تقييم الترجمات العربية من وإلى الإسبانية

نظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة بمشاركة ماستر الترجمة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس وماستر الترجمة و التواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالبيضاء الملتقى الأول للباحثين في الترجمة الإسبانية في موضوع:”تقييم الترجمات العربية من وإلى الإسبانية”، وذلك يومي الجمعة و السبت 11 و12  ماي 2012، بمقر المركز-منار المعرفة.

الجلسة الافتتاحية، التي ترأسها مدير المركز الدكتور عبد الرحيم بودلال، قدم خلالها، الدكتور سمير بودينار رئيس المركز كلمة ترحيبية نوه فيها بالمشاركين، وبأهمية الملتقى. وأكد على أهمية التشبيك في التواصل بين الباحثين، وانتقال الخبرات ومراكمة الجهود، كما تحدث عن دور الترجمة في المثاقفة، وأهميتها باعتبارها عملية إبداعية تحتاج إلى إطار معرفي، وقد استعرض اهتمام المركز بهذا الجانب. وحول أهداف هذا الملتقى تحدث عن مكانة الإسبانية في المجتمع المغربي، كمجال مشترك، وعن اللغة والإعلام وقضايا الترجمة من وإلى الإسبانية.

كلمة وحدة الترجمة والدراسات اللغوية، قدمها الدكتور فؤاد بوعلي الذي تحدث عن اهداف الملتقى التي يروم من ورائها المنظمون التواصل بين الباحثين في الترجمة الإسبانية ومطارحة الأفكار والمشاريع، كما استعرض مسيرة وحدة الترجمة والمحاور التي اشتغلت عليها، فعلى المستوى التواصلي انفتحت على مختلف الطاقات العربية الفاعلة ومن بينها جمعية المترجمين اللغويين المصريين بالقاهرة واتحاد مؤسسات الترجمة العربية بجنيف ومدرسة الملك فهد بطنجة، أما على المستوى الإشعاعي فقد أشرفت على تنظيم عدة أنشطة من ندوات ومحاضرات كما أطرت دورات تكوينية من خلال مهتمين ومتخصصين، وعلى المستوى البحثي انكبت على إنجاز جملة من المشاريع عبر فرقها البحثية التي أثمرت إصدارا خاصا بالترجمة الفرنسية لكتاب “رحلتي الفكرية” للراحل عبد الوهاب المسيري. كما أثمرت بعض الترجمات التي هي قيد الطبع ومنها: “معجم ديداكتيك اللغة الفرنسية ” من إنجاز قسم الفرنسية، وكتاب “جغرافية الأخلاق” من إنجاز قسم الإنكليزية، فضلا عن “تقرير ربع قرن من الترجمة في المغرب” وإصدار “المجلة المغربية لدراسات الترجمة”.

كلمة ماستر عين الشق بالدار البيضاء، ألقاها الأستاذ حسن بوتكى، قدم من خلالها نبذة عن الماستر المتخصص في شعبة اللغة الإسبانية الذي كان بمبادرة من أساتذة الشعبة سنة 2008/2009، وقد استقطب عددا من المترشحين حيث تخرج فوج أول، منهم من التحق بالحياة العملية ومنهم من يعمل على تحضير الدكتوراة، كما تخرج فوج ثان هذه السنة. وأكد على حرصهم في إشراك الطالب في تنظيم الأنشطة العلمية ومتابعتها وتأطيرها باعتبار ذلك يساهم في تكوينه، وخاصة تلك الأنشطة التي تنظمها الكلية بشراكة مع معهد ثيربانتس بالدار البيضاء والجامعة الأندلسية المستقلة ومؤسسة مسرح المتوسط، وقد بلغت حصيلة الأنشطة التي شارك فيها الطلبة (أربع ندوات علمية وما يناهز عشرين نشاطا ثقافيا من محاضرات وعروض حول الكتب ولقاءات مع الكتاب)، كما يواكب الماستر ورشة في الترجمة الأدبية ويتم نشر الترجمات في مجلة “مانغا أنتشا” أو في الملحق الثقافي لجريدة “المنعطف”، كما يهتم التكوين بإعداد بحوث التخرج في التخصصين التاليين (الترجمة أو التواصل). أما كلمة ماستر الترجمة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بظهر المهراز بفاس فقد قدمها الأستاذ أحمد برمضان.

