تكنولوجيات الإعلام والتواصل والتعليم: معاينة ميدانية (الطبعة الثالثة)

TIC et enseignement Etats des lieux

نظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة بالتعاون مع جامعة محمد الأول الطبعة الثالثة ليومين عالميين حول (تكنولوجيات الإعلام والتواصل والتعليم: معاينة ميدانية)،  يومي 29 و30 مارس 2012. أطر هذين اليومين أساتذة جامعيون ومكونون في مجال تكنلوجيا الإعلام، كما تابع هذا اللقاء جمع من الأساتذة والطلبة والمهتمين. وقد احتضنت قاعة “نداء السلام” بكلية الآداب، أشغال اليوم الأول في حين احتضن المركز بمقره “منار المعرفة” أشغال اليوم الثاني.

أشغال يوم الخميس 29 مارس بقاعة “نداء السلام”

في الجلسة الافتتاحية، التي أدارها الأستاذ محمد الحموتي عن المركز، تناوب على الكلمات الترحيبية والتقديمية كل من السيد رئيس جامعة محمد الأول عبد العزيزصادوق والسيد عميد كلية الآداب نور الدين لمودن والسيد  عزالدين المزروعي عن المركز والسيد قدوري مهدي عن اللجنة المنظمة.

 الجلسة الثانية عرفت ثلاث مداخلات، كانت البداية مع السيد باسكال ماركي (Pascal Marquet)، عميد كلية العلوم والتربية بجامعة ستراسبورغ، حيث أطر المحاضرة الافتتاحية تحت عنوان: «براديغم دراسة استخدامات تكنولوجيا الإعلام والتواصل في التربية والتكوين» «Paradigme d’études des usages des TIC en éducation et formation». أكد المحاضر في مستهل مداخلته على سرعة الوتيرة التي تسم التطورات التكنولوجية على عكس المجال البيداغوجي، ثم قدم عرضا كرونولوجيا عن أهم  المحطات التي عرفها الحاسوب عبر أجياله المتعددة منذ 1946، تاريخ ميلاد أول حاسوب كبير الحجم ثم أهم التعديلات والابتكارات التي صاحبته إلى يومنا هذا، مبرزا أن القطاعات العسكرية والصناعية هي أول من استثمر هذه التكنولوجيا في تشأتها الأولى. وحول القيمة المضافة للمعلوميات في مجال البيداغوجيا، تحدث عن دراسات (غرونوبل وستراسبورغ)، والتي تبين من خلالها أن أثرها تجلى في تغير  سلوك الطالب، كما تجلى في الخطاب والشحنة المعرفية والأثر الإيجابي للميدييا على التعلمات. كما تحدث عن المحاضرات المباشرة بشكلها التقليدي والمحاضرات عن بعد، وعن استخدام الوسائط المتعددة في الحياة المدرسية والمحفظة الرقمية وكذا قدرة المستخدم على التحكم في الأدوات وما يعترضه من إكراهات ومصاعب تقنية ديداكتيكية وبيداغوجية، ويرى المحاضر أن التعلم هو أن يعرف المتعلم كيف يجعل من (الأرتيفاكت) أداة لخدمته، كما خلص إلى القول: “إن في مجال التعلم عبر الحاسوب، يجب الاقتصار فقط على ما هو قابل للتعلم عبر الحاسوب”

المداخلة الثانية في موضوع: «تجربة تكنولوجيا الإعلام والتواصل في الدراسات العليا: جامعة الأخوين نموذجا»، أطرها الأستاذ عبد الرحيم أكناو، حيث قدم عرضا عن تجربة جامعة الأخوين في مجال استثمارها لتكنولوجيا الإعلام والتواصل، وقد تحدث الأستاذ أكناو عن الموقع الإلكتروني للجامعة كحلقة وصل وتواصل بين الأطراف المعنية (الإدارة، الأساتذة، الطلبة، أولياء الطلبة)، والهدف هو تسهيل التواصل بين الأطراف.

المداخلة الثالثة أطرها الأستاذ درغام تحت عنوان: (AlgoTeacher)، وانطلاقا من أرضية التعليم الإلكتروني (E-Learning)، قدم المحاضر عرضا حول هذه التقنية كوسيلة من وسائل التعلم وسعي البيداغوجيا إلى الاستفادة من التكنولوجيا بهدف تحسين مستوى الطالب، وتحدث عن البيداغوجيا الحيوية والتفاعلية، كما تحدث عن دور الحواسيب والأنترنت في العملية التربوية. بعد ذلك انتقل إلى الحديث عن (AlgoTeacher)، كأداة  تساهم في تذليل عملية فهم الخوارزميات لدى الطلاب.

