مسألة الاستعلام في القانون الدولي المعاصر

ألقى الأستاذ لؤي عبد الفتاح بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، محاضرة في موضوع:

الاستعلام في القانون الدولي المعاصر“،

 يوم الأربعاء 26 أكتوبر 2005. بحضور ثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والمهتمين.

استهل المحاضر مداخلته بتوطئة عامة حول نشأة وتطور سعي الإنسان إلى الظفر بالمعلومات، وصولا إلى مأسسة الاستعلام في الدولة العصرية، حيث أضحى هذا النشاط نمطا واضح الصورة في تفاعل الدولة العصرية مع محيطها، بشكل يصبح فيه التساؤل حول تنظيم القانون الدولي العام ـ باعتباره أحد محددات السلوك الدولي الأكثر بروزا ـ لهذا الجانب المثير من وظائف الدولة.

وخلال المحاضرة ميز الباحث بين موضوع الاستخبارات في زمن السلم وزمن الحرب، مبينا أن موضوع الاستخبارات في زمن السلم أهم بكثير منه في زمن الحرب،  مميزا بين الاستعلام البشري الذي يدخل في إطاره ما يعرف بالجاسوسية، وبين الاستطلاع التقني، الذي يتم فيه الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة للحصول على المعلومات، ففي الشق الأول من المحاضرة أوضح أن القانون الدولي يبدو أنه قد اتجه نحو شرعنة التجسس سواء في حالة الحرب أم السلم، لكونه ـ على الأقل ـ لا يأخذ الدولة المتجسسة بجريرة ما يفعله عملاؤها وجواسيسها، فهؤلاء بالنسبة لذلك القانون مجرد أفراد يرتكبون جرائم. أما بخصوص الاستعلام التقني، فالقانون الدولي يتناوله بشكل غير مباشر من خلال تنظيمه للفضاءات المختلفة، آخذا بعين الاعتبار قواعد احترام السيادة الوطنية للدول بمفهومها العام، وهو ما يتيح عمليا للدول المتطورة إمكانيات ضخمة لجمع المعلومات والتجسس على الدول الأخرى وعلى بعضها البعض أيضا.

وخلص المحاضر في الأخير، إلى أن القانون الدولي المعاصر، من خلال تناوله لأنشطة الاستعلام يؤكد بشكل أكثر وضوحا على بؤسه، كونه يمثل انعكاسا لإرادات القوى العظمى، هذا ناهيك عن عجزه الموضوعي عن مسايرة التطورات التقنية والتكنولوجيا الهائلة الراهنة.