الجلسة الأولى للفترة الصباحية ترأسها الأستاذ عبد لله الدامون، وكانت أولى مداخلاتها في موضوع: “الترجمة والثقافة الشعبية”، أطرها الأستاذ محمد بوغابة، وقد زاوج في مداخلته بين العربية والإسبانية حيث قارب موضوع الأمثال الشعبية وانتقالها من اللغة العربية إلى الإسبانية أو العكس، واستهل حديثه عن المشاكل الثقافية التي تعترض المترجم، وحتى المشاكل اللغوية، وخاصة العبارات المسكوكة. وقد قسم مداخلته إلى محورين، تناول في الأول الترجمة الحرفية لبعض الأمثال التي صاغتها ثقافة معينة، ولا يجد المترجم أي صعوبة في نقلها بشكل حرفي إلى متلق ينتمي إلى ثقافة ولغة مختلفتين، وهذا الصنف من الأمثال رغم أنه إبداع محلي فهو يكتسي طابعا عالميا، ما يجعل ترجمته أكثر سهولة. في المحور الثاني تناول الأمثال المحلية ذات العبارات أو المفردات المسكوكة الخاصة بتلك الثقافة حيث يستحيل أن تجد لها مقابلا في اللغة المترجم إليها، وهنا لا تنفع الترجمة الحرفية، الأمر الذي يفرض على المترجم أن يكون ملما بالأبعاد الرمزية للمثل وللثقافة المراد ترجمته إلى لغتها، فيلجأ إلى ترجمة المعنى بمفردات تفي بالبعد الرمزي للمثل، وهذا ما أسماه بالترجمة المفاهيمية.

 

المداخلة الثانية أطرها الأستاذ يوسف الشيخ في موضوع: “صعوبات الترجمة الأدبية، ترجمة المرآة لمحمد الصالحي ومحمد خلاف نموذجا – El tuerto es rey, Carlos Fuentes”. وقد قدم عرضا حول أوجه الاختلاف بين ترجمة النصوص المسرحية وباقي النصوص الأخرى، وذلك راجع للحمولة الدلالية التي يتضمنها النص الأصلي بهدف تشخيصها على الخشبة. وقد صنف لغة النص المسرحي إلى مستويين (الحواري وغير الحواري)، فالحوار يشمل كل ماهو شفهي من أصوات وغيرها فضلا عن اللباس والديكور، أما المستوى غير الحواري فيترجم كلام الراوي ووصف المشهد.

في مسرحية ” El tuerto es re” لكارلوس فوينتس عمد المترجمان إلى ترجمة “التصدير” وهو تلخيص للمسرحية، الأمر الذي يطرح التساؤل التالي: ما الذي سيدفع القارئ إلى إكمال فصول المسرحية مادام الكاتب قد أغفل عنصر الإثارة والتشويق؟

وهناك امر ثان، يضيف الباحث، وهو أن هذا الملخص غير كاف لفهم الحبكة الدرامية ذات العمق الثيولوجي المسيحي، ما يستدعي القدرة على تكييف النص ثقافيا وفق ثقافة المتلقي المسلم. ويخلص إلى القول، ان النص المسرحي المترجم لا يمكن أن يفي بالغرض إلا تشخيصا على الخشبة.

 

المداخلة الثالثة أطرها الأستاذ عنان نمروق في موضوع: “الترجمة الأدبية والمرجعيات الثقافية والجمالية”، وقد استهل عرضه بالحديث عن دور الترجمة في التقريب بين الشعوب، وأعطى مثلا بالعلاقة المغربية الإسبانية، التي اختصرها كارلوس بوسونيو في العبارة التالية “التاريخ المشترك يباعد بيننا بينما الجغرافيا تقرب بين الشعبين”. وبعد أن استعرض تاريخ البلدين الذي ظل مطبوعا بالتوتر والتوجس منذ سقوط غرناطة، طرح السؤال التالي: هل يمكن للترجمة الأدبية أن تبدد هذه الأفكار النمطية؟ وفي صدد الجواب عن هذا السؤال، يقول الباحث: “يمكن للترجمة الأدبية أن تساهم في تذويب سوء التفاهم والخلافات الشكلية التي تحول دون انفتاح البلدين على بعضهما باعتبارهما يتوفران على أدباء ومثقفين مؤهلين للاضطلاع بهذا الدور”. بعد ذلك انتقل إلى مقاربة البعد الجمالي للترجمة الأدبية، وخاصة الشعر وعلاقته بالترجمة، من منطلق أن ترجمة النص الشعري لا تكون إلا إبداعا متجددا للنص الأصلي مع الحفاط على معناه وجماليته.

