 1972, Paris.

نقلا عن بدوي طبانه ”التيارات المعاصرة في النقد الأدبي، الأنجلو مصرية، 1963، ص : 54[12]

[13] نفسه، ص : 65

[14] محمد غنيمي هلال، النقد الأدبي الحديث، دار النهضة العربية، القاهرة، 1969، ص : 12

[15] عبد العزيز قليقلة، نقد النقد في التراث العربي، المكتبة الأنجلو المصرية، 1975

[16] نفسه، ص : 8

[17] S. Alescandrescu, Discours d’interprétation : la critique littéraire : Métadiscours et théorie de l’explication, p : 202

[18] Ibid, P : 209

[19] Ibid, P : 208

[20] نورث روب فراي، تشريح النقد، ترجمة: محمد عصفور، عمان 1991، ص : 13

[21] R. Barthes, Essais critiques, éd seuil 1964, P : 255

[22] يمكن الرجوع في هذا الإطار إلى :

Svend Erik Larson, Sémiologie littéraire, Essais sur la scène textuelle, tra : Françoise, Arndt, University presse 1984, p : 118.

[23] R. Barthes, critique et vérité, ed seuil, 1966, Paris, p : 47 

[24] R. Jakobson, Essais de linguistique générale, éd minuit,1970 p : 13

[25] نحيل هنا على مارسيو داسكال وتحليله لعلاقة المنطق باللغة الشكلية، واللغة الطبيعية. أنظر : مارسيوداسكال، الاتجاهات السميولوجية المعاصرة، ترجمة: مجموعة من الأساتذة،، إفريقيا الشرق، 1987، ص : 53

[26] ترزفتان تودوروف، نقد النقد، ترجمة : د. سامي سويدان، منشورات مركز الإنماء القومي، بيروت، ط1 : 1986، ص : 149

[27] Adrian MARINO, la critique des idées littéraires, p : 134 

[28] نشير على سبيل المثال لا الحصر إلى الكتب التالية :

– Jean Yves Tadié, la critique littéraire au xxème siècle, Belfond, 1956

– Roger Fayolle, la critique littéraire, A. Collin 1964

– Pierre Brunel et les autres, la critique littéraire, que sais-je?, PUF ,1977

[29] مــــن هــذه الكـــتــب :

– د. إحسان عباس، تاريخ النقد الأدبي عند العرب، دار الأمانة، بيروت 1971

– د. عبد العزيز قلقيلة، نقد النقد في التراث العربي، الأنجلو مصرية 1975

– محمد زغلول سلام، تاريخ النقد العربي، دار المعارف، د ت

[30] من هذه الكتب على سبيل المثال : 

– د. أحمد كمال زكي، النقد الأدبي الحديث أصوله واتجاهاته، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، 1981

– د. عمر أحمد الطالب، مناهج الدراسات الأدبية الحديثة، دار اليسر للنشر والتوزيع، ط1 : 1988.

– د. أحمد إبراهيم الهواري، نقد الرواية في الأدب العربي الحديث في مصر، دار المعارف، ط1 : 1978.

[31] د. أحمد كمال زكي، النقد الأدبي الحديث : أصوله واتجاهاته. دار النهضة العربية للطباعة والنشر – بيروت 1981، ص : 7-8

[32]Avner Ziss, Eléments d’esthétique Marxiste, Traduit du russe par Antoine Garcia, ed du Progrès, U. R.SS 1977

[33] L. Goldmann, Introduction aux premiers écrits de Lukacs, In théorie du Roman, éd – Gonthier, Paris, 1977

[34]P. Zima, Manuel de sociocritique, Picard, Paris 1985

[35] P. Machérey, Pour une théorie de la production littéraire, Maspero, 1974, p : 143

[36] نبيل سليمان، مساهمة في نقد النقد الأدبي، دار الطليعة للطباعة والنشر، ط1 : 1983

[37] د. غالي شكري، سوسيولوجيا النقد العربي الحديث، دار الطليعة ، بيروت، 1981

[38] محمد برادة، محمد مندور وتنظير النقد العربي، دار الآداب، بيروت، 1979

[39] جورج طرابيشي، الأدب من الداخل، دار الطليعة – بيروت ، ط1 ، 1968.

