المنهجية المعرفية الإسلامية

سيرا على النهج الذي سطره مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة تم يوم السبت 22أبريل 2006م عقد لقاء علمي مع الدكتور سيف الدين عبد الفتاح  أستاذ النظرية السياسية  بجامعة القاهرة. حضره عدد مهم من الباحثين والأساتذة (30فرد) على رأسهم رئيس المركز الأستاذ سمير بودينار، الذي افتتح هذا اللقاء بكلمة ترحيبية.

ثم أعطى بعد ذلك الكلمة للأستاذ  سيف الدين عبد الفتاح  الذي ركز   أساسا على المنهج باعتبار – على حد تعبيره – أن الباحث ما هو إلا بمثابة منهج نتيجة تراكم  المعلومات والمعطيات المنهجية طيلة مسار بحثه ، فالمنهج هو قرين البحث العلمي وهو الطريق  الموصل، ومن ثمة فهو منهج حياة.

وقد ميز بين مناهج  عديدة وهي: منهج النظر، فالبحث قبل أن يصبح جاهزا للإنتاج  لا بد من أن  يمر بمراحل أساسية. ومعالجة الظاهرة معالجة دقيقة تستدعي ضرورة  تصور الظاهرة  على حقيقتها.

ومنهج التعامل: لتفكيك الإشكالية الأساسية  التي هي جوهر الظاهرة المدروسة، ليكون التعامل مع الظاهرة تعاملا  فعليا. ومنهج التناول: يستخدم فيه الباحث أدوات خاصة تسمى أدوات التناول وهي: تحليل الخطاب و قراءة وتحليل النصوص.ويكون ذلك بالاعتماد أساسا على مداخل منهج التناول وهي : التخصص- المشكلة البحثية، وأماط د سيف الدين عبد الفتاح اللثام عن  مختلف العمليات المنهجية  من رصد وترصيف وتصنيف وتعريف وتحليل وتفسير وتقويم. مشيرا إلى أن مرحلة التحليل  تستلزم تحديد  أدوات التحليل ومستوياته ووحداته.في حين تتطلب مرحلة التفسير تحديد الأسباب والمسببات للظاهرة ونتائجها.

أما مرحلة التقويم فهي ضرورية وأساسية تبحث في مسار الظاهرة وفي الثابت والمتغير في هذه الظاهرة  ، وفي مستقبلها.

وفي الأخير اختتم  كلمته بتوجيه مجموعة من النصائح والتوجيهات إلى الباحثين ، لعل أهمها ضرورة اختيار مواضيع جديدة للدراسة  والبحث.مستعرضا من خلال ذلك دراسته لموضوع بن خلدون ومعالجته للفساد السياسي .

وعقب على هذه  الكلمة مجموعة من الباحثين الذين ركزوا على النقط الآتية:

– الفقه السياسي في الإسلام ومسألة سقوط مفهوم  دار الحرب ودار الكفر، ومسألة التعايش، وكيفية وإمكانية الإجابة عن كل هذه التساؤلات.

– أفضل الطرق المنهجية للباحث المختص في الفقه السياسي.

– الاستفسار حول مسألة وجود مستويات في المنهج، التي تستدعي وجود تعدد مستويات التعامل مع النصوص.

– كيفية التوفيق بين المناهج التي تفرضها الظاهرة والمعطيات التي تقدمها المصادر على اختلافأنواعها، وبين تعدد المصادر وتشابه المعطيات.

– ضرورة ذكر أهم الإجراءات المنهجية وكيفية التوفيق بين الاختلاف بين الأفراد والجماعات.

وفي الختام أجاب الأستاذ المحاضر بتركيز على هذه الأسئلة المثارة مؤكدا على ضرورة الوقوف علىالمناهج باختلاف أنواعها ، لأن جدية البحث تكمن في مقدار ما يضيفه من قضايا جديدة، وأن الحديث عن المجتمع كنص يولد ويلد نصوص عديدة، والباحث المتميز  هو الذي يقوم بمقارنات عديدة.

 انتهى هذا اللقاء  العلمي بأخذ صورة تذكارية للباحثين مع الدكتور سيف الدين عبد الفتاح.