 

الأستاذة فتيحة المتوكل أطرت مداخلة تحت عنوان: “مقاربة لترجمة عبد اللطيف البازي من خلال ترجمة قصة “BATSEBA” للكاتب الإسباني إدواردو خوردا”. استهلت الباحثة عرضها بالحديث عن صعوبة الترجمة عموما والترجمة الأدبية بشكل خاص، هذا المحور الذي كان بمثابة الإطار النظري للتقديم الذي تطرق أيضا لبعض النظريات ومنها نظرية الناقد والمترجم الإسباني Valentin Garcia gebra ونظرية الناقد البريطاني Peter Nenmark ، اعتمادا على الأسس الخمس التي وضعها هذا الأخير، كأساس لأي عمل يروم نقد الترجمة. في المحور الثاني حاولت الباحثة أن تسلط الضوء على آليات الترجمة المستعملة من قبل عبد اللطيف البازي، وبالخصوص آليات الترجمة الحرفية، الإضافة والحذف، مستشهذة بأمثلة من النص موضوع الدراسة.

 

المداخلة الخامسة أطرها الأستاذ يونس السليماني في موضوع: “قراءة في ترجمة قصة الفرجة “Elespectaculo” لمؤلفها أنطونيو بينتورا وترجمة عبد اللطيف البازي”. تطرق الباحث في البداية إلى أهمية الترجمة ونقدها من أجل تحسين النص المترجم وتحقيق جودته. بعد ذلك أعطى فكرة عن قصة “الفرجة” وكاتبها ومترجمها، لينتقل إلى الحديث عن تقنيات الحذف والإضافة التي استعملها المترجم، معللا ذلك بالأمثلة والتوضيحات ثم كشف عن بعض الأخطاء التي سقط فيها المترجم كحذفه لبعض العبارات المهمة أو إضافته كلمات لا مبرر لها، فضلا عن بعض الأخطاء النحوية والإملائية، غير أن المثير للتساؤل، يقول الباحث، هو استبدال كلمة “فاطمة” في النص الأصلي بـ “خادمة” في النص المترجم.

 

الجلسة الأولى في الفترة المسائية ترأسها الأستاذ حسن بوتكى، وأطر أولى مداخلاتها الأستاذ إدريس ولد الحاج في موضوع: “ترجمة المسكوكات الثقافية المغربية إلى الإسبانية”، وقد استهل عرضه بالحديث عن

ترجمة المسكوكات وخصوصيتها في مجال الترجمة الأدبية، كون المسكوك ظاهرة اجتماعية تنتمي إلى ثقافة معينة، يصعب أو يستحيل على المترجم أن يجد لها مقابلا في الثقافة المترجم إليها، وقد قدم أمثلة في هذا الصدد، بالترجمة الإسبانية لنصوص القاص أحمد بوزفور. ويكون المسكوك عبارة عن مفردة، مثل “كركر”، أو فعلا “قفقف”، أو مثل شعبي “اللي ينفخ على اللبن يشتاقو”، “صياد النعام يلقاها يلقاها”

أو جملة كاملة، “المخزن أحسن واللا المفاهمة”، أو جملة مبتورة “ولد اللذين..”. وهنا تكمن صعوبة ترجمة هذه المسكوكات نظرا لطابعها المحلي الصرف.