الفترة المسائية عرفت ست مداخلات، كانت أولاها مداخلة حول « مواكبة بلدان الجنوب من قبل الوكالة الجامعية للفرنكفونية في إدماج تكنلوجيا الإعلام والتواصل في التعليم العالي: أي امتلاك؟ أي استخدام؟» «l’accompagnement des pays du sud par l’ AUF dans l’intégration des TIC dans l’enseignement supérieur : quelle appropriation , quels usages» أطرتهاالأستاذة  نجوى محبNajoua Mouhib   (UDS_France)، استهلت الأستاذة نجوى عرضها بالحديث عن سياق التعليم العالي بأفريقيا الفرنكفونية بين الإصلاحات والإكراهات، والمراكز الوطنية للتكوين بين وصفة الشمال وواقع الجنوب، ثم انتقلت إلى الحديث عن تكنولوجيا الإعلام والتواصل بوصفها علاجا منقذا للمنطومة التربوية من الأزمة في إطار الإجراءات والتدابير التي وضعتها مراكز التكوين بأفريقيا (SYFED-REFER). ولمعاينة الوضع تم اعتماد منهجية الاستجواب والتحقيق عبر الاستمارة، حتى تتمكن مراكز التكوين من تنفيذ برامج الوكالة (AUF) تروم غايات إجرائية محددة، وكانت الخلاصة أن تبقى مراكز التكوين أرضية فعل وتنفيذ لبرامج تكنولوجيا الإعلام والتواصل في قطاع التعليم العالي بأفريقيا الفرنكفونية.

المداخلة الثانية أطرها الأستاذ أحمد إبراهيمي (شارك في إعدادها الأستاذان عمر رايس والخالدي) تحت عنوان: «تصميم وتجريب جهاز التكوين عن بعد: المدرسة الوطنية للعلوم بتطوان نموذجا» «Conception et expérimentation d’un dispositif de formation à distance au sein de l’ENS de Tétouan». انطلق المحاضر من مفهوم الابتكار (Innovation)، مركزا على أن الأمر هنا لا يتعلق بمنتوج بل بصيرورة، لينتقل إلى الحديث عن جهاز التكوين عن بعد وفكرته المحركة فضلا عن خصوصية البلد وقدم نموذجا عن تنفيذ وتطبيق الابتكار المتمثل في أربع متغيرات (بنيوية وتشمل المجتمع والمؤسسة والجهاز)، (مجالية وتشمل البيداغوجيا والمواد والتكنولوجيا والسياسة…)، (فردية) و(متغير رابع يخص منفذي الفعل: الأستاذ والطالب)، انطلاقا من وضع تصور للتجربة ثم تطبيقها والعمل على تطويرها.

المداخلة الثالثة أطرها الأستاذ عزيز الهاجر في موضوع: «المركز المغربي الكوري للتكوين في تكنولوجيا الإعلام والتواصل»، استهل الأستاذ عرضه بشريط سمعبصري عن المركز، ثم انتقل إلى الحديث عن مخطط المغرب الرقمي 2013، وبرنامج جيني في إطار شراكة بين وزارة التربية الوطنية والوكالة الكورية للتعاون العالمي، وأعطى مثلا بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بتطوان، وعن أهمية البرمجيات في إعطاء دينامية رياضية للمدارس تحدث الأستاذ عن (GeoGebra) باعتبارها من البرمجيات الحرة في مجال الهندسة الدينامية.

المداخلة الرابعة أطرها الأستاذ آيت موسى عبد العزيز في موضوع: «إدماج تكنولوجيا الإعلام والتواصل في التربية والتعليم»، وقد قدم عرضا حول درس في المعلوميات، انطلاقا من تجربته الشخصية، وهي تجربة كانت ثمرة إرادة فريق الماستر وإرادة اللجنة البيداغوجية، وبعد أن أعطى نبذة مختصرة عن برنامج الدولة (برنامج جيني، برنامج نافذة، برنامج إنجاز)، طرح الإشكالية المتمثلة في تجريب ( Bruno démarche) استهدفت فئة تشكلت من 32 طالبا تم انتقاؤهم من ضمن 147 مرشح مجاز، وقد كانت النتيجة مشجعة وإيجابية.

