استضاف مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة يوم 24 أكتوبر 2005 في ليلة رمضانية ضمن سلسلة لقاءاته العلمية التي تلتئم لها ثلة من المفكرين والأساتذة الجامعيين والباحثين الدكتور محمد ضريف . وكان موضوع هذه الحلقة العلمية هو : مسارات مقاربة الظاهرة الدينية بالمغرب .
في مستهل مداخلته قدم المحاضر إطارا عاما لمفهوم الإسلام رسميا من خلال التفصيل في المفهوم العلماني للإسلام في الدستور المغربي ، كما طرح القاعدة المعرفية التي مثلت تركة تراث الدراسات الكولونيالية في هذا المجال ، ممثلا أن أي سلطة لابد لها من التوفيق بين الإسلام الرسمي – ممثلا في العلماء- والإسلام الشعبي – ممثلا في طرق التصوف – ، بعد ذلك فصل المحاضر في المسارات الأربعة التي حددت التعاطي مع الدين في المغرب فكرا وممارسة .
وأولى هذه المسارات المسار السوسيو اقتصادي الذي طبع مراحل سابقة وركز على رصد السلوك الفردي.
وأما المسار الثاني فتمثل في رصد هيكلة المجال الديني وفق ثنائية الثابت { إسلام رسمي / إسلام شعبي} والمتغير {الخصوم الإيديولوجيون الذين تتم محاربتهم بأدوات الحقل الديني} .
المسار الثالث ركز فيه الباحث على علاقة الدين بالسياسة وهو الذي طرح مفارقة فكرية بين علاقة الدين بالدولة ، بوصفها علاقة مغايرة لعلاقة الدين بالسياسة إذ تجلت فيها علاقة ما هو مؤسسي {الدولة} بآليات التدبير التي يمكن أن تقترن بالسمة العلمانية {السياسة} فكان هذا هو المسار الذي أفضى إلى الصيغة الراهنة التي وصلنا إليها في المغرب : { لا للدولة العلمانية ولا للدولة الدينية}
ثم فصل الأستاذ المحاضر في رابع المسارات وهو ذلك الذي أدخله المجتمع في إشكالية العلاقة بين الدين والعمل.