 

المداخلة الثانية أطرتها الأستاذة حنان بنشمسي في موضوع: “مظاهر تركيبية وسيميائية في ترجمة التعابير المسكوكة من العربية إلى الإسبانية: رواية في الطفولة لعبد المجيد بنجلون نموذجا”. في البداية تطرقت الأستاذة حنان إلى تعريف التعبير الاصطلاحي بوصفه وحدة لغوية ذات صياغة ثابتة لايجوز تغييرها أو التصرف في بنائها الشكلي بالحذف أو الإضافة، كما أنه يتميز بالإيجاز وحسن التشبيه، شأنه شأن الأمثال الشعبية على مستوى الوظيفة الجمالية والاستدلالية وإن كان يختلف عنها على مستوى البنية الأسلوبية. بعد ذلك انتقلت إلى عرض طائفة من الأمثلة من رواية (في الطفولة) المترجمة إلى الإسبانية، وخلصت إلى القول أنه يصعب على المترجم أن يحصل على مقابل في اللغة الإسبانية للمسكوكات العربي خاصة ذات المرجعية الدينية، وهذا ما يضطر المترجم اللجوء إلى وضع مرادفات براغماتية قريبة من القارئ المستهدف أو مستوحاة من وسطه الثقافي.

 

المداخلة الثالثة في موضوع: “ترجمة المصطلحات العلمية والتقنية: المصطلحات الطبية نموذجا”، أطرها الأستاذ إدريس الشعبي حيث اعتبر الترجمة الطبية مجالا خصبا أغرى كثيرا من الدارسين، غير أنه مجال يعاني من مشاكل عدة يواجهها المترجم كالصعوبات النحوية والمفاهيمية. وقد أشار إلى حساسية المهمة وصعوبتها، حيث من الضرورة تحري الدقة في نقل المصطلحات الطبية من الإسبانية إلى العربية، وهنا نبه إلى الأخطاء التي تنطوي عليها بعض الترجمات خاصة الأوراق البيانية للأدوية، وقد تتسبب هذه الترجمات الخاطئة في هلاك المريض بدل إنقاذه. وفي نفس السياق جاءت المداخلة التي أطرها الأستاذ عبد اللطيف أشهب في موضوع: “الترجمة المصطلحية”، حيث تطرق إلى صعوبة نقل المصطلحات من لغة إلى أخرى وضرورة التخصص القائم على الإلمام وتوخي الدقة.

 

الأستاذ زكريا مرشود قدم عرضا في موضوع: “تقنيات ترجمة المقالة الصحفية”، فضل الباحث أن ينطلق من التجربة الميدانية وتجربته الخاصة بالتحديد، كونه صحفيا دأب على ترجمة مقالات من العربية إلى الإسبانية، كما ميز بين المترجم والمنظر في الترجمة حيث هذا الأخير يشبه المهندس المعماري الذي يبدع التصميم بينما الثاني يشبه البناء الذي يجعل من التصميم منجزا ملموسا. ويعتبر الترجمة الصحفية علما قائما بذاته وازدادت أهميتها نظرا للجوء المنابر الإعلامية ووكالات الأنباء العالمية إلى ترجمة المقالات والقصاصات الخبرية، وهنا طرح الباحث مجموعة من التقنيات العملية التي يجب مراعاتها أثناء الترجمة حتى لا يفقد النص المترجم تطابقه مع النص الأصلي وفي ذات الوقت يراعي خصوصية المتلقي المترجم إليه.

 

الجلسة الثانية التي ترأسها الأستاذ برمضان أطرت أولى مداخلاتها الأستاذة سحر وفقا في موضوع: “الإستعارة الصحفية وترجمتها”، حيث قاربت مسألة الترجمة من حيث المجاز، معتبرة الاستعارة من أصعب المشاكل فى عالم الترجمة النظري والتطبيقي، حيث الكثير من الاستعارات تبقى مستعصية على المترجم والأسباب، كما ترى الأستاذة سحر، تكمن في النسيج الاستعاري الذي يميز لغة ما عن غيرها أو المتخيل الثقافي وتداعياته الرمزية، الذي يميز ثقافة عن أخرى. وركزت في مداخلتها على تبيان العوامل التي تتحكم في آلية ترجمة الاستعارة عموما وترجمة الاستعارة العربية إلى الإسبانية على وجه التحديد.

