نظرات حول رواية السيل لأحمد التوفيق

عقد مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، حلقة علمية في موضوع:

من المركز إلى الهامش: نظرات حول رواية السيل لأحمد التوفيق“،

 أطرها الأستاذ أبو القاسم حرود.  وذلك يوم الخميس11-05-2006 على الساعة الرابعة بعد الزوال. وقد حضر هذا اللقاء ثلة من الباحثين المهتمين.

 وركزت مداخلة الأستاذ أبو القاسم حرود على خمس نقاط أساسية، استهلها بنوطئة عامة أشار فيها إلى ضرورة الانعتاق في قراءة أي نص كان من الأحكام السابقة والنظرة المسبقة، وعلى الأقل الاكتفاء بالمتعة الغفوية التي يمنحها أي النص الأدبي خاصة.

ويمكن تقسيم مداخلة الأستاذ أبي القاسم إلى قسمين تناول في أولهما أزمة المصطلح والصعوبة التي يكتسيها التحديد الدقيق لكل مصطلح، مضيفا إلى  أن مصطلحي المركز والهامش لا يخرجان عن هذا النسق فهما مسيجان بقيود اعتقاديه ومعرفية وثقافية وغيرها، تجعل من الصعوبة بمكان معرفة نهاية أحدهما وبداية الآخر . لكن هذه الصعوبة لم تمنع الباحث من تقديم دلالات اصطلاحية للمفهومين مستمدة من المعاجم اللغوية . فمثلا الهامش يعني الحافة أو الجانب(حافة النهر أو الشاطئ). أو القليل الأهمية أو المكانة (موهبة هامشية). أو أقلية من الناس في مجتمع واسع … أما النقطة الثانية فقد حاول الوقوف فيها على بعض ملامح الهامش من خلال ثلاثية:”السلطة- المعرفة –رأس المال” التي تمكننا من تحديد الفارق بين المركز والهامش.

أما القسم الثاني المتعلق بأحداث الرواية فأشار الباحث إلى أنها قراءة شخصية، ويمكن تقسيم هذا القسم إلى محورين أساسين يمكن رصدهما من خلال تتبع الشخصية المحورية لرواية السيل، وهي المدعوة:”بزيــن” وهي شخصية جسدت الهامش في كل تجلياته وتمضهراته في الرواية . ففي المرحلة الأولى والتي تعكسها أساس مرحلة العيش في القرية والشخصية عاشت منبوذة محتقرة من أهالي القرية، وبالتالي عاشت على هامش الهامش. ثم تأتي مرحلة الانتقال والعيش في المدينة، وهي مرحلة جسدت الانبهار بالمدينة والانغماس في الحياة المدينة، لكن هذا الانتقال من القرية إلى المدينة لم يكن انتقالا من الهامش إلى المركز، بل إن الشخصية ما فتئت تنتقل من هامش الهامش إلى هامش المركز.

وفي كلمة موجزة إن الرواية تحاول ولو بطريقة خفية أن تفكك مفهومي المركز: المدينة والهامش: القرية، وتحاول التأكيد في الوقت ذاته على أن المركز والهامش ليسا من الأمور الهينة السهلة التي يمكن للفرد رسم حدودها ومعالمها بسلاسة، وبالتالي يصعب الوقوف على نتيجة موافقة لما يتم الحديث عنه نظريا.

وقد اختتم اللقاء بمداخلات وتعقيبات الباحثين حول المحاضرة.