المداخلة الخامسة أطرها الأستاذ بيطار ماري (وشارك في إعدادها الأستاذان مهدي قدوري وعزيزي) في موضوع: «تعليم الترجمة عبر تكنولوجيا الإعلام والتواصل:درس هجين في سياق جامعي» «Enseigner la traduction par les TIC : cas d’un cours hybride en contexte universitaire». استهدفت التجربة طلبة الماستر، وقد تناول العرض تعلم الكيفيات الخاصة بتعليم اللغة والترجمة كأداة بيداغوجية والترجمة الديداكتيكية والترجمة المهنية من خلال استثمار الجهاز الهجين (dispositif hybride) كما تحدث الأستاذ عن الأدوات المستخدمة (ويكي، مجموعات، منتديات…) والترجمة الجماعية ومراجعة الترجمة الأوتوماتيكية، كما تحدث عن الميديا كصيرورة متعددة المستويات (تكنلوجية، حركية، معرفية..) ليخلص إلى القول أن النتائج كانت إيجابية مؤكدا على أن الترجمة ليست فنا فحسب، بل علم أيضا.

المداخلة السادسة أطرها الأستاذ رايس عمر تحت عنوان: «الجهاز التكنولوجي ». استهدفت التجربة تلاميذ الابتدائي من الوسط القروي، انطلاقا من دروس داخل القسم وأخرى موازية اعتمادا على وسائط متعددة (برنامج استعجالي وبرنامج جيني).

أشغال يوم الجمعة 30 مارس بمقر المركز “منار المعرفة”

     في الجلسة الصباحية ليوم الجمعة بمقر المركز، كانت البداية مع الأستاذ فليب ميرسونيي (كونسورتيوم كلارولاين، بلجيكا) «Philippe Mercencier» الذي أطر مداخلته في موضوع كلارونكست: المخاطر والآفاق «Claronext : Enjeux et perspectives». استهل المحاضر عرضه بالحديث عن كلارولاين (Claroline) كأرضية للتعلم باعتماد التقنية الآلية. العملية، حسب الأستاذ فليب، لا تخلو من مخاطرة وقد حددها في مسألة الأمن وتدبير حقوق المتعلم واحترام حياته الشخصية وكذلك المضامين والملكيات الفكرية كما تطرق إلى الأرغونوميا (Ergonomie) باعتبار الإنسان كائنا تفاعليا مع باقي العناصر. عن أرضية كلارولاين تحدث الأستاذ عن ثلاث أعمدة:

–         الفاعلون (المتعلم، المكون والأب)، حيث كل مستخدم له مكان في كلارولاين.

–         الموارد (صورة، فيديو، صفحة متعددة الوسائط…)

–         فضاءات الأنشطة (الدرس، المشروع، مكتب المستخدم…)

وفي هذا النسق الرقمي أو المحيط الرقمي تتم إدارة الأنشطة والحقوق، ويطمح المشروع مستقبلا، يقول الأستاذ، إلى إدخال أدوات جديدة لتسهيل التفاعلات على غرار جدار الفايسبوك.

المداخلة الثانية أطرها الأستاذ الميلود رزوقي (المركز المغربي الكوري للتكوين في تكنلوجيا الإعلام والتواصل) في موضوع: الفضاء الرقمي للعمل بمؤسسات التعليم والتكوين «Espace numérique de travail dans les Etablissements d’enseignement et de formation »، استهل الأستاذ رزوقي مداخلته بالحديث عن المحيط الرقمي للعمل المسمى اختصارا (ENT)، يقول عنه أنه بوابة خدمات وأرضية عمل تشاركي وتعاوني يرمي إلى تسيير الحياة المدرسية من خلال سيت واب يشمل المعنيين فقط (المدير، المعلم، التلميذ، والحياة المدرسية) والموقع لاينفتح على الزوار. ويهدف الموقع إلى تقديم خدمات إدارية، إعلامية، وثائقية وتواصلية بالإضافة إلى التعليم عن بعد.