وقد أشارت أن النظريات التي اعتمدتها في الترجمة التي اقترحتها، ترتكز على ما يسمى بمفهوم التقابل الدينامي الذي يعد من المفاهيم المثيرة للجدل فى نظرية الترجمة، وأول من قال بهذا المفهوم هو يوجين نايدا الذي يميز بين نوعين من المقابلات الترجمية ( الشكلي والدينامي)، فالمقابل الشكلي يروم ترجمة شكل ومعنى النص الاصلي ، بينما يقوم الدينامي على مبدأ التأثير المقابل الذي يفترض أن هدف الترجمة هو إحداث وقع أو رد فعل من قبل جمهور الترجمة ، مشابه للأثر الذي تركه النص الاصلي فى قارئه بلغته الأصلية.

ويفضل “داجوت” المقابل الدينامي باعتباره الأمثل فى ترجمة الاستعارة كما يفرق “داجوت” بين الاستعارة والمشتقات الاستعارية كالعبارات الاصطلاحية.

 

المداخلة الثانية في موضوع: “ترجمة المصطلحات التقنية في المقالات الصحفية” أطرها الأستاذ محمد برباش، وقد تناول فيها بعض المواضيع التي تجعل منها الترجمة مادة لها، مثل اللغات الخاصة (لغة السياسة، لغة الاقتصاد، لغة الرياضة)، حيث تزخر المقالات الصحفية الإسبانية بالكلمات التقنية وهذا ما يضطر المترجم إلى العربية إلى ابتكار مفردات مكافئة لها أو تفسيرها وشرحها. وفي نفس السياق جاءت مداخلة الأستاذة هدى بركاني، التي قدمت نماذج من قصاصات الصحافة الإسبانية التي تستقي أخبارها من الصحافة المغربية، وقاربت من خلالها الاختلاف الذي يكون بين النص الأصلي والنص المُترجم نظرا للمفارقات الثقافية وعوامل أخرى.

 

المداخلة الرابعة كانت مسك الختام، كما كانت متميزة من حيث موضوعها ولغة عرضها، فقد فضلت الأستاذة نسرين خمال أن تقدم عرضها بالعربية والذي جاء تحت عنوان: ” دراسة تاريخ الترجمة و ترجمة التاريخ”. استهلت مداخلتها بالإشارة إلى أهمية هذا الموضوع بوصفه علما قائم الذات يحتاج إلى العناية والاهتمام. وكما يبدو من العنوان فإن الموضوع يتمحور حول نقطتين أسايتين: الأولى تتمثل في البحث عن الفترة الزمنية التي ظهر فيها المترجم والترجمان كحلقة وصل بين لسانين مختلفين ورصد الترجمة كنشاط بشري يجب التأريخ لميلاده ونشأته وخلفياته وكل ما يتعلق به. النقطة الثانية تتعلق بترجمة التاريخ ونقله من لغة إلى أخرى والانزلاقات التي قد تنجم عن سوء الترجمة.

وفي صدد حديثها عن تاريخ الترجمة أشارت أن الاكتشافات تفيد أن قدماء المصريين عرفوا ظاهرة المترجم حوالي القرن الثالث قبل الميلاد، فقد تم العثور على أساطير وألواح قديمة تشمل قواعد في النحو وقواميس بلغات مختلفة وقد كان الكتبة هم من يقومون بهذه المهمة في إطار أعمال إدارية. وقد استعرضت طائفة من الأدلة التي كشفت اهتمام بعض الحضارات بالترجمة والمترجمين.

وفي الختام أكدت أن دراسة التاريخ سواء عن طريق الترجمة أو عن طريق دراسة تاريخ الترجمة موضوعان متكاملان وفي غاية الأهمية، كما وصفت الترجمة بالبحر متعدد المراسي، وتأسفت لغياب الوضع الاعتباري للمترجمين في المغرب بوصف الترجمة لا تزال هواية ولم تنتظم داخل سوق الشغل كممارسة مهنية احترافية، حيث قلما نجد بالمغرب مترجما (في الأدب أو غيره) يتخذ من الترجمة عملا قارا له.