[40] د. حميد لحمداني، سحر الموضوع (النقد الموضوعاتي في الرواية والشعر)، منشورات دار سال 1990. ص : 7.

[41] نبيل سليمان، مساهمة في نقد النقد الأدبي، ص : 57.

[42] نفسه، ص : 89

[43] نفسه، ص : 214

[44] نفسه، ص : 227

[45] نفسه، ص : 201

[46] نفسه، ص : 161

[47] نفسه، ص : 189

[48] يمكن الرجوع في هذا الصدد إلى مقالة للدكتور محمد طرشونة تحت عنوان “مشكلة الإسقاط”، مجلة الفصول الأربعة، السنة : 8، العدد 29 يونيو 1989، ص : 182

[49] Paul Ricœur, Le Conflit des interprétations (Essais d’herméneutique) Seuil 1969

[50] Heid Göthner, Méthodologie des Théories de la littérature – in théorie de la littérature, Picard, Paris, 1981. p : 17

[51] نقلا عن مارسيو داسكال، الاتجاهات السيميولوجية المعاصرة، ص : 74 

[52] – جابر عصفور، قراءة التراث النقدي، دار سعاد الصباح، القاهرة 1992.

– جابر عصفور، الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي، درا الثقافة، القاهرة ، 1974

[53] – جابر عصفور، قراءات في النقد الأدبي، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، 2002

– جابر عصفور، المرايا المتجاورة، الهيئة المصرية العامة، القاهرة، 1983 

[54] ضمن كتابه : قراءة التراث النقدي (مرجع مذكور)

[55] نفسه، ص : 20

[56] نفسه.

[57] د. حميد لحمداني، سحر الموضوع، منشورات دراسات سال، البيضاء 1990.

[58] – د. حميد لحمداني، النقد الروائي والإيديولوجيا، المركز الثقافي العربي، البيضاء 1991

– د. حميد لحمداني، بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، المركز الثقافي العربي، البيضاء 1991

– د. حميد لحمداني، النقد النفسي المعاصر، تطبيقاته في مجال السرد، منشورات دراسات سال، البيضاء 1991

– د. حميد لحمداني، النقد التاريخي في الأدب (رؤية جديدة)، المجلس الأعلى للثقافة 1999

[59] أنظـــر هـــذه المنهجيـــة فــــي :

J. Nathali, A propos des chats de Baudelaire, In logique du plausibles, Essais d’épistémologie pratique, éd de la maison des sciences de l’homme, Paris, P : 44

[60] د. حميد لحمداني، اختلاف التأولات، رواية الثلاثية لنجيب محفوظ نموذجا ضمن كتاب : محمد حسن عبد الله بأقلام نخبة من الكتاب والأصدقاء، “دراسة وتكريم”،جامعة القاهرة، كلية دار العلوم، الفيوم 2001، ص : 576.

[61] نفسه، ص : 577

[62] د. محمد الدغمومي، النقد القصصي والروائي بالمغرب من بداية الاستقلال إلى سنة 1980، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا، جامعة محمد الخامس، السنة الدراسية : 1986-1987، أنظر مقدمة الرسالة ، ص : و

[63] أنظر : 

– محمد الدغمومي، نقد النقد، مدخل إبستمولوجي، مقال بمجلة أقلام العراقية ، س : 25، ع : 6، حزيران 1990.

– د. محمد الدغمومي، نقد النقد وتنظير النقد العربي المعاصر، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة : رسائل وأطروحات، رقم : 44

[64] أبو حيان التوحيدي، الامتاع والمؤانسة، ج : 3 ص : 103.