المداخلة الثالثة أطرها الباحث جمال بنعلي في موضوع: »تكنولوجيا الإعلام والتواصل: المركز الافتراضي للموارد« «TIC- centre virtuel de Sources»، إشكالية المداخلة التي قاربها الأستاذ بنعلي هي الفائدة من المعاينة انطلاقا من الاستجواب كأداة للمعاينة والتحقيق ومن خلال استمارة محددة الأهداف حول مركز افتراضي للموارد لفائدة ديداكتيك اللغات وعلوم اللغات… وكانت النتيجة إيجابية.

المداخلة الرابعة أطرها الأستاذ محمد الزموري في موضوع: »برنامج جيني في المنطقة الشرقية: إدماج التكنولوجيا والابتكار في التعلم«، استهل الأستاذ زموري مداخلته انطلاقا من أساسين اثنين (الميثاق الوطني للتربية والتعليم والخطاب الملكي)، ثم قدم عرضا كرونولوجيا وتوضيحيا حول برنامج جيني منذ إنشائه بالدار البيضاء سنة 2005، حيث أصبح البرنامج في قلب إصلاح المنظومة التربوية، وتحدث الأستاذ عن البنيات التحتية والمكونين وتقييم الاستراتيجية (مكامن الضعف والصعوبات اللوجستية والأدوات..) وهياكل التسيير (مركزيا، جهويا، إقليميا ومحليا) وأعطى أرقاما حول القاعات المتعددة الوسائط والمكونين والمؤسسات التربوية (ثانويات، إعداديات وابتدائيات) من بينها 708 مؤسسة بالجهة الشرقية، كما تحدث عن الموارد الرقمية (http://portailtice.ma/) و(http://www.edumedia-sciences.com/fr/) وتطوير الاتستخدامات مستقبلا.

المداخلة الأولى للجلسة المسائية، أطرتها الأستاذ هالة بزين من جامعة تونس في موضوع «تصميم وتطوير أداة تربوية مزدوجة اللسان بهدف تدريس الرياضيات: كوديما »  «        Conception et Développement d’un outil éducatif bi-langue pour l’aide aux  Mathématiques : CODEMA»، قدمت الأستاذة هالة نبذة عن المشروع المعروف اختصارا تحت اسم “كوديما”، ومجموعة البحث في الذكاء الآلي، والإنتاج العلمي للمشروع المتمثل في إصدار ستة أعداد لمجلة علمية عالمية و 55 مقال وعشرين فصل، وعن المشروع الخاص بتونس والمغرب في مجال التربية وتعليم الرياضيات لطلبة الطور الثانوي، قدمت عرضا مستفيضا حول المجال التكنوبيداغوجي للمشروع في شقه الخاص بتعلم الرياضيات باللغة العربية قراءة وكتابة، وخلصت أن المشروع كان ناجحا.

المداخلة الثانية أطرها الأستاذ سرغيني بالاشتراك مع الأستاذ آيت موسى في موضوع: «الأمن  في ثلاث أرضيات: دراسة مقارنة» «Sécurité dans trois plateformes FAD : étude comparative »، حيث قارب الأستاذ سرغيني ثلاث مجالات للتأمين تخص الجهاز والمعلومة والتواصل.

المداخلة الثالثة أطرتها الأستاذة نصيرة حوات بالانكليزية في موضوع: «تطبيق ويكي من أجل دعم درس هجين من خلال أرضية كلارولاين، بجامعة وجدة» « implementing wiki for supporting a hybrid course in the claroline platforme at oujda university». والعرض تضمن تجربة استغلال الويكي والفوروم لإنجاز كتاب جماعي عن تاريخ التكوين عن بعد. والهدف من التجربة: أولا، فهم محتوى هذه المادة (تطور المفاهيم والنظريات والآليات التكنلوجية)، ثانيا، العمل الجماعي كعنصر قوة وفاعلية لاقتصاد الجهد والوقت؛ ثالثا، من أجل اكتساب مهارات تقنية الخاصة بأدوات كلارولاين.

المداخلة الرابعة أطرتها الأستاذة بوثريد أمينة تحت عنوان: «تكنولوجيا الإعلام والتواصل: التكوين المستمر» «TIC formation continue»، وقد قاربت إمكانيات التكوين المستمر من خلال استثمار التكنولوجيا في المجال البيداغوجي على مستوى التكوين الذاتي والتكوين عبر الزمالة وتنمية روح التشارك والقرب والتقييم، وبقددر ماكان هناك ارتياح حسب الباحث فهناك أيضا صعوبات تقنية وضعف روح